نشرت صحيفة الأهرام مقالاً للشاعر فاروق جويدة بعنوان : ( سيارات البرلمان )
في كل يوم يضج المواطنون من ارتفاع الأسعار الذى أشعل الأسواق وتشكو الحكومة من أحوال الميزانية والعجز الرهيب فيها وتشكو البنوك من كارثة ارتفاع سعر الدولار وتراجع الجنيه المصري في مواجهة ظالمة.. كل هذه الأشياء تعبر أمام مجلس الشعب ثم نراه يفاجئ الجميع بشراء ثلاث سيارات مصفحة قيمتها 18 مليون جنيه.. إن المواطن المصري يقف أمام هذا الخبر حائرا متسائلا على اى أساس تدفع الدولة من ميزانيتها مثل هذا المبلغ؟! وكيف يبرر المجلس للناس الغلابة مثل هذا القرار؟!.. إن مثل هذه القرارات تجعل المواطن المصرى يفقد الثقة في حكومته وبرلمانه وإذا كان البرلمان هو الذى يراقب تجاوزات الحكومة فمن الذى يراقب تجاوزات المجلس وكيف ينتقد مجلس الشعب السادة الوزراء إذا أسرفوا في الإنفاق أو دفعوا الملايين لشراء سيارات أو تعيين مستشارين أو شراء مكاتب.. ان مثل هذا الإجراء يضع الحكومة في موقف صعب ويضع البرلمان في موقف أصعب
إذا كان الخوف على المسئولين من هجمات إرهابية كما يبرر البعض فإن المسئولين في مجلس الشعب لا يعرفهم احد ولا ينبغي ان نخاف عليهم كما أن مثل هذه السيارات تفتح أمامها الطرق في كل الشوارع وإذا كان من الضروري إيجاد سيارات مصفحة فإن في جراجات المجلس سيارات مصفحة استخدمها رؤساء المجلس السابقون ومازالت حالتها جيدة.. من حق المواطن المصري أن يعترض على مثل هذه التصرفات وان يرفضها لأنها تتعارض تماما مع كل ما يقال عن الأزمات الاقتصادية التي تحاصر مصر وأدت إلى ارتفاع رهيب في أسعار كل شئ.. في كل شيئ ينبغى أن نضع أهمية للقدوة وان يكون البرلمان مثالا ونموذجا في السلوك السليم إن أعضاء المجلس يتحدثون كل يوم عن متاعب الحياة وتكاليف المعيشة ثم بعد ذلك يدفعون الملايين في شراء سيارات مصفحة.. لقد شاهدت يوما في باريس الرئيس ميتران يدخل مقر الاليزيه وأمامه موتوسيكل واحد والناس تلوح له من بعيد ولا توجد حوله حشود أمنية للحراسة وكثيرا ما كان ينزل من سيارته ويصافح الناس.. الشئ المؤكد ان ظروف مصر لا تسمح بشراء سيارات بملايين الجنيهات مهما تكن الأسباب.