نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتبة مي عزام تحت عنوان ( الثورة التي حرَّرتني ).. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- (6) سنوات مضت على ثورة يناير ، لكن مسيرة التغيير لم تبدأ بعد في مصر ، لماذا ؟ ما الذي يجعلنا نسير منذ عقود طويلة في دائرة جهنمية لا نستطيع أن نخرج منها ؟ يطول السفر ، ثم نجد أنفسنا في النهاية عند نقطة البداية ، نواجه دائماً اختيار السيئ والأسوأ ، فنكتفي باختيار السيئ ، لأننا عاجزون عن إيجاد تصور لاختيار ثالث ، لا هو انصياع للسلطة ولا هو خروج عليها ، ثورتا ( يناير / يونيو ) كانتا بحثًاً عن الاختيار الثالث ، صحيح أننا لم نُوفَّق في مسعانا ، لكن كان لابد منهما ، ليتأكد الشعب أنه يستطيع أن يُسقط حاكماً لا يستحق منصبه ، والثورتان تمثلان الخطوات الأولى في طريق الألف ميل .
- طريق طويل وشاق كُتب علينا ، بدايته الآن ليست مظاهرات أو خروجاً للميادين للتعبير عن عدم ارتياحنا لما يحدث ، ثورة الشارع انتهت ، وعلينا أن نبدأ ثورة العقول ، وكما استطعنا أن نستبعد رئيسين ، فنحن قادرون على تغيير أسلوب الحكم والمشاركة في وضع أسس بناء دولة مؤسسات حقيقية ، ولا نرضى باستمرار الحياة وسط أشلاء دولة ، وعلينا أن نحرص على المشاركة في تأسيس دولة نكون فيها سواسية أمام القانون دون تمييز ، دولة تحارب الفساد وتستطيع اقتلاع جذوره ، تعمل وفق منظومة واضحة وبمؤسسات جادة ، بمعايير محددة تتمتع بالشفافية والنزاهة ، فهل هناك سبيل لذلك ، وقد تفرقنا شِيَعاً ، ولا أحد يعوّل كثيراً على البرلمان الحالي ودوره في التشريع والرقابة الجادة ؟ .. الرهان على السلطة دائماً مُخيِّب للآمال ، يجب أن تتأكد أن مَن في السلطة ليس أفضل منك ، وربما أنت في وضع أفضل منه ، فليس لديك الضغوط التي عليه ، والمواءمات التي تستنفذ قدرته على التفكير الحر المستقل دون تبعية أو حسابات ، فتأكدت بعد (6) سنوات أن هذا الشعب سيصبح يوماً ما يريد .