أقلام حرة

مقال للروائي عزت القمحاوي بعنوان ( الدولة بين جريمة الهتك وأعجوبة الإخفاء )

نشر موقع المصري اليوم مقالاً للروائي ” عزت القمحاوي ” تحت عنوان ( الدولة بين جريمة الهتك وأعجوبة الإخفاء ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

1 – يبدو أن استبشارنا لم يكن في محله عندما اتخذت السلطة مسافة من بعض رموز تسريب التسجيلات السرية ، لكن تسريبات ” البرادعي ” الجديدة تؤكد أن المسألة لم تكن انتباهاً لقبح الفعل ذاته أو احتراماً للدستور والقانون ، بل رغبة في تغيير الوجوه والقفازات ، فالدول الحق لا تمتنع عن هذا الفعل احتراماً للدستور والقانون فحسب ، وإنما من باب الحياء ، نعم بعض الحياء السياسي كفيل بمنع استخدام هذا السلاح الفاسد ، سمواً بالدولة ونظامها السياسي وتنزيهاً لها عن أن تضع نفسها في مواجهة فرد من مواطنيها ، وأرجو أن يكون هناك ولو رجلاً وحيداً حكيماً يحسب مكاسب الدولة وخسائرها من تسريب مكالمات ” البرادعي ” الأخيرة ، وما أعنيه حقيقة هو أن مكاسب وخسائر الدولة ككيان لا يوضع في مقابلة مع فرد ، مهما كانت أدواره السابقة ، ومهما كانت قوته المعنوية التي لم تزل تخيف البعض في دوائر الدولة العميقة فيما يبدو .

2 – من المضحكات المبكيات أن هذا الاستخفاف بحرمات الناس وهتك مستورهم يقابله تكتم شديد على المعلومات التي ينبغي أن يعرفها الناس ، سواء معلومات الضرائب التي يدفعها الكبار أو لا يدفعونها ، أو معلومات عن دراسات الجدوى وتفاصيل المشروعات الكبرى مثل مشروع العاصمة الجديدة ، الذي تواضعت تسميته درجة فصار ( العاصمة الإدارية ) ، دون أن يكون مسموحاً لأحد بأن يتساءل عن جدواها ، ودون أن نعرف ماذا ستدير هذه العاصمة وماذا ستترك ، ولا كيف سيكون الاتصال بينها وبين القاهرة ، ولا شكل الحياة فيها ، ولا نعرف من مرافقها كمدينة سوى أكبر مسجد وكنيسة ، اللذين تم الكشف عنهما! .. فإن غياب المعلومة المفيدة التي تتعلق بصميم حياة الناس في مقابل إتاحة النميمة يكشف عن بؤس سياسي مخيف .

زر الذهاب إلى الأعلى