نشر موقع البديل مقال للكاتب إسلام أبو العز تحت عنوان ( البشير من السعودية : معكم ضد مصر ! ).. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- كشف الرئيس السوداني ” عمر البشير ” عن إمكانيات نظامه في اللعب على حافة الصراعات الإقليمية للاستفادة من أطرافها بأقصى ما يمكن ، فجدد ” البشير ” ولائه البادئ منذ أوائل عام 2015 للمملكة ، ولكن تصريحاته خلال زيارته الأخيرة للمملكة تأتي بعنوان رئيسي وهو التعاون مع الرياض ضد الخصم المعتاد ، مع عنوان جانبي ممثل في اتفاق بين الأخيرة وبلاده على مواصلة الضغط على القاهرة في أكثر من ملف وقضية ، من ضمن هذه الملفات ملفي ( حلايب / سد النهضة ) ، وكيفية التلاقي بين الخرطوم والرياض على الاستثمار في هذين الملفين ، والذي فيما بدا حتى الآن يأتي على حساب الدور المصري في أفريقيا ، أو بالحد الأدنى عرقلته .
- تسعى الرياض لخلق ورقة ضغط مستقبلية عن طريق السودان وإثيوبيا في منطقة جنوب البحر الأحمر ، أو شمالاً تجاه مصر ، حيث تتباين الرؤى بين القاهرة والرياض منذ بداية العام الجاري فيما يخص السياسات الخارجية وخاصة فيما يتعلق بالاستدارة السعودية الإيجابية تجاه ( جماعة الإخوان / تركيا / قطر ) ، ومن شبه المؤكد أن الاتفاق السعودي السوداني مؤخراً ، أو بالأحرى شراء الرياض لولاء الخرطوم كورقة ضغط ضد القاهرة في تبايناتها وخلافاتها مع الأولى إلى وجود ارتكاز سعودي في أفريقيا يضمن موطئ قدم له فوائد ودوافع متعددة :
أ – سعودة البحر الأحمر أي يكون شبه بحيرة خالصة للسعودية سواء من حيث الحيازة على شواطئه الغربية والسيطرة على الممرات البحرية من ( تيران / صنافير ) إلى جزر ( باب المندب اليمنية ) ، لضمان قدرة المبادرة والمبادأة .
ب – تجددت تسريبات خاصة بعلاقة القاهرة بالرياض وعامل طهران كمؤثر عليها سلباً وإيجاباً ، وهو ما يشير إلى أن ” البشير ” يلتقط خيط التوتر ( المصري / السعودي ) لمنافسة القاهرة في توفير ما تريده السعودية في أفريقيا ، وكأن ” البشير ” يريد بذلك ترقية دور نظامه من مجرد عامل إزعاج وتوتر تستفيد منه السعودية للضغط على مصر ، مثلما حدث العام الماضي في دعم المملكة للخرطوم في إحياء مطالب الأخيرة بسودانية مثلث حلايب ، إلى لاعب مساعد في تنفيذ سياسات المملكة في أفريقيا عموماً ودول حوض النيل خصوصاً ، والتي تهدف إلى تواجد ونفوذ وإدارة غير مباشرة بالتعاون مع إسرائيل لملفات هذه الدول عامة وملف سد النهضة بشكل خاص .
جـ- لا يمكن الجزم بأن زيارة ” البشير ” الأخيرة للسعودية كانت محصورة فقط في شأن ثنائي بين البلدين ، ولكن بوضع لمسات أخيرة على تموضع السودان في أي تصعيد وشيك بين مصر والسعودية وتفعيل دور الخرطوم بشكل يتجاوز مجرد الضغط والإزعاج للقاهرة ، إلى توحيد موقف البلدين ضد القاهرة في ملف النهضة بشكل خاص ، ودور السودان الوظيفي في التحالف ( السعودي / الإسرائيلي ) بشقه الأفريقي .