أقلام حرة

مقال للكاتب عبد الله السناوي بعنوان : ( معارك تخاصم زمنها )

نشر موقع الشروق مقالاً للكاتب ” عبد السناوي ” .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه : 

  1.  فى أسبوع واحد تحت قبة البرلمان تتابعت مشاهد مزعجة لذلك النوع من المعارك ، مرة ضد الصحافة بدعوى أنها تجاوزت فى نقدها ومرة ثانية بفصل نائب باتهامات لا تستند على قواعد قانونية صحيحة تبيح مثل هذا الإجراء ، ومرة ثالثة باقتراح تعديل دستورى يسمح بمد فترة ولاية الرئيس إلى (6) سنوات بدلا من  (4)  ، لا يعقل أن يدخل المجلس النيابى بمنصته وغالب عضويته فى حملة ضارية على جريدة  ” الأهرام ”  القومية المملوكة للدولة ، لمجرد أن بوابتها الإلكترونية تطرقت فى إحدى تغطياتها كما غيرها بشىء من النقد لبعض أعماله ، كما لا يعقل أن يدخل فى الوقت نفسه حملة ضارية أخرى على جريدة  ” المقال ”  المستقلة التى نشرت مادة ساخرة على صفحتها الأولى عن جوائز تخيلية للأوسكار منحت البرلمان جائزة  ( أفضل فيلم كارتون ) ، فى الحالة الأولى حق الرد مكفول وفق القانون والأعراف المهنية ، وفى الحالة الثانية  فإن المادة المنشورة نوع من النقد تعرفه بعض التجارب الصحفية فى العالم مثل ( لوكانار أونشينيه )  الفرنسية الساخرة .
  2. عندما تخفق فى مهامك وفى اكتساب ثقة الرأي العام فإنك تبحث عن ذريعة ما تبرر إخفاقك أو معركة طواحين هواء ضد عدو افتراضي ، فكل نقد مشبوه وكل اعتراض مؤامرة ، هناك من يعتقد أن الصحافة الحائط المائل في هذا البلد ، على الرغم من أنها تكسب معاركها في النهاية ، على الرغم من الاعتذار الضمنىي لـ( الأهرام )  فإن التزامن يؤشر على ضيق بالغ بحق النقد والاختلاف وبحرية الصحافة كلها ، كما ينبئ عن مواجهات متوقعة عند نظر مشروع قانون الصحافة والإعلام الذى ينص على حقوق وحريات واسعة التزاما بالنصوص الدستورية.
  3. في بلد مثل مصر ليس هناك جديد في الصدام بين البرلمان والصحافة ، فقد دأبت البرلمانات المتعاقبة على تضييق الحريات الصحفية وتبنى عقوبة حبس الصحفيين في جرائم النشر  ، الجديد والخطير ــ هذه المرة ــ التوغل فى شتم الصحافة دون سقف أو حد، وكما لم يحدث فى التاريخ المصرى الحديث كله .
  4. بغض النظر عن أى ملابسات شابت إجراءات فصل النائب ” السادات ” فإنه لا يمكن استبعاد أن يكون قد لقى ذلك المصير عقابا على مجمل أعماله ومواقفه ، أخطرها ما كشفه عن شراء ثلاث سيارات مصفحة لرئيس المجلس ووكيليه بـ(١٨) مليون جنيه ، وأوجه أخرى للخلل الفادح فى التصرف بالمال العام ، نزعات الانتقام هروب من الأزمة بدلا من الاعتراف بالأخطاء التى ارتكبت وإنكارها بإحالة مسئوليتها إلى أعداء متخيلين .
  5. في مخاصمة البرلمان لزمنه تقدم أحد النواب لتعديل النص الدستوري الذى يحدد مدة الفترة الرئاسية ، لم يرتفع صوت تحت القبة يعترض على مثل هذا الاقتراح حتى سحبه صاحبه بنصيحة من بعض أجهزة الدولة ، المقترح بذاته مشروع أزمة شرعية ، فضلا عن أنه يخاصم الشرعية الدستورية وأن تلتحق مصر بزمنها في طلب التحول إلى مجتمع ديمقراطي حر ، على الرغم من تعطيل العمل بأغلب نصوص الدستور فإنه يظل قيدا معنويا على أى تغول وصمام أمان قد يحتاج إليه البلد فى أى لحظة.
  6. هناك قضايا حقيقية  بعضها وجودية مثل أزمة ” سد النهضة ” التى قد تداهم نتائجها هذا العام (٢٠١٧) مصر بسيناريوهات تعرضها لعطش مائي ، وأزمة الحرب مع الإرهاب التي تنال من فرص التعافي الاقتصادي وعودة السياحة والقدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية ، وأزمة ( الغذاء  / ارتفاع الأسعار  / غياب عدالة توزيع الأعباء للإصلاح الاقتصادي) التي تتحملها الطبقة الوسطى والفئات الأكثر فقراً وحدها  .. تلك كلها معارك حقيقية لم يرتفع فيها صوت تحت القبة ، وتلك كلها ليست من المعارك التى تخاصم زمنها بعد ثورتين طلبتا دولة حرة وعادلة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى