نشرت صحيفة الشروق مقالا ً تحت عنوان الاستماع مهم .. والمناقشة أهم للكاتب فهمي هويدي .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- مهم أن نستمع إلى الرئيس والأهم أن نناقشه ، ذلك أن الاستماع إليه قد لا يخلو من فائدة ، على الأقل لأننا نعرف كيف يفكر الرئيس ، لكن مناقشته تمثل إضافة مهمة لأنها تسمعه وتسمعنا صوت المجتمع ممثلاً في رموزه ونخبه السياسية ، هذا على افتراض أن الذين يدعون للمناقشة يمثلون المجتمع وليسوا انتقاء الأجهزة الأمنية .. هذه إحدى الخلاصات التي خرجت بها من متابعة اللقاء الشهري الأول للرئيس ” السيسي ” مع الشباب يوم السبت الماضي ، ولدي ملاحظة سبق أن قلتها وتمنيت فيها أن تكون لقاءات الرئيس المنتظمة ــ إذا كان لابد منها ــ مع ممثلي المجتمع بمختلف اتجاهاتهم وليس مع الشباب دون غيرهم .
- يؤيد هذه الملاحظة أن لقاء السبت الماضي تحدث فيه الرئيس وبعض الوزراء والخبراء في حين كان صوت الشباب خافتاً وغير مسموع ، آية ذلك أن الصحف التي صدرت بعدها تجاهلت كلمات الشباب وركزت على كلام الرئيس ، ناهيك عن أن التعليم كان الموضوع الأساسي للقاء ــ وإن تجاوزه الرئيس حين وجه رسائل أخرى ــ رغم أن له تربويين مختصين أوْلى بالحديث المفصل فيه ، وكان ملاحظاً أن الأسطر القليلة التي أشارت إلى مشاركات الطلاب نقلت عن المتحدثين ملاحظاتهم عن ( السياحة / المرور / دعم السينما ) ، في حين سكت الجميع عن إلغاء انتخابات اتحاد طلاب الجمهورية للعام الثاني على التوالي .
- لا غرابة في أن ينتهز رئيس الدولة أية مناسبة لكي يوجه إلى المجتمع وإلى الخارج أيضاً رسائل معينة ، فمن حق الرئيس أن يوجه ما يشاء من رسائل في لقاءاته ، لكن من واجبه أيضاً أن يستمع إلى صوت المجتمع الذي تتراكم في فضائه التساؤلات التي لا يكاد لها رد ، إذ ليست مفهومة الهجمة الأخيرة التي استهدفت الانقضاض على المجتمع المدني وتسليم مفاتيحه للأجهزة الأمنية ، كما أن هناك قلقاً إزاء الانتهاكات التي تمارسها أجهزة الشرطة ، التي أدت إلى تعدد حالات القتل داخل أقسام الشرطة ، الأمر الذي لم يعد ممكناً اعتباره حالات فردية ، بذات القدر ، فهناك تساؤلات مشروعة حول المسار الاقتصادي ومفاجآته التي أحدثت زلزالاً صدم المجتمع المصري حين وجه ضربة موجعة للطبقة الوسطى وأدى إلى إفقارها .
- أما تساؤلات الشأن الخارجي فهي عديدة ، منها ما تعلق بمباحثات سد النهضة والشائعات المثارة حول الفقر المائي الذى لوح به وزير الري ، منها أيضاً ما يتعلق بالمواقف الملتبسة سواء مع السعودية التي أوقفت إرسال النفط للشهر الثالث ، أو مع سوريا التي أثير لغط حول مساندة مصر لنظامها ، أو مع ” أبو مازن ” الذي تتحدث الشائعات عن توتر علاقته مع مصر ، أو حتى مع غزة التي تتردد تصريحات متواترة عن مراجعة للموقف المصري إزائها ، إلى جانب دور للقاهرة في ترتيبات استضافة مؤتمر للقوة الفلسطينية يعقب مؤتمر فتح الذي عقد في رام الله قبل أيام .. لست أشك فى أن الرئاسة لديها ردود على تلك التساؤلات ، لكن أبسط مبادئ الشفافية تقتضى ألا يترك المجتمع خارج الصورة ، بحيث يصبح نهبا للحيرة والبلبلة التي تعيدنا إلى زمن الرعايا وتنسينا دورنا كمواطنين .