أقلام حرة

مقال للكاتب عباس الطرابيلي بعنوان : ( نموذجان للنجاح: الكهرباء والنقل )

نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب عباس الطرابيلي تحت عنوان : ( نموذجان للنجاح: الكهرباء والنقل ) ، وفيما يلى أبرز ما تضمنه :

قطاعان هما الأبرز والأعظم من حيث ما يجرى فيهما من إنجاز وإيجابيات، الأول قطاع الكهرباء.. وقد كدنا ندخل منذ عامين فقط فى مرحلة من الإظلام التام، وهو ليس مجرد إظلام ضوئى.. ولكن كان إظلاماً شاملاً فى كل شىء.. فى العقل وفى الجسد.. والثانى: قطاع الطرق، وما يتبعه من الكبارى والأنفاق والخدمات.

القطاع الأول: هل ننسى الليالى المظلمة التى عشناها بفعل نقص الكهرباء المتاحة.. والخوف أن يعم الظلام.. فنفقد كل ما نملك من معدات كهربائية وتأثيراته على التعليم والإنتاج.. وكان اختياراً ذكياً من الإرهابيين أن عمدوا إلى ضرب خطوط نقل الكهرباء، ليعم الظلام ويسود الظلام العقلى، ليسهل للإرهابيين السيطرة على كل المصريين.

ويا ليت كل المصريين يفهمون معنى أن تنفق الدولة حوالى ٤٥٠ مليار جنيه لإنقاذ مصر من هذا الظلام، الذى كان يخطط له الإرهابيون.. وليس فقط فى إنشاء محطات عملاقة لتوليد الكهرباء.. ولكن لإحياء وإنقاذ وتوسيع المحطات القائمة.. ومعظمها لم يشهد أى عمليات إنقاذ قبل ذلك وبسنوات.. ثم تحديث شبكة نقل الكهرباء من محطات الإنتاج إلى محطات الاستهلاك.. لأن محطات المحولات وشبكة نقلها ساءت إلى حد كبير، وبذلك فقدنا حوالى ٢٠٪ من الكهرباء المنتجة.. وهذا الرقم هل تتخيلونه.. وهل تعلمون حجم ما جرى- ومازال يجرى- وهل تعلمون أن مصر تشهد الآن استكمال إنشاء ثلاث محطات توليد عملاقة بواسطة شركة سيمنس. وهى واحدة فى الصعيد.. والثانية فى البرلس، أقصى شمال مصر.. والثالثة فى العاصمة الإدارية الجديدة.. وهى أكبر ثلاث محطات غازية فى العالم كله.

وحتى لا نقع فريسة نوع واحد من الكهرباء نجد- ضمن هذا البرنامج- تنوعاً.. هناك محطات غازية، وهى الأسرع فى إنتاجها، وهناك محطات بخارية، فضلاً عن المحطات المائية والنووية.. بل الجديدة والمتجددة. ومنها الرياح والشمس.. كل هذا يؤكد «إيجابية» عقول العاملين فى هذا القطاع.. أى التكامل والاستفادة مما هو متاح.. بل البحث فى الأفكار القديمة «الصالحة» لزيادة إنتاج الكهرباء مثل مشروع جبل عتاقة، الذى يستهدف «كهربة» الجبل!! ومشروع منخفض القطارة.

والقطاع الثانى هو قطاع الطرق.. وبعيداً عن أطوال الطرق الجديدة التى تمت أو ما يجرى تنفيذها نقول: إذا كنا قد سبق أن نظمنا رحلات لطلبة المدارس لمشروع السد العالى.. فلماذا لا ننظم رحلات على غرارها لمشاهدة ما يجرى فى كل مناطق مصر.. حتى لغزو الصحراء الشرقية والغربية وهى مشروعات متكاملة.. وليست مجرد شق طريق ورصفه.. بل لتوفير كل ما يحتاجه المشروع من خدمات.. هى إنتاجية أيضاً فى المقام الأول.

ونعترف بأن بعض هذه المشروعات بدأ تنفيذه فى عهد الرئيس حسنى مبارك، وهنا نعطى للرئيس مبارك حقه- فى هذا المجال- ولكننا لا ننكر مشروعات لم تكن مطروحه من قبل لاختراق الصحراء الشرقية لربط النيل بالبحر الأحمر، أو لشق الطرق عبر الصحراء الغربية إلى حدودنا مع ليبيا.. وكلها مشروعات على أحدث ما هو موجود فى أمريكا وشمال أوروبا.

ونقول هنا إن قطاعى الكهرباء والطرق هما أكبر دعوة للمستثمرين العرب والأجانب لاستثمار أموالهم فى مصر.. لأن الطرق هى طرق الحضارة وتسهيل الحركة والانطلاق سواء لنقل المواد الخام أو لتصدير المنتجات، ثم والأهم توفير الطاقة الكهربية اللازمة.. وهذا هو سر اهتمام الرئيس السيسى بهذين القطاعين وتوفيره كل الإمكانيات لهما.. وهما أساس أى تقدم حقيقى.. نسعى إليه الآن، مهما كانت الأرقام والتكاليف والأعباء.. ولا جدال أن الاستثمار فيهما هو الأفضل على مدى التاريخ.

ولكننى أخشى أن نجاح وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر فى قطاعه يمكن أن يغرى الرئيس السيسى، فيختاره رئيساً للوزراء ليستفيد من إمكانياته وقدراته.. على مستوى مصر كلها.. لأنه ليس شرطاً أن من ينجح فى قطاع يمكنه أن ينجح فى غيره.. رغم ثقثى فى إمكانياته وبالمثل أخشى أن يكون نجاح الدكتور جلال مصطفى سعيد كوزير للنقل- بعد أن نجح محافظاً للقاهرة- قد يكون ذلك دافعاً للرئيس السيسى ليختاره رئيساً للوزراء.

 دعوا د. محمد شاكر لينتهى من كهربة مصر كلها، وحتى يقضى تماماً على حلم إثيوبيا أن تصدر كهرباء سد النهضة عندها إلى مصر.. إذ خير لنا أن ينجح شاكر كهربياً من أن يغرق فى هموم مجلس وزراء مصر.

تلك كلمة شكر لمن يعمل.. ولا أدرى كم ساعة ينام د. شاكر ود. جلال.. أم أنهما لا ينامان أبداً.. وأليس نموذجاهما دافعا لباقى أعضاء مجلس الوزراء لكی يحققوا لنا ما نحلم به.

ألا يَغِير بقية الوزراء من هذين الوزيرين؟!

زر الذهاب إلى الأعلى