نشرت صحيفة الوفد مقالاً لوجدي زين الدين بعنوان : ( المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب ) ، وجاء كالتالي :
قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب والتطرف، جاء في الوقت المناسب تماماً، بعد هذه الحوادث الإرهابية التي تسعي لأن تنال من الشعب المصري.. فالكل يعتصره الألم وهذا الإرهاب الأسود، يتربص بالمصريين سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، كانوا من رجال الجيش أو الشرطة أو الشخصيات العامة.. لا نكون مبالغين إذا قلنا إن هناك مؤامرة كبري تحاك ضد الوطن، وهناك من المتربصين الذين يصرون علي تفتيت عزيمة المصريين وإيمانهم القوي بضرورة اجتثاث الإرهاب واقتلاع جذوره.. ويوم منح الشعب المصري العظيم تفويضا للدولة المصرية باعلان الحرب علي الإرهاب، كان يدرك تماماً أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد البلاد.. ومن يومها وجيش مصر الباسل وشرطته تخوض هذه الحرب بكل شجاعة وبسالة من أجل تطهير البلاد من هؤلاء الأوباش المناجيس.
قرار تشكيل المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب، بات بالفعل ضرورة ملحة أمام هذه المؤامرة، التي تستخدم الإرهاب الأسود ضد البلاد علي كافة الأصعدة، ليس فقط ضد الجيش والشرطة وإنما هي حرب شعواء علي الأمة المصرية، في محاولة دنيئة وخسيسة للنيل من وحدة المصريين مسيحيين كانوا أم مسلمين.. ويخطئ من يظن أن الإرهاب فصيلا دون الآخر، إنما هو موجه ضد المصريين جميعاً.. وعندما ينال هذا الإرهاب من الإخوة المسيحيين فهذا موجه إلي كل المصريين بلا استثناء، فهو يقصد تدمير نسيج الأمة الواحدة، والسعي الدؤوب نحو إحداث وقيعة بين طرفي الأمة..
الذين يعتدون علي دور العبادة سواء كانت كنيسة أو مسجداً أو معبداً إنما يوجهون رسالة بأن هذا الإرهاب لا يعرف دينا ولا وطناً، إنما يعرف شيئاً واحداً هو تدمير وحدة المصريين التي لم يستطع أحد علي مر التاريخ أن ينال منها، ولن يقدر الإرهاب وأعوانه والممولون له أن يتحقق مرادهم الدنيء في ظل تماسك المصريين وترابطهم، والذي لا يعرفه هؤلاء الأوباش أن مثل هذه الأمور لاتفرق وإنما تزيد من عزيمة وتماسك وترابط المصريين والتاريخ شاهد علي ذلك في كل المواقف.
كما يخطئ من يعتقد أن الاعتداء علي الكنائس يمكن أن يوقف أجراسها أو يمنع أداء الصلوات فيها، أو يحدث فتنة في البلاد، لأن كل هذه الأمور توحد الأمة وتدعوها إلي التماسك أكثر وأكثر.. ولذلك فإن انشاء المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب، بات هدفا وطنياً وستكون مهمة هذا المجلس جليلة ويفتح الآفاق واسعة للبحث في جذور الإرهاب، ووضع الحلول الناجحة لوقف تمدده، ووسائل التصدي له ومكافحته. وسيكون مكلفاً بقضية مهمة جداً وهي تحديد أطر تجديد الخطاب الديني في إطار من الوسطية.. وهذا ما ننتظره إن شاء الله في الأيام المقبلة.