نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب عمرو الشوبكي تحت عنوان ( الشعوب الحيةّ ! ).. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- لقد خرج الشعب المصري في ( 25 يناير ) دفاعاً عن قيم مدنية لم يتبناها كل الشعب ، وصحيح أن ما جرى في السنوات الثلاث الماضية ولأسباب كثيرة ، منها ما يتعلق بطبيعة ثورة يناير نفسها ، وأيضاً بالحكم الذي جاء عقب الثورة – دفع قطاعاً من الناس إلى التشكيك في القيم التي دافعوا عنها ، بل حتى في قدرتهم على الاختيار والتغيير ، وأصبح هناك استسلام لسلطة الوصاية التي جاءت ، عقب وصول الإخوان للحكم ، وراجت مفاهيم الشعب الجاهل ( بعد أن كان عظيماً وقائداً أثناء ثورة يناير ) غير المهيأ للديمقراطية ، واتخذت إجراءات اقتصادية جريئة وبعضها مطلوب ، ولكن ثمنها كان فادحاً على الناس ، ومع ذلك لم يناقشهم أحد في ضرورتها ولا في البدائل التي تقدمها الحكومة للتخفيف عنهم ، إنما شعارات عنترية واتهامات للمعارضين بالخيانة والعمالة .
- لكي تكتمل الصورة فلابد أن تكون صورة المؤسسات المدنية المنتخبة هزيلة لدى الرأي العام وحتى الرقابة على السلطة التنفيذية وفتح ملفات الفساد ( قضية فساد القمح الذي كان البرلمان أول من فتح ملفاته ) ، التي أغلقت سريعاً لصالح دور وحيد للأجهزة السيادية ، وأطلق البلطجية على خلق الله ، وانتهك الدستور والقانون وأحكام القضاء حتى تبدو النخبة المدنية فاشلة وبذيئة ، وحتى يكون هناك مبرر لإقصاء الناس واستمرار سلطة الوصاية ، ومع ذلك مازالت قيم الشعوب الحية موجودة داخل القطاع الأكبر من أي شعب ، ومن هم على الضفة الأخرى من هذه القيم في بلد مثل أمريكا لديهم أسباب لدعمهم ” ترامب ” ، فهم يرون أن بلدهم غني ، في حين أن أعداء القيم الحية والشعوب الحية عندنا هم ضد أنفسهم أساساً ، ولا ينتمون للخطاب المحافظ أو الوطنية المتشددة التي تشهدها دول متقدمة ، رأت أن ثراءها يهدده الأجانب ، أما عندنا فهم يدافعون عن الجهل والعوز الاقتصادي وعن قيم تكرس حالنا البائس .