أقلام حرة

مقال للكاتب فهمي هويدي بعنوان : ( سيناريو الإرهاب في أسبوع )

نشر موقع الشروق مقالاً للكاتب ” فهمي هويدي ” وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  1.  وقائع هذا السنياريو تتابعت خلال الأسبوع الماضي ، ففى بدايته تعرض أقباط شمال سيناء لهجمات الإرهابيين التى أدت إلى قتل سبعة منهم وتهجير نحو (١٣٠) أسرة من مدينة العريش ، بعد ذلك عقد مؤتمر دولي إفتتحه شيخ الأزهر لمناقشة موضوع ( الحرية والمواطنة ) ، وشارك فيه ممثلو (٥٠) دولة عربية وإسلامية إضافة إلى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية البابا ” تواضروس ” ، ولأن العيش المشترك كان موضوعه الرئيسي ، فإن كلمات المشاركين ركزت على التطرف والإرهاب باعتبارهما أهم مصادر تهديد العيش المنشود … بشكل مواز إنعقد في مدينة شرم الشيخ مؤتمر دعا إليه المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب ، وكان موضوعه ( الإرهاب والتنمية الاجتماعية ) ، وفى كلمتها قالت وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر ” غادة والى ” أن هناك صلة بين تنامى الإرهاب وانكماش حركة التنمية الاجتماعية وعدالتها .
  2. لا أشك في أن ذلك التتابع كان محض مصادفة صورت حجم الاهتمام بالموضوع فى مصر ، مع ذلك فإنه عرض علينا خلال الأسبوع عناصر الفيلم من أوله إلى آخره ، فقد رأينا فى هجرة الأقباط أوجه الجريمة ثم تابعنا لقطات التنديد بها ومحاولة تحرير خلفياتها ، وأطل علينا أحد الأكاديميين بتحليل انتهى منه إلى أن هزيمة الإرهاب لا أمل فيها في ظل الأوضاع الراهنة.
  3. لا أعرف كم عدد المؤتمرات التى عقدت والخطب التى ألقيت والبيانات التى صدرت تنديدا بالإرهاب وفضحاً له وتحذيراً من مغبته ، لكن الذى أعرفه أن ذلك كله فشل في التصدي له ، وكانت هجرة الأقباط أحدث دليل على أن الإرهاب يكاد يتحول من حالة عارضة إلى عاهة مستديمة ، وهو ما قد تفسره المقولة التى تقرر أنك إذا اتبعت نفس الأسلوب فى كل محاولة لحل أى مشكلة فلا تتوقع نتائج مغايرة فى أى محاولة ، من ثم فليس أمامك سوى أن تغير الأسلوب لتتغير النتائج.
  4. ما قالته وزيرة التضامن لمس جانباً من المشكلة ، حين أشارت إلى الصلة الوثيقة بين الإرهاب وبين تراجع التنمية وغياب عدالة التوزيع ، ولا أعرف ما إذا كان هذا الكلام قيل عن اقتناع حقيقى أم لمجرد أنه يناسب المقام ( باعتبار المشاركين فيه من ذوى الصلة بالشأن الاجتماعى )، إلا أنه سلط ضوءاً على البعد الاجتماعي للأزمة الذى يتجاهله كثيرون .
  5. المحاولات الجارية لمحاربة الإرهاب التى تعول على الأمن وحده محكوم عليها بالفشل ، وأن الخطب التى تلقى والمؤتمرات التى تعقد لا تستهدف الحل بقدر أنها من قبيل سد الخانة وإبراء الذمة ليس أكثر ، أما التعبئة الإعلامية فهى ضجيج يسطح الإدراك ويشوهه ولا يحل ولا يربط وفى بعض الحالات التى نشهدها يبدو استمرار الإرهاب بما يستصحبه من ترويع وتخويف مطلوبا سواء لصرف انتباه الرأى العام عن مشكلات الناس الحقيقية .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى