نشرت صحيفة الوفد مقالاً للكاتب عباس الطرابيلى بعنوان : ( وقفة.. مع المجرم الحقيقى ) ، وجاء كالتالي :
حان الوقت لكي تعلن مصرـ رسمياًـ من هو المجرم، أو المجرمون الحقيقيون الذين يخططون ويمولون.. وينتقدون العمليات الإرهابية، ضدنا الآن.
يجب أن يعرف العالم الحقيقة.. ورسمياً- وأن تقضي مصرـ وهي الآن عضو بمجلس الأمن- وهي بالمناسبة من الدول المؤسسة للأمم المتحدةـ وتعلن عن المتهم الأول.. مهما كان الثمن.. وأن تقول صراحة هذه الدول هي بريطانيا وتركيا وقطر.. وأن تكشف مصر- ومن داخل مقر الأمم المتحدة أدوار كل دولة من هذه الدول- بالوثائق والمستندات.. ليعرف العالم من يرعي الإرهاب، ليس ضد مصر وحدها.. ولكن ضد العديد من الدول.
<< هذه هي بريطانيا وأطماعها في مصر تصل إلي 220 عاماً.. من أيام حملة بونابرت- ثم حملة فريزر عام 1807 ومؤامراتها حتي تم احتلال مصر عام 1882.. ودورها لتفتيت الوطن المصري.. وما ادعاؤها عام 1922 بحكاية التحفظات الأربعة، وفي مقدمتها، حماية الأقليات الدينية في مصر إلا أحد هذه الأدلة- ثم دورها في إنشاء الإخوان وتمويلهم ـ وهم في أحضانها بمنطقة قناة السويس- والأهم الآن: احتضان بريطانيا للإخوان وقياداتهم هناك في لندن، حتي باتوا ينعمون بهذه الحماية البريطانية.. هناك.. وبالتالي رفضها نعت الإخوان بأنهم جماعة إرهابية.
وتركيا وأطماعها في مصر عمرها 500 عام منذ احتلت القاهرة عام1517 ولم تنس يوماً أنها كانت ولاية عثمانيةـ تركية وها هو السلطان العثماني الجديد يحلم بإعادة سلطانه علي مصر.. ولا ننسي تركيا ودورها الخبيث في سوريا- وأطماعها في العراق وبالذات في الموصل. وهي الدولة التي تحتضن- أيضاًـ العديد من قيادات الإخوان.. وتفتح لهم كل الأبواب لكي تساعده في مخططه لإحياء السلطنة العثمانية.. وما مشروعه لتعديل الدستور إلا للحصول علي سلطات أوسع، تعيد سطوة عصر السلاطين الأتراك.. وهو لا يتآمر فقط علي مصر، التي تنافسه علي زعامة العالم الإسلامي السني.. بل يراها- تماماً كما رآها السلطان سليم- منافسه الأول بين المسلمين السنة أيام السلطان قنصوة الغوري.. تخيلوا؟!
ثم دولة قطر، التي تغطي الجانب الأكبر من تمويل الجماعات الإرهابية والتي تفتح بلادها لينطلق منها الإعلام المضاد لمصر.. ومن هناك يتم بث العديد من القنوات الإخوانية الموجهة ضد مصر.. وبالمناسبة كانت قطر «الإمارة» الحاضنة للعديد من القيادات الإخوانية التي هربت من مصرعقب مؤامرة 1954.. وثانية عقب مطاردة عبدالناصر لهم في أوائل الستينيات.. وابحثوا عن جذور هذه الأحضان وتعمقوا جيداً في كلمة أمير قطر في قمة البحر الميت، منذ أسابيع.
إذن علينا الآن أن نكشف وبكل الوضوح الدول التي تحتضن الارهاب والدول التي تتولي تمويله.. وبالطبع الدولة الحاضنة الأولي، أي بريطانيا..
قولوا للعالم كله- رسمياً- ومن فوق منبر الأمم المتحدة ماهي الدول الحاضنة للإرهاب.. حتي تتحول إلي معركة دولية.. إذ لسنا وحدنا من يعاني الآن من الإرهاب.. ومن الدماء.. والدمار.