أقلام حرة

مقال للكاتب علي عويس بعنوان : ( السايس .. وبلاطجة الأرصفة )

نشر موقع صدي البلد مقالاً للكاتب علي عويس .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  1.  يا مستني الحكومة تعدل حالك يا مستني الهم يريح بالك ، هذا السطر هل من الممكن أن يصبح شعاراً مضغوطاً معبراً عن هذه المرحلة التي عاشها ويعيشها الشعب المصري بظل حكومة ” شريف إسماعيل ” ، الحكومة المنصرفة عن شعبها الغافلة عن مواجعه البعيدة عن أنينه ، الطارحة وجهها عن ناحيته والغارقة في مستنقع من التناقضات والفشل ، الغائبة عن الأسواق وسط بيئة كساد وإحتكار وجشع ، الزاهدة فيما بين سطور القانون من عمل  ، النافخة في صدر البلاطجة حين مكنتهم من شوارعنا ومنحتهم ببصمتها وغضها الطرف رخصة شرعية للتغول على حقوق الناس والعمل  .
  2.  هل هي إبتلاء يزيد الأجر أم لعنة تدعونا إلى رفض الصبر ؟ ، هكذا يتساءل الناس وهم في حيرة ، أين الحكومة من الفوضى والغلاء وأين الدولة من سلوكيات البلطجة التي أصبحت قانون شوارعنا مفتحة لها الأبواب كي تفعل ما تشاء  ، الواقع في ركن من ظلام وتيه ، ودولة الإعلام تحث خطاها مقروءاً من خطابات شجيه تحت التلميع والأضواء المسلطة على كل فم .
  3. يتساءل الناس ما الذى يحدث في مصر ؟ يتقلبون على جمر وسط حالة من فقدان التوازن والوزن ، غاب القانون وتخاذلت الرقابة ، وفُتح الطريق السريع ذو الـ (4) مسارات أمام إنطلاقات البلطجة الجامحة في بلد يعاني من أزمات عدة ولن تحل مشاكله بعض المسكنات الطارئة  .
  4.  ظاهرة جديدة كئيبة ومريرة تسيء إلى كل الوطن الذى يتطلع إلى عودة السياحة ، وتدفق الجمال على شوارع قبيحة ، تعاني من غياب منظومة الترتيب والتهذيب والتوظيف لإمكانياتها المتواضعة ، هذه الظاهرة هي ما بات يعرف بالسايس الذى يحتل كل شوارع مصر ونواصيها وأرصفتها  ، لقد استعمر الوطن الكبير وحوله إلى جرن للإيجار ، وغرف مفتوحة معروضة للاستئجار ، وبين السايس والأخر حدود ونطاق ومناطق نفوذ قد خطف الوطن لعهد القبضايات وبلاطجة الحارات القديمة  ، يفرضون الإتاوات على أي سيارة تتخذ لها موقفا بجوار رصيف أو مكان مخصص لها بزي مهمل ، وسلوك مبتذل وأخلاق وضيعة وتركيبة نفسية خطيرة على الأمن والسلام الاجتماعي  .
  5.  لك أن تقيس على ذلك باقي مشاكلنا كي تأخذ من ملامحها حجم الكارثة  ، ماذا لو نزلت الدولة إلى هذا النطاق وإن كان ضروريا نظمته كالرواق  ، وجعلته بعهده المجالس المحلية أو استحدثت له قسما بوزارة الداخلية بزي موحد أنيق ونظيف يليق بشكل مصر المعاصرة التي نتأمل لها اللحاق بعالم كبير سبقها  
  6. أين الدولة التي تفكر ثم تتصرف بموجب أفكارها لتزيين شوارعها ، وتنظيم سلوكياتها بدلاً من هذه الفوضى السائلة التي تخنق كل مسارات الحركة فيها ، إلى متى سنبقى أسرى ( العشوائيات / العشوائية ) والأماني التي تشبه البخار الكثيف الذى يتحلل مع الزمن ويذوب بين تلافيف الهواء ؟

لحظة من فضلكم .. لا تمنحوا بالصمت والإهمال رخصاً تضر بمستقبل بلادنا ، وتهدم إنجازات صبر عليها عرقنا وجهدنا ، هذه التدهور وتصدوا لهذا البلاء  .

 

زر الذهاب إلى الأعلى