نشر موقع الشروق مقالاً للكاتب فهمي هويدي بعنوان ( حين فقدنا البوصلة ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- كرهنا جرائم النظام السورى فلم تغضبنا جريمة قصف الأمريكيين لأبرز قواعده العسكرية ، وتداخلت الأوراق فصرنا نقف مع إسرائيل مهللين لتدمير القوة العسكرية السورية ، واختلت الموازين وانقلبت حين بدا أن الأمريكيين يثأرون للمستضعفين السوريين ، فى حين وقف الإيرانيون يدافعون عن رمز الاستكبار فى دمشق .
- ما جرى يستدعى ملاحظات أخرى تستحق رصداً من جانبنا ، منها مثلا ما يتعلق بدوافع الإدارة الأمريكية الجديدة لإطلاق صواريخها على قاعدة الشعيرات السورية فى أعقاب قصف بلدة خان شيخون بالغاز السام ، خصوصاً أن أحدا لا يصدق ما قاله الرئيس الأمريكى ” ترامب ” من أنه أصدر أمره بضرب القاعدة السورية ( للانتصار للعدالة ) ، ذلك أن أهل المنطقة على الأقل يعرفون جيدا أن التنكيل بالشعوب صار إحدى السمات البارزة فى العالم العربى ، ناهيك عن أن النظام السورى له تاريخه المشهود فى القمع والإبادة ، لا ينافسه فى ذلك سوى النظام العراقى الذى أضاف السحل إلى قائمة تفوق التنكيل
- إننى أزعم أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يعترضون على القتل ولكن اعتراضهم الأكبر على أمرين ، أولهما وسيلة القتل وثانيهما هوية القاتل ، فحين تقوم داعش بقتل خصومها حرقا أو بقطع الرقاب بالسيوف ، فإن ذلك يعد جريمة فظيعة تعبأ ضدها شعوب العالم ، أما إذا تم القتل بسبب التعذيب فى السجون أو بعد إصدار أحكام الإعدام الجائرة أو من خلال استباحة المعارضين الذين يوصفون بأنهم إرهابيون ، فذلك كله مغفور ويمكن أن يمر فى هدوء ، وفى الحالة السورية التى يحترف النظام فيها التنكيل والقتل ، عرفنا قبل أسابيع أنه تم قتل (13) ألف شخص فى سجن واحد ( صيدنايا ) إلا أن ذلك لم يحرك أحدا.
- ثمة اجتهادات تتردد الآن عن دوافع الرئيس ” ترامب ” للأمر بشن الغارة ، بعضها يتعلق بحساباته الداخلية ومحاولة تعويض فشله فى الداخل من خلال تحقيق أى حضور فى الخارج ، منها أيضا سعى الإدارة الأمريكية للتواجد على الأرض السورية فى توقيت رسم خرائطها الجديدة ، كى لا تنفرد روسيا بذلك .. كذلك محاولته وقف التمدد الإيرانى وتوجيه رسالة تحذير لطهران النشطة فى دعم الرئيس السورى .
- للمشهد زوايا أخرى عديدة لم نفهمها ، لأن مكاننا محفوظ فى مقاعد المتفرجين طالما أننا بلا حول ولا قوة ، وهو أمر ليس مستغرباً ، لأننا إذا ظللنا متفرجين ولم نفهم شيئا مما يحدث في محيطنا الداخلي ، فأولى بذلك أن يستعصى علينا استيعاب ما يجرى في الساحة الدولية .