نشرت صحيفة ( المصري اليوم ) مقالاً للكاتب محمد أمين بعنوان : ( خاص للرئيس ) ، وجاء كالتالي :
الملك عبدالله الثانى يعرف لماذا جاء إلى مصر، فى هذا التوقيت بالذات؟.. ويعرف طبيعة المهمة الملكية وحدودها ودرجة سريتها.. ويعرف أيضاً بأى وساطة يقوم بها الآن؟.. كما أنه يعرف أن ما قيل للإعلام، أمس، بشأن حل الدولتين شىء، وتنفيذ ذلك شىء آخر.. لكن كل ذلك سوف يفقد سريته، إذا سرَّبته صحيفة «هاآرتس».. والتسريب ليس كله شراً.. هناك تسريب مقصود، يسميه الشباب «قصف جبهة»!
ولا أذيع سراً أن أخباراً كثيرة كانت «سرية للغاية»، وتل أبيب هى التى كانت تذيعها وتنشرها.. سواء عبر وزرائها، أو عبر صحفها.. ونحن فى مصر لا نمارس شيئاً من ألوان السياسة.. فلا ننشر خبراً، أو نلقى بالون اختبار، أو نروج معلومة عبر كاتب هنا أو إعلامى هناك.. لا نستخدم بالعربى أى أوراق فى أيدينا.. ومن سخريات القدر أن إدارة الوطن كأنها إدارة عائلية، فهناك كلام ميصحش نعرفه، كأنه عيب!
والغريب أننى حين كتبت مقال أمس «جمهورية سيناء الشقيقة» لم تصلنى معلومة واحدة تعيد لى ثقتى، أو تبث فى قلبى الطمأنينة.. لا كلمة من مؤسسة الرئاسة، ولا غيرها من وزارة الخارجية.. وقد حزنت لأن سيدة أرسلت لى تعبر عن خوفها وقلقها ورعبها مما قرأت، وختمت رسالتها بقولها: «لا حول ولا قوة إلا بالله».. غير اتصالات هنا وهناك تتساءل عن مكان الشعب فى «معادلة حكم الرئيس السيسى»!
فهل تنتظر مؤسسة الرئاسة أن نعرف من راديو إسرائيل أو مونت كارلو؟.. هل تنتظر أن نعرف من قنوات مكملين والشرق والجزيرة و«بى. بى. سى»؟.. ألا تعرف الرئاسة أن الرأى العام قد عاد من جديد لمشاهدة هذه القنوات مرة أخرى؟.. سيدى.. الشعب لم يعد يكتفى بالكلام عن تطابق وجهات النظر والعلاقات الثنائية.. هذا الإعلام عفا عليه الزمن.. هل ننتظر أن تكشف «هاآرتس» ما دار فى قمة الملك والرئيس؟!
سيادة الرئيس: هل صحيح أنك حضرت قمة سرية رباعية فى العقبة، أطرافها الملك عبدالله ونتنياهو وجون كيرى؟.. هل صحيح ما يُثار عن قمة مارس العام الماضى؟.. ولماذا كانت سرية؟.. أليست لنا علاقات دبلوماسية مع تل أبيب؟.. هل كانت هناك تنازلات مصرية لحل الدولتين؟.. هل تعوّل على الرئيس ترامب فى حل القضية الفلسطينية بعيداً عن المخطط القديم الخاص بسيناء، وماذا أعددت قبل اللقاء به؟!
سيادة الرئيس: يُقال إن المُعارض يشد أزر المُفاوض فى أمور كهذه، فهل تعتبر المعارضة أداة مساعدة للحكم، أم يضيق صدرك بها، ولا تهتم بما تقوله؟.. هل كنتَ تحتاج إلى أرضية شعبية تستند إليها، كما حدث فى ملف الإرهاب، أم أنك تعتبر هذه الأمور من المحرمات، ولا يصح الكلام فيها تااانى؟.. تذكر يا سيدى أن مبارك لم يستسلم للأمريكان، وقد دفع الثمن غالياً، وترك لنا كل شبر فى الوطن كما هو!
أخيراً، مازلت أنتظر معلومات عن رؤية مصر لحل الدولتين، وإن كان الرئيس قد حضر قمة العقبة فى مارس الماضى أم لا؟.. ومازلت أرى أن دعم القضية الفلسطينية لا يكون بمنحها جزءاً من سيناء، ولكن بالنضال حتى تأخذ أراضيها المغتصبة.. وبالمناسبة: لماذا يغيب الرئيس أبومازن عن المشهد؟!