نشر موقع الوفد مقال للكاتب محمد عبد العليم داوود تحت عنوان ( الوهم والواقع ).. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- البعض يردد أن الحكومة المصرية تسعى للتعاقد مع إحدى الشركات لتحسين صورة مصر في الخارج .. وأعتقد أن سمعة الدولة وتحسين صورتها لا يأتي أبداً من خلال شركات التسويق العاملة في تحسين صورة الدول خاصة إن كانت الأوضاع غير مطابقة لمادة الدعاية ، والأفضل أن يتم صرف قيمة هذا التعاقد في إصلاح الأوضاع على أرض الواقع .
- سهل جداً أن تحسن مصر صورتها في الخارج في حال احترامها لحقوق الإنسان وانتهاء عصور القمع والتعذيب وإهدار كرامة الإنسان ، بدلاً من أن تلجأ إلى الإطاحة بالنائب ” السادات ” من البرلمان لمجرد أنه مارس دوره الرقابي وقدم طلبات الإحاطة ، سهل جداً تحسين صورة مصر في الخارج لو كانت الدولة حققت في جرائم إهدار المال العام التي أعلنها رئيس أكبر جهاز رقابي بدلاً من التحرش به وجرجرته للمحاكم ، وإعطاء الأولوية لمرضى يصارعون الموت في ساحات المستشفيات وعلى أرصفة الشوارع لعدم وجود أسرة أو أدوية ويتساقط يومياً منهم الكثير .
- الحكومة تعيش في حالة لا مبالاة ضاربة بمواد الدستور عرض الحائط .. صعب جداً التسويق لحكومات وأنظمة تحاول فرض قبضتها الحديدية وخنق منابر الحريات وإشهار سيف الترغيب والتهديد لها ، صعب جداً سيطرة المال السياسي والفاسد والأجهزة الأمنية لتشكيل مؤسسات الدولة النيابية وغيرها مستخدمة قنوات منزوعة الحيادية .
- حالة الخوف والرعب التي دفعت أصحاب العقول والرؤى والفكر إلى خارج البلاد وتجنب واختفاء البعض الآخر عن المشاركة بسبب المناخ القاتل رغم أن هؤلاء غير محسوبين على فصيل ما أو حزب ما هو أمر خطير لا تعرفه إلا دول تحكمها أنظمة وحكومات لا تقبل إلا الرأي الواحد .. إذن التسويق في الخارج متناقض لأوضاع سيئة يعرفها الخارج أكثر .. لن تُقنع الخارج وأيضاً لن تُقنع أجيالاً غير قابلة لتسليم عقولها إلى إعلام مضلل لأن نوافذ المعرفة والاطلاع على ما يحدث داخلياً وخارجياً وأحداث المقارنة يجعل حكم هذه الأجيال على الأوضاع غير خاضع لرؤية أو توجيه أو تسويق إعلام أجوف .