نشر موقع اليوم السابع مقالا للكاتب ” طارق الخولي ” .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- بات الإرهاب يدك أكثر ما يمكن أن يوجعنا ، فمع كل اعتداء إرهابي يتجدد الإمعان في سبل تجديد الخطاب الديني ، الآن المنطقة العربية إزاء مواجهة حاسمة مع قوى الشر ، حيث تؤوّل مجموعات من المتأسلمين النصوص الدينية بتفسيرات ذاتية تمكّنها من الوصول إلى السلطة ، مستخدمين أحط السبل ، الدسائس والقتل واستمالة الأشخاص بالمال أو الإرهاب والنفاق والكذب على الله ، مدعومين من دول تسعى لتفتيت المنطقة بالكامل وإضعافها ، فالثيوقراطية هي نظام يستمد الحاكم فيه سلطته أو شرعيته مباشرة من الإله ، حيث تكون الطبقة الحاكمة من الكهنة أو رجال الدين ، وتعتبر الثيوقراطية من أنواع الحكم الفردي .
- بعيداً عن أهمية تجديد الخطاب الديني ، تجد الإشارة إلى ضرورة تسليط الضوء حول الأهداف السياسية لتفجير الكنيسة ، فمنذ ثورة 1919 وحتى الآن يلعب المتربصون على وتر الطائفية لضرب العلاقة الوثيقة بين مسلمي ومسيحي مصر ، ومن ثم السعي نحو إسقاط الدولة المصرية ، وهو ما حدث في سلسلة عمليات حرق الكنائس بعد فض اعتصام رابعة ، إضافة لذلك خلق توترات دبلوماسية لمصر مع شركائها الدوليين ، بالذات بعد النجاحات المحققة على المستوى الخارجي بعد لقاء القمة ( المصري / الأمريكي ) وما أحرزه من نتائج مهمة ، ومع انتظار زيارة بابا الفاتيكان في نهاية الشهر الجاري وما تمثله هذه الزيارة من رسالة مهمة حول مساعي السلام والتعايش بين الأديان .
- إن هذه الضربة الموجعة تأتى ردا على النجاحات الأمنية المحققة في الفترة الأخيرة ، والدعم الشعبي لقوات الجيش والشرطة في دحر جماعات الإرهاب والتطرف ، لكن لابد من البحث عن سد الثغرة الأمنية التي تخترق وتستغل لتنفيذ عمليات استهداف الكنائس ، فمن المعروف أن قوات الأمن تتولى حماية الكنائس من الخارج ، أما تأمين الكنائس من الداخل فيتولاه أبناء الكنيسة ذاتهم ، وبالطبع لا يجوز لقوات الأمن تفتيش الوافدين للكنائس المختلفة ، فيجد الإرهاب ثغرة سهلة للاندساس بين الوافدين للصلاة ، ليدخل إما مفخخاً أو يقوم بزرع عبوة ناسفة داخل الكنيسة بسهولة شديدة ، فهذا التطور النوعي الخطير يحتاج إلى إعادة نظر وبحث مشترك وتنسيق بين الكنيسة والداخلية في مراجعة الإجراءات الأمنية لحماية الكنائس وسد أي ثغرات أمنية مستغلة في هذا التوقيت ، مع مراعاة سرعة مواجهة العدالة للعناصر الإرهابية بتعديل قانون الإجراءات الجنائية بما يضمن فترة وجيزة في القصاص العادل والردع العام والخاص لأبناء الإرهاب والتطرف .