نشرت صحيفة الأخبار مقالاً للكاتب محمد فتحي تحت عنوان : ( كوبر ..السيسي والعفو المنتظر) ، وفيما يلى عرض للمقال :
مصر التي وصلت للنهائي يديرها كوبر الذي يهاجمه الجميع، لكنه يري ما لا نري. سيشكره الجميع بعد انتهائها وسيحملونه علي الأعناق لو فاز بالبطولة، لكن الجميع سينسي ما فعله لو خسرنا البطولة التي لا تعترف إلا بالنتيجة النهائية. الدرس المستفاد : الإنجاز يخرس الألسنة، لكن ليس معني هذا أن كوبر بلا أخطاء. النتيجة مهمة، حتي لو غيرت طريقة اللعب، لكنها تصبح بلا معني لو لم تفز بالبطولة. سيادة الرئيس كوبر .. مصر عايزة بطولة، مش اجوان وبس.
في معرض القاهرة الدولي للكتاب كتب لا تتعالي علي قرائها، وقراء لا يعرفهم أحد. وجرس إنذار يجب أن تسمعه الدولة مهما صمت آذانها. هناك شريحة لا يتحدث معها أحد يمكن أن (تجيب ضلفها).. شريحة المراهقين الذين لا صوت يحدثهم ولا إعلام يوجه لهم، ولا كتب تخاطبهم، تحتاج لاهتمام حقيقي. الوحيد الذي يتحدث معهم في مصر الآن هو الصديق العزيز المذيع المتميز أحمد يونس، والذي يجب الاستفادة من تجربته.. ممكن ؟؟
لأن العفو الرئاسي عن الدفعة الثانية تأخر كثيراً، ولأنني أدركت بعد عمل حقيقي، ومقابلات متكررة أن مئات الأسر تخطف قلوبهم أخبار اقتراب العفو أو تأجيله، ثم تنكسر قلوبهم حين يعرفون أن الأمر قد تأجل، أو أن أبناءهم ليسوا من المشمولين في العفو، ولأنني أدركت الآن فقط، أن هذه المقالات يقرأها عدد من المسجونين، وينتظرونها، فمنهم من قضي مدته، أو عفي عنه، ومنهم من ينتظر، سأكون مضطراً لتكرار ما قلته للسيد رئيس الجمهورية قبل عامين، تحديداً في ديسمبر 2014
سيادة الرئيس، هذا البلد إذا كان يحارب الإرهاب، فلا يجب أن يستثمر فيه، لأن المحبوس ظلماً إذا لم يتم تصحي خطأ حبسه سيخرج برغبة شديدة في الانتقام، وكره شديد للبلد التي حبسته. أنت تعلم أن في السجون عشرات من المظلومين، وربما مئات، واستمرار حبسهم خطأ، وتأخر العفو عنهم في إطار كامل من الشفافية، وليس أخباراً مسربة، أو (هيصة) يتاجر بها كثيرون يفقد هذا النظام مصداقيته، ويفقد تلك الدولة جزءا لا يتجزأ من إنسانيتها.
لن أتحدث هذه المرة عن حالات بعينها نعلم، ويعلم الجميع، أنها مظلومة، مظلومة بمعني الكلمة، لن أذكرك بأحمد عبد الرحمن (وريقنا نشف) ونحن نطالب بالعفو عنه وقد (اتاخد ظلم) والكل يعرف لمجرد أنه يدافع عن بنات لم يعرفهن من قبل ثم اتضح أن المخبرين كانوا يجرجروهن، فأخذوه هو الآخر. ولا عن (عمر محمد) وغيره من (المظلومين)، فقط سأتحدث عن المعايير الغائبة، وأسأل سؤالاً واضحاً : من في الدولة أقوي من رئيس الجمهورية ليعطل العفو ؟؟ من في الدولة له المصلحة في التأجيل والتأجيل والتأجيل والتأجيل لدرجة يفقد معها الموضوع أهميته ؟؟ من في الدولة يؤجل وعدك والتزامك بسرعة مراجعة هذه القوائم، ونحن نعلم جيداً أن القائمة الأخيرة كانت معدة سلفاً، وأن مجرد تنفيذها جاء بعد مؤتمر الشباب وكأنه توقيت مناسب للأمر، لدرجة أن بعض المعفي عنهم كانوا قد خرجوا بالفعل أو يبقي لهم أسبوع أو أسبوعين.
سيادة الرئيس، لماذا ينبغي أن نخاطبك فيما لا يجب أن نخاطبك فيه وفيما يجب أن تفعله الدولة كمبدأ، ولماذا يتأخر الرد، وإن جاء الرد يتأخر الفعل، وإن جاء الفعل لا يأتي وفق توقعات عشرات الأسر التي تنتظر عودة أبنائهم إلي أحضانهم ؟؟
سيادة الرئيس، هناك مسجون مظلوم يقرأ الآن هذا المقال، ويسأل نفسه متي يخرج، ولا ينبغي أن تكون إجابة مصر الدولة (ربنا يسهل)، بل إصرار حقيقي وفرق عمل مخلصة تنجز هذا الملف.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.