نشر موقع المصري اليوم مقالاً للكاتب عبد الناصر سلامة ( ما لا يدركه الصندوق والحكومة ) .. فيما يلي أبرز ما تضمنه :
- ما لا يدركه صندوق النقد هو أن قتل سائق تاكسي الإسكـندرية صاحب التاكسي ثم انتحار القاتل مباشرة هو نتيجة مباشرة لتلك القرارات الاقتصادية الأخيرة ، وقتل الأب للابن بأحد شوارع أسيوط لمجرد أن الابن حاول الدفاع عن الأُم هو نتيجة لتلك القرارات ، وارتفاع نسبة الانتحار ونسبة السطو المسلح والرشوة والاختلاس وغير ذلك من كثير من الجرائم ، كلها نتيجة تلك الإجراءات التي مازال البعض يغالط ويردد بأنها مرّت بسلام .
- الأكثر من ذلك أن جزءً كبيراً من تلك العمليات الإرهابية التي تشهدها البلاد هي في حقيقتها متعلقة بذلك الضنك الذي يعيشه المواطن نتيجة تلك القرارات ، التي جعلته لا يرى في الحياة ما يثير لعابه من إغراءات على أي مستوى ، لذا أصبح من السهل ترويضه وتطويعه وتجنيده ، ربما كانت الحياة الآخرة أفضل حالاً من تلك المعاناة اليومية ، فملايين الشباب يعانون البطالة ، وملايين الأطفال يعانون التشرد ، وملايين الأسر تعاني الفقر ، أيضاً كان الاتجاه للإتجار في المخدرات أو تعاطيها ، أو تجارة السلاح أو تجارة البشر وأعضاء البشر ، كلها نتائج طبيعية لتلك التحولات الخطيرة التي شهدها المجتمع في الفترة الأخيرة ، والتي تمحورت حول رفع نسبة الفقراء إلى ما يصل إلى نحو (٤٠٪) ، ومن هم دون خط الفقر إلى ما يصل إلى (١٥٪) .
- هل يجوز بعد ذلك أن نردد بأن تلك الإجراءات القاسية مرّت بسلام ، أو أن الشعب تقبّلها عن رضا ، أو أنها كانت منصفة ومدروسة ، إن ما أفرزته الإجراءات الاقتصادية من سلبيات على المدى البعيد سيصعب علاجها ، مقارنةً بما أفرزته سلبيات العنف التي كان علاجها أسهل وأبسط بكثير ، وهو ما لا تدركه الحكومة ، إلا أننا نثق في إدراك الصندوق لهذا الشأن تحديداً .
