نشر موقع اليوم السابع مقالاً للكاتب يوسف أيوب تحت عنوان عنوان : ( انكشف البرادعى سليط اللسان وعديم الوطنية )
لم تكن مصر تعنيه فى شىء وكل ما يعنيه أن ينال الرضا ممن يدفعون له ويحددون له طريقه
لم أستغرب ظهور الدكتور محمد البرادعى على شاشة «العربى الجديد» الممولة من المخابرات القطرية، والتى يديرها المتحول عزمى بشارة، فى حلقات تم إعدادها جيدا للهجوم على الدولة المصرية، وثورة 30 يونيو.
كما لم أستغرب التسريب التليفونى للبرادعى الذى أذاعه الإعلامى أحمد موسى، سواء المتعلق بطلبه من الفريق سامى عنان، رئيس أركان القوات المسلحة سابقًا، إقالة الفريق أحمد شفيق أثناء تولى رئاسة الحكومة بعد 28 يناير 2011، وقوله لعنان «إن شباب الائتلاف تعهدوا بفض الاعتصامات والمظاهرات فى ميدان التحرير مقابل المطلب الوحيد بالنسبة لهم، وهو الحكومة، ولو الحكومة اتشالت يبقى مفيش حاجة فى الميدان يوم الجمعة»، أو فى محادثته مع شقيقه على الذى شهد هجوما واستهزاء وسبا وقذفا من البرادعى لكل المشاركين فى 25 يناير سواء أكانوا شبابا أم كبارا الذين وصفهم بـ«الحيوانات»، وألفاظ أخرى ما كان يجب أن تصدر من سياسى فى حق من كانوا يعدون أنفسهم زملاء كفاح وميدان مع البرادعى.
عدم استغرابى من الحدثين يرجع لأنى أفهم جيدًا شخصية البرادعى الانتهازية، فهو ليس الملاك الباحث عن الحرية والديمقراطية فى مصر، وإنما هو عراب الخراب والدمار ليس فى مصر فقط، لكن فى كل الدول العربية، منذ تدمير العراق فى 2003، حينما كان البرادعى مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فهو الشخص الذى تم إعداده جيدا فى العواصم الغربية لتطبيق ما يريدونه فى مصر والمنطقة، واعتباره النموذج الذى يجب أن يكون له دور فى المنطقة، لذلك تم إعداده جيدا واختيار مجموعة من المستشارين له بعناية شديدة، مهدوا له الطريق قبل أن يصل إلى القاهرة ويتم استقباله خلال حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى مطار القاهرة استقبال الفاتحين من جانب دراويشه، الذى كانوا يلقبونه بالبوب، والذى يأمر فيطاع.
نجحت الخطة جيدا، وأصبح البرادعى فى نظر الشباب التائه وقتها، أيقونة التغيير أو الثورة القادمة، مستغلا فى ذلك وسائل التواصل الاجتماعى التى اعتبرها البرادعى الوسيلة المثلى للتعامل مع المصريين، فمن خلال 140 حرفا يبث سمومه، ويخفى وراءها شخصيته الانتهازية، والشيفونية والاستعلاء على الجميع حتى رفاقه وأصدقائه، فهو يتعامل بمنطق أنه الوحيد الذى يفهم.. الوحيد «الصح» والباقون على «خطأ».
البرادعى منذ البداية معروف عنه أنه من الأفاقين والانتهازيين، وأنه لا يتحدث بلسانه، وإنما بلسان من يدفعون له ويحددون خطواته قبل أن يخطوها.. يدين بالولاء للعواصم الغربية التى أتت به على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لينفذ أجندتهم سواء بإصدار التقارير المشبوهة التى سهلت لواشنطن دخول العراق واحتلالها، والسماح لإسرائيل بالهروب من الاستحقاقات الدولية التى تفرض عليها التخلى عن مشروعها النووى، الذى يهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة ويخل بالتوازنات الأمنية بالشرق الأوسط، من أجل ذلك استمر البرادعى فى الوكالة الدولية، وتم الدفع به إلى مصر ليبث سمومه وسموم من يمولونه لتخريب مصر وتدميرها.
أزمة المصريين، خاصة النخبة منها، مع البرادعى، أنهم لا يدركون حقيقته جيدا، فانطلت عليهم حملات الترويج له التى خطط لها ونفذها مجموعة من الإعلاميين والشباب السياسيين الموالين له، وكذلك تويتاته المدافعة عن الحقوق والحريات، فوجهه الحقيقى لم يظهر للجميع إلا بعد سنوات من ظهوره وتلقيبه بالقديس، والسبب فى ذلك الإعلاميون الذين كشف البرادعى عنهم فى تسريباته، الإعلاميون الذين كانوا يروجون له، محاولين فرضه بالقوة على الشعب المصرى، وكأنهم أوصياء على المصريين.
الآن انكشفت الحقائق، وظهر البرادعى ووجهه الحقيقى، فهو لم ولن يكون أبدا قديسا، لأنه مثل الثعلب الذى يجيد المكر حتى ينقض على فريسته، فالبرادعى لم تكن مصر تعنيه فى شىء، ولا المصريون، لأننا فى نظره «حمير»، وكل ما يعنيه أن ينال الرضا ممن يدفعون له ويحددون له طريقه.