نشر موقع البديل مقالاً للكاتب ” محمد عصمت ” ، جاء فيه الآتي :
- في قطاعات عديدة داخل تنظيم الإخوان الآن قناعات راسخة بأن المصالحة مع نظام ” السيسي ” قادمة لا محالة ، وأن المسألة تتعلق فقط بشروط هذه المصالحة والتوقيت المناسب لإتمامها ، وهذا بالضبط ما أعلنه صراحة القيادي الشاب بالتنظيم ” محمد الحديدي ” في حواره مع إحدى القنوات المحسوبـة علـى الإخـوان بتركيـا منـذ عـدة أيـام ، حيـث أطلق مبادرة يتم بمقتضاها ( الإفراج عن 50 ألف معتقل من الإخوان والمتعاطفين معهم / إطلاق سراح المحكوم عليهم من كبار قيادات الجماعة / تفرغ التنظيم للعمل الدعوي والابتعاد عن السياسة ) ، مقابل اعتراف الإخوان بشرعية ” السيسي ” كما يهدف من وراء مبادرته لتخفيف الآلام الإنسانية الرهيبة التي يعاني منها المعتقلون وأهليهم ووضع حد لحالة الاستقطاب في المجتمع وتهيئة المناخ لوقف نزيف الدم في سيناء بما فيها دماء جنود الجيش والشرطة .
- هناك مخاوف من تراجع نسبي للتأييد التركي لتنظيم الإخوان ، خاصة مع تردد أنباء عن تململ تركيا من انخفاض التأثير السياسي للإخوان داخل مصر ، وهو ما يمكن الاستشهاد عليه بحوار أجراه مستشار رئيس الوزراء التركي ” عمر قورقماز ” مع قناة ( مكملين ) العام الماضي ، حيث صرح أن تأثير المذيع ” محمد ناصر ” أكبر من تأثير الإخوان في الوقت الراهن .
- تراجع النفوذ السياسي للإخوان داخل الشارع ، وزيادة الخلافات بين تيارات الشباب وقيادات الحرس القديم للجماعة ، زاد من نزيف الجماعة السياسي والمالي أيضاً ، خاصة بعد تلقي إمبراطورتيها الاقتصادية ضربات متتالية عقب عزل ” مرسي ” ، ورغم كل ذلك فإن نظام ” السيسي ” يواجه أزمات حادة أيضاً ، منها ما يتعلق بالتدهور المستمر في الملف الاقتصادي ، وتفاقم الغضب الشعبي من الانهيار المتتالي في مستوى المعيشة ، لا أحد يحتمل تداعياتها حالياً في مصر ، وفي مثل هذه الظروف قد تجد السلطة في مصر نفسها مضطرة لتجفيف بعض منابع الاحتقان التي تحاصرها من كل جانب ، وقد تجد في التعامل الإيجابي مع المبادرات الداعية لفتح أبواب المصالحة مع التيارات المستعدة لهذه المصالحة داخل التنظيم فرصة لالتقاط الأنفاس وتهدئة الأوضاع السياسية والاجتماعية قبل أن تخرج عن سيطرتها .