أدى الدكتور عاصم الجزار اليمين الدستورية، أمس، وزيراً للإسكان.. ولا أخفى عليكم أمرين: أولاً أن التعيين كان مفاجئاً.. وثانياً: أننا كنا فى حاجة إلى تعيين وزير لأفريقيا ينفذ تكليفات الرئيس هناك.. وعلى كل حال فهو قرار جيد، لأنه سيعاون رئيس الوزراء.. فقد ذهب الرئيس إلى إثيوبيا، وذهب «مدبولى» إلى العلمين فى يوم، وذهب إلى أسوان فى اليوم التالى!
وبالتأكيد فقد عاد الرئيس من إثيوبيا، وفى ذهنه كثير من الأعمال التى يريد أن يؤديها هناك كرئيس للاتحاد هذه الدورة.. وأظنه قد وجّه وزير الإسكان بضرورة البدء فيها، وكان أول تصريح للوزير الجزار يعبر عن ذلك فعلاً، فقد كان هناك تكليف واضح بمتابعة الموقف التنفيذى لسد «نهر روفيجى» بدولة تنزانيا.. وقد تأخذ منه مشروعات أفريقيا مجهوداً كبيراً!
فالقرار الجمهورى بتعيين وزير جديد للإسكان يفض الاشتباك بين منصبى رئيس الوزراء والوزير.. وقد كان احتفاظ المهندس مدبولى بمنصب الوزير بهدف إنهاء أشياء مهمة على أولويات الرئيس، ثم لكى يضع الإطار العام، أما عملية تنفيذها فهى تحتاج إلى «وزير شاب».. وفى الوقت نفسه يحتفظ بطاقة رئيس الوزراء كى لا «يجهده» مثل شريف بك!
ولا ننسى المجهود الكبير الذى بذله شريف بك فى الوزارة، وقد كان محل تقدير رئاسى كبير.. أيضاً المهندس مدبولى يعمل دون أن يشكو.. ويسابق الزمن، خصوصاً فى السفريات الرئاسية.. وبالتالى كان تعيين الوزير خطوة مهمة، حتى يتفرغ رئيس الوزراء لأعمال الحكومة.. فهناك ملفات تنتظر الوزير، وهناك توسعات عمرانية تحتاج إلى وزير يتفرغ للوزارة!
وأعود للسؤال: هل كنا فى حاجة إلى تعيين وزير لأفريقيا أكثر من حاجتنا إلى وزير للإسكان؟.. هل كانت رئاسة مصر للدورة الحالية للاتحاد الأفريقى فرصة لكى نعود بكل قوة؟.. هل كانت الفكرة نفسها كاشفة لاهتمام مصر بأفريقيا؟.. هل كان توقيتها عبقرياً، لو تم اتخاذ القرار؟.. هل مازلنا فيها؟.. هل كانت الفكرة رسالة ووسيلة وبداية لمشروعات كبرى؟!
وللعلم، فإن السعودية لها وزير مهم فى أفريقيا، وهو السفير أحمد عبدالعزيز قطان، سفيرها السابق فى مصر.. مع أن السعودية ليس لها فى أفريقيا مثل ما لنا.. ولا هى رئيس الاتحاد الأفريقى، ولا هى عضو فى أفريقيا.. ومع ذلك يمكن أن تكون خطوة من هذا النوع رسالة لكل دول أفريقيا.. من أجل ذلك توقعت أن يكون التغيير الوزارى المحدود فى صالح أفريقيا!
وأخيراً، ربما كان الرئيس يفكر فى تعيين شخص أعلى من وزير.. وربما كان يفكر فى تعيين مبعوث خاص يعاونه فى مهامه كرئيس للاتحاد الأفريقى.. وربما يكون هناك مساعد رئيس لشؤون أفريقيا.. الله أعلى وأعلم.. علينا أن نفكر ونطرح الأفكار والأسئلة بدوافع وطنية فقط!