استكملنا الاستحقاق الثالث من خريطة الطريق ، وتم انتخاب نحو (568) عضواً بمجلس النواب وتتبقى الخطوة الأخيرة في الاستحقاق ، وهي اختيار عدد (28) عضواً لتعيينهم في المجلس ، طبقاً للمعايير التي وردت في الدستور .. وقبل البدء في هذا الموضوع ، هناك عدة نقاط هامة يجب عدم إغفالها في هذا الاستحقاق ، وهي :
1 – الإقبال تحت المتوسط للناخبين على الصندوق مهما تعددت أسبابه ، وهي نسبة تتراوح بين
( 27 : 30%) على الأكثر .
2 – عدم معرفة الشعب ، خاصة في المحافظات الحضرية بالمرشحين ، إلا من ساعدتهم الظروف على الظهور الإعلامي ، فأصبحت مرشحة مبدئياً بنظرية ( اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفهوش ) .
3 – المال السياسي ، وتجاوز السقف الانتخابي ، وقد تعامل معها الشعب بذكاء غير معقول ، لدرجة الحصول على الأموال من المرشحين وإبطال الصوت ونشر أسمائهم في الورقة على مواقع التواصل الاجتماعي .
4 – مع أن الدور الأساسي كان إعلامياً للتعريف بالمرشحين ، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً في التعريف بالمرشحين أو في مهاجمة مرشحين آخرين والتسبب في هزيمتهم مثل ما حدث مع الكاتبة المعروفة فاطمة ناعوت .
5 – ظهور بعض الشخصيات المثيرة للجدل دائماً داخل المجتمع المصري ، إلا أنها قد تمكنت من النجاح في دوائرها لتحتل مكانها بين النواب ، وهو ما يضع علامات استفهام كثيرة على اختيارات الشعب ، رغم ضعف الإقبال .
هذا جزء وليس كل ما تم رصده ، ولو أضفنا عليه الخلاف الحاد والذي ظهر بين ” حب مصر ” ، وهو سامح سيف اليزل ، و” التحالف الجمهوري ” ، وهي تهاني الجبالي ، مع حفظ الألقاب .. سنجد أن الخصم قد تم في رصيد كل منهما ، وأنهما قد أساءا إلى نفسيهما ، وإلى الدولة وإلى تاريخ كل منهما ، وأن الأيام المقبلة قد تشهد تطورات غير حميدة في هذه العلاقات .. ويتبقى أمر آخر ، وهو تدخل سيف اليزل في اختيار المعينين ، ومحاولة الإشارة إلى ذلك في أحد البرامج الفضائية مع أحد أشهر مذيعي التوك شو والذي وافق على أشخاص ورفض أشخاص ، وهو تدخل سافر وغير مقبول في قرار الرئاسة بشأن المعينين ، ومحاولة عبور الخط الأحمر وهو ما يُنذر بعواقب قد تكون وخيمة .. هناك عدة معايير يجب وضعها في الاعتبار عند اختيار النواب المعينين الجدد ، وهي كالتالي :
- حسن السمعة والسلوك والنزاهة وطهارة اليد .
- أن تكون الشخصيات ممثلة لثورتي ( 25 يناير / 30 يونيو ) .
- أن يكون لديها رؤية سياسية وحس وطني عالي .
- أن يكون من أصحاب الكفاءات والخبرات العملية والعلمية المختلفة .
- أن يكون من أصحاب الخبرات القانونية .
- المزج بين عنصري الشباب والخبرة .
- تنوع التخصصات دون النظر للتوجه السياسي .
- الاهتمام بالشق الثقافي والأخلاقي والديني .
- أن يكوم هناك ممثلون من مختلف القطاعات والمناطق .
فلو نظرنا إلى هذه المعايير وعملنا بها قد نجد في البرلمان القادم شخصيات غير متوقع وجودها على الإطلاق ، مثل ( مصطفى حجازي / جورج إسحاق / هالة شكر الله / عدلي منصور / عمرو موسى / لميس جابر / طارق حجي / محمد غنيم / محمود عمارة / سري صيام / نهاد أبو القمصان / جورجيت قليني / عمرو صلاح / أسامة الغزالي حرب / عمار علي حسن / وحيد عبد المجيد / وحيد حامد / فاروق جويدة / فاروق شوشة / نشوى الحوفي / سعد الدين الهلالي / كمال أبو عيطة / الأنبا أنطونيوس مينا / هاني الناظر ) .. وغيرهم كثير من الشخصيات المحترمة التي يمكن أن تعيد التوازن لمجلس النواب ، خاصة في لجانه المختلفة وعند مناقشة القضايا المصيرية ، لأنهم وإن اختلفوا مع الدولة لا يمكن التشكيك في وطنية أي منهم ، وأن مصلحة مصر فوق مصلحة الجميع رغم اختلاف الرؤى الحزبية والتوجهات السياسية .. وهم قد يعارضون للصالح بدون تجاوز أو مهاترات وهو ما يحتاجه المجلس .. فهل لو كنت الرئيس كنت ستختار من هذه العناصر أم ستؤثر السلامة في هذا المجلس ، خاصة أن الجميع يعلم أن البرلمان القادم هو الذي سيكون الأقوى في تاريخ السياسة المصرية ، بل في التاريخ المصري ، لسبب بسيط ، وهو أن الشباب حالياً بين
( 19 : 30 ) عاماً تتجاوز نسبتهم (20) مليون نسمة ، وهم الذين سيشكلون القوة الضاربة في الانتخابات القادمة ، وسيتحكمون في مصيرها ، مهما كانت التيارات السياسية الموجودة ، ومن لا يقرأ التاريخ ويفهمه لن يستطيع فهم هذه المعادلة والتي ستغير شكل التاريخ في مصر عام 2020 إن شاء الله ، خاصة بعد أن تكون مصر قد تعافت اقتصادياً ، وكل المؤشرات تؤدي في هذا الاتجاه ، ولا عزاء للإسلام السياسي الذي قرر بمحض إرادته الاختفاء القسري لمدة لن تقل عن (20) عاماً .