نشرت صحيفة ( الأخبار ) مقالاً لوليد عبدالعزيز بعنوان : ( متي تتحول تصريحات الحكومة إلي واقع؟ ) ، وجاء كالتالي :
المتابع لتصريحات السيد رئيس الوزراء منذ اعادة تشكيل الحكومة وحتي الان يكتشف انها تركز علي رفع مستوي الخدمات للمواطنين.. وتخفيف الاعباء.. وضبط الأسعار.. ومن يتابع هذه التكليفات علي ارض الواقع يكتشف انها مجرد تصريحات فقط.. لا اقلل من الجهد الذي يبذله المهندس شريف اسماعيل ولكن ما اخشاه ان يكون السادة الوزراء من فصيلة حاضر يا فندم وكله تمام.. دعونا نقرأ المشهد في الشارع المصري جيدا ونحاول ان نصل الي الواقع الذي يعيشه المواطن رغم كل الجهد الذي يبذل من الدولة المصرية خلال الفترة الماضية.. نتحدث عن رفع مستوي معيشة المواطن والخدمات التي تقدم له.. الخدمة في المستشفيات الحكومية مازالت سيئة للغاية ومازال المواطن المصري ينتظر في طوابير العلاج علي نفقة الدولة.. ناهيك عن مستوي الخدمات في الطوارئ والمراكز والوحدات الصحية في الارياف.. اما علي مستوي التعليم فمازالت المدارس خاوية من التلاميذ والمدرسين وهنا اقترح علي السيد رئيس الوزراء ان يدرس جيدا تجربة السناتر لانها تقريبا نجحت في خطف جميع طلاب المدارس وخاصة في مرحلة الثانوية العامة ولذلك لا اجد معني ان تستثمر الدولة مليارات الجنيهات وتحملها علي الموازنة لتتحول المدارس بعد ذلك الي مبان حكومية خالية من الطلاب والمدرسين..
العديد من الخدمات التي يطالب السيد رئيس الوزراء بتحسينها ليشعر بها المواطن تديرها عقول عفي عليها الزمن ولكنها تدير لمجرد ان المسمي الوظيفي لكل مسئول وضعه في موقع لا يعتمد علي الكفاءة ولكن بحكم الترقيات طبقا للقانون هو متواجد في هذا المنصب.. وهنا سنكتشف ان كل جهد الحكومة يضيع بسبب عدم اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب.. وننتقل الي المطلب الثاني والمتكرر كل يوم تقريبا وهو ضبط الأسعار وتوفير السلع للمواطنين ويكفي ان يعلم السيد رئيس الوزراء ان تفاوت أسعار السلع من مكان الي اخر وصل تقريبا للضعف وأصبح المواطن يحلم بفرخة تناسب مستوي الدخل ناهيك عن أسعار اللحوم والخضراوات والفاكهة وتقريبا كده كل شيء.. هناك ازمة حقيقية في الأسعار ومازالت المجمعات والمنافذ المتحركة غير قادرة علي توفير السلع للمواطنين بالاسعار المعتدلة رغم جهود الحكومة لتوفير السلع باقل الأسعار وانا اعرف ذلك جيدا ولكن مازال المواطن لا يشعر بتحسن ملموس في الأسعار نظرا لان جشع التجار وضعف الرقابة جعل المستهلك فريسة سهلة لضعفاء الضمير الذين يحددون هامش ربح يفوق ضعف ثمن السلعة الاصلي تقريبا.. اما المطلب الثالث وهو تخفيف الاعباء عن المواطنين فهو مطلب في ظل هذه الظروف لا يمكن ان يوصف الا انه (مطلب خيالي ) ولك ان تعرف ان المواطن اصبح يدفع ضعف فاتورة الغاز والكهرباء والمياه بالاضافة الي ما سبق ذكره من ارتفاع جنوني في الأسعار وبجانب العلاج والدروس الخصوصية والمواصلات وهنا لم نتحدث عن جانب الملبس لأنه اصبح من الرفاهيات..
أمور كثيرة يحتاج المواطن ان يشعر بتحسنها وتصريحات الحكومة مطمئنة ولكنها مازالت لا تتعدي مرحلة الوعود والتصريحات.. السيد رئيس الوزراء.. انت مطالب اليوم بما انك رئيس حكومة مصر بان تصارح الشعب بما يتم انجازه في جميع الملفات المرتبطة بحياة المواطن اليومية.. ومطالب ايضا بان تكون اكثر حسما مع الوزراء الذين يهملون ملفات التطوير والإصلاح.. الشعب مازال يتحمل الكثير املا في غد أفضل للاجيال القادمة ولكن التغيير المنشود الذي يخرج من أعضاء الحكومة كل يوم يحتاج الي المزيد من الجهد ليتحول الي واقع ملموس.. وللحق انا وغيري لم نشعر حتي الان بالتغيير رغم نجاح الدولة المصرية في حل ازمة الكهرباء وهي بند مهم في بنود الحياة اليومية ولكن هناك بنودا اخري لا تقل أهمية وعلي رأسها مشكلة الأسعار والعلاج.. المهندس شريف اسماعيل.. لم أوجه كلامي في هذه المرحلة الي السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لانني اعلم انا وغيري حجم الجهد الذي يبذله ليعيد مصر الي وضعها الطبيعي.. ولكنني اخاطب الحكومة في شخصك لأنك المسئول الاول عن جميع التصريحات التي تخرج من الوزراء وكلها تحمل الأمل والتفاؤل ولكن مع الأسف لم نشعر بها حتي الان.. اتمني ان تتحول احلام وآمال وتصريحات الحكومة الي واقع ملموس في القريب العاجل.. وتحيا مصر.