أقلام حرة

مقال للكاتب فهمي هويدي بعنوان ( تقشف هنا وبذخ هناك )

نشر موقع الشروق مقالاً للكاتب ” فهمي هويدي ” ( تقشف هنا وبذخ هناك ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  • لا أحد يصدق أن البلد الذى دعا المواطنون فيه إلى المساهمة فى الأزمة الاقتصادية أن يصبَّح الواحد منهم على مصر بجنيه ، كما نصحوا بأن يكتفوا بوجبتين فقط فى اليوم بدلاً من ثلاث ، هذا البلد هو ذاته الذى قرر أن يضخ عشرات إن لم يكن مئات الملايين من الجنيهات فى مشروع إعلامي لا لزوم له ، وأتحدث عن مشروع شبكة القنوات الجديدة التي أطلقت يوم ( 14 / 1 ) ، وسبقتها حملة دعائية هائلة وباذخة ، أغرقت أغلب الشوارع الرئيسية فى العاصمة باللافتات وملأت بالإعلانات صفحات وصفحات نشرتها الصحف اليومية ، فليس فقط لأن للدولة منابرها التليفزيونية التي تخضع بالكامل لنفوذها وتوجيهها المباشر ، ولكن أيضاً لأن الفضاء المصري مليء بالقنوات الخاصة الخاضعة بدورها للتوجيه غير المباشر ، إذ لم تجرؤ واحدة على استضافة شخص غير مرضى عنه – إلغاء بث الحوار مع المستشار ” هشام جنينة ” نموذج يشهد بذلك – ناهيك عن أن يكون الضيف معارضاً أو صاحب صوت آخر .
  • لقد غابت الشفافية عن المشروع ، الأمر الذى فتح الباب لأسئلة كثيرة فى مقدمتها ما يلى :
  • لماذا تلجأ السلطة إلى إطلاق مشروع إعلامي جديد فى حين أن لديها جهازاً إعلامياً عمره نحو ستين سنة ، ولماذا لم يوجه عشر معشار ميزانية المشروع الجديد لإعادة الحياة ورفع كفاءة المشروع القائم ، الذى يعد ماسبيرو رمزاً له .
  • ما هي مصادر تمويل المشروع وكيف تقررت وما هي الجهة التي أجرت دراسة جدواه ؟
  • طبقا للدستور ، فإن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يفترض أن يشرف على الصحف اليومية ومؤسسات الإعلام المرئي الرسمي ، وهو الأمر الذى يثير السؤال التالي : هل ستخضع الشبكة الجديدة لإشراف الهيئة الوطنية للإعلام المرئي ، أم أنها ستظل خارج نطاق إشرافها وستعامل باعتبارها ذات وضع خاص ؟
  • ما هو ترتيب المشروع ضمن أولويات أجندة العمل الوطني فى المرحلة الحالية ، وهل إنفاق عشرات الملايين عليه هو أفضل توظيف لهذا المبلغ فى ظل متطلبات الوقت الراهن ؟
  • هناك شبه كبير بين مشروع القنوات الجديدة وبين فكرة العاصمة الإدارية التي وصفت بأنها مشروع عملاق ، والقاسم المشترك بينهما أنهما يستنزفان كماً هائلاً من الأموال ولا يضيفان جديداً يذكر ، فنحن لسنا بحاجة إلى عاصمة جديدة ، بقدر ما إننا لسنا بحاجة إلى قنوات تليفزيونية جديدة ، كما أن لدينا ما هو أهم من العاصمة الجديدة ، وهناك أوجه أخرى للإنفاق فى مجالات الخدمات تتقدم على حكاية القنوات الجديدة ، مع ذلك فربما كانت العاصمة الجديدة أفضل حالاً ، لأنها تقيم شيئاً قد ينفع الناس فى الأرض يوماً ما ، أما القنوات الجديدة فإنها تحدث ضجيجاً فى الفضاء يسوق لنا وهما ولا نرى له طحنا يذكر . 
زر الذهاب إلى الأعلى