تفقد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، مشروع تركيب موفر المياه على الصنابير المستخدمة بمسجد السيدة نفيسة.
من جانبه، أوضح الدكتور مختار جمعة، أن هذا اللقاء يأتي في إطار خطة وزارة الأوقاف لترشيد استهلاك المياه بالمساجد بصفة خاصة وفي جميع أوجه الاستخدام بصفة عامة، خاصة أن قضية المياه أحد أهم التحديات المعاصرة، وأن التحولات المناخية قد تزيد الأمور تعقيدًا في كثير من مناطق العالم، مما يتطلب وعيًا وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا بقضايا المياه.
وأضاف «جمعة» أنه في حالة الوفرة المائية فالحفاظ على الماء وترشيد استخدامه أمر مطلوب، لافتا إلى أن بعض الدول رغم الوفرة المائية الشديدة لديها تطبق الترشيد بقوة، وفي أعلى درجاته، حتى يصير الترشيد ثقافة مجتمع، وشعب، وثقافة أمة، مؤكدًا أن هذا هو منهج ديننا الحنيف الذي نبذ الإسراف في كل شيء ونهى عنه، مستشهدًا بقولة تعالى : “وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، ويقول سبحانه: “وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا”، ولا شك أن التبذير أعم من أن يكون في المال، فإنه يشمل التبذير في جميع المجالات بما فيهـا الإسراف في استخدام الماء وغيره.
وأوضح وزير الأوقاف: “أن الشعب المصري عرف منذ نشأته بأن عقيدته تقوم على احترام نعمة مياه نهر النيل، وتقوم ثقافة أبنائه منذ القدم على الحرص على نهر النيل وعدم تلويثه، واعتبار تلويثه جريمة من الجرائم الكبرى، وكان المصري القديم يكتب ضمن وصاياه في نهاية حياته أنه لم يفعل كذا وكذا من الجرائم، وأنه لم يلوث ماء النهر، وكأنه يتقرب إلى إلهه بهذه الفضيلة، وابتعاده عن تلك الجريمة النكراء، جريمة تلويث مياه النهر، فهذه ثقافة المصريين منذ القدم، وعقيدتهم منذ الأزل في احترام مياه النهر، والحفاظ على المياه، وعدم تلويثها، وهو ما أكدت عليه شريعتنا الغراء”.
وتابع: “نؤكد أهمية نعمة المياه، وأثرها في بناء الحضارات، وضرورة المحافظة عليها من خلال ترشيد استهلاكها، وعدم الاعتداء عليها، مع ملحق فني من إعداد وزارة الموارد المائية والري؛ لأن كل نقطة ماء يمكن أن تكون سببًا في حياة إنسان، أو حيوان، أو طائر، أو نبات، وإهدار كل نقطة ماء قد يعني إهدار حياة، كما أن كل نقطة ماء تساوي مالًا مقومً، وفقدها أو إهدارها يعني مالًا مقومًا يذهب هدرًا، كما أن الحفاظ عليها نقية بلا تلوث يعد حفاظًا على ثروة مالية، وأن تلويثها يعني إهدارًا مائيًّا وماليًّا معًا، لأن تنقيتها تترجم إلى مال وأثرها على الصحة لا يقوم بمال”.