بقلم : محارب سياسى
كلمة يتناولها المصريون على سبيل المزاح بعد اليوم الأول من المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية .. لم تتجاوز نسبة الحضور (18%) في اليوم الأول من هذه المرحلة وربما أقل قليلاً .. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة : لماذا عدم الإقبال ؟
الأسباب كثيرة ومتعددة ، والأخطاء فادحة في الإعداد والتجهيز لهذه الانتخابات بدايةً من الحكومة إلى اللجنة العليا للانتخابات للإعلام للمرشحين أنفسهم .
فالإعداد لم يكن بالشكل المناسب لهذه العملية والتقاضي ودرجاته حتى اللحظات الأخيرة أسهم أيضاً في هذه المشكلة .
الإعلام وتناوله للانتخابات متأخراً وبصورة تقرب للسطحية وعدم الاحترافية أوصلنا إلى النتيجة الحتمية التي نراها الآن وهي ضعف نسبة المشاركة .. فكثير من المصريين لا يعرفون من ينتخبون ومن الأصلح إلا قليلاً فيما يخص القوائم والفردي التابع لهذه القوائم ، أما المستقلون فلا يعلم أحد عنهم شيئاً إلا قليلاً منهم في المحافظات بحكم العائلات والقبلية التي تميز الصعيد .
لو أضفنا إلى هذا الإعلام الأسود والأصفر للتقليل من شأن البرلمان القادم وأنه مُسيس لصالح خدمة الرئيس وعدم التصدي بقوة لهذه المسألة لاتضحت الصورة تماماً .. ويتبقى الجزء الهام وهو الشباب الذي لم يظهر في الصورة بالشكل المطلوب سواءً كان محقاً في عدم تحقيق آماله كاملة بعد ثورتين أو غير محق لأنه مستقبل واستقرار وطن ، وهي فترة زمنية محددة يمكن بالكتلة التصويتية الهائلة التي يمتلكها أن يغير فيما بعد ويحتل أبناؤه المكانة التي يستحقونها والتي يجب أن يكون طموحهم متجه إليها .
لا ندعي أن مصر دولة رائدة في الديمقراطية عبر الأحاديث المتهالكة عن الديمقراطية في مصر خلال فترة ما قبل ثورة يوليو وخلافه ، فهو حديث أشبه بـ ( مصر حضارة 7 آلاف سنة ) ، فالمهم هو الحاضر والمستقبل وأن يكون الماضي دافعاً للمستقبل وليس شرنقة نعيش فيها ولا نخرج منها .
إن الدولة تعرضت خلال (5) سنوات تقريباً لمجموعة من الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بانهيار أي دولة ، وهنا يمكن أن نتحدث عن قوة الدولة وصلابتها عبر التاريخ وهو مستمد من وعي هذا الشعب عندما يتعرض للخطر .
إن وحدة هذه الدولة ليست محل نقاش أو اختبار ولكن البعض يحاول الآن أن ينال منها وأن يتخذ من ضعف نسبة الحضور للتشكيك في كل شيء وأولها انخفاض شعبية الرئيس والفشل في مواجهة الوضع الاقتصادي والتحديات الأمنية رغم كل ما تحقق ومن يريد أن يتأكد يتذكر منذ عامين أو ثلاثة كيف كانت الأوضاع الأمنية في مصر كلها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب فيدرك الجهد الذي تم بذله في هذا الاتجاه ولكن أقلام خفافيش الظلام عادت للظهور مرة أخرى لتمزق في جسد هذا الوطن الذي بدأ يتعافى ، هذه الأقلام التي فضحها الشعب خلال العامين الماضيين وجدوا فرصة للظهور مرة أخرى .. ولكن الشعب أكبر وأعقل من أن يستمع لهم أو يقرأ ما يكتبون .
بيدنا تدارك الأمر وأن نثبت للعالم معنى المصريين الذي يظهر وقت الشدة ولكن لابد أن نتلافى أخطاء المرحلة الأولى لنبرهن للعالم أننا أصحاب ثورتين وأننا جادون وعازمون على إنهاء الاستحقاق الأخير .
بقيت ملاحظة هامة : من يريد أن يراهن على شعبية الرئيس فهو خاسر لأن هذا الرئيس من الشعب ومن طبقاته العادية والسلطة ليست هدفه وإنما مصلحة الوطن رغم كل الصعاب والمعوقات التي توضع في طريقه عن طريق جماعات الإرهاب الأسود وجماعات الضلال السياسي .
لقد تعودنا على الانتصار في كل معاركنا ولن نُهزم بعد اليوم وستتعافى مصر وتنهض داخلياً كما تعافت خارجياً وبدأت في استعادة دورها الطبيعي رغم حقد الحاقدين وكره الكارهين .
سننتخب البرلمان أياً كانت نسبة الحضور ولن نسمح بتواجد المتأسلمين مرة أخرى بيننا إلا من عرف طريق الحق وعرف قدر الوطن وغلب المصلحة القومية على معتقداته الخاطئة والفاشلة والتي أوصلتنا إلى ما كنا فيه قبل ثورة يونيو التي أدت لانتفاضة وثورة هذا الشعب .
أخيراً وليس آخراً لن نعطي أعداءنا في الخارج والداخل فرص للشماتة في مصر وإن كانت لن تؤثر في عزيمتنا ولكنها كانت فرصة لغلق ملف الداخل أهدرها الشعب ولكن لم تنتهي ، المباراة لها جزء آخر في نوفمبر يمكن فيه التعويض وإلا سنعاني لمدة ليست بسيطة من عناصر مؤامرة إسقاط الدولة وأدواتها الخارجية والداخلية ، فمازلنا الجائزة الكبرى حتى اليوم ؟