نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب أحمد الصاوي .. أوضح خلاله ..
أن الدرس الحقيقي الذى تثبته البطولة الأفريقية عموماً أبدع ” كوبر ” المدير الفني .. فكانت وجهة نظرة أنه مهما كانت المنافسة صعبة لا يوجد أناس ( فقراً ) وأناس ( أغنياء ) ، ولكن هناك ( إدارة ) للفقر أو الغنى على السواء ، والإدارة هنا هي التي تستطيع أن تصنع الفارق رغم الفقر ، أو تدير الإمكانات المتاحة برشد ، دون مغامرات تفتقر للإمكانات اللازمة ، بانتقال بسيط من ملعب الكرة إلى ملعب الشئون العامة ، يبدو ( كوبر) كقائد صاحب رؤية واضحة وبرنامج محدد الملامح كأفضل رئيس حكومة في العالم ، يعرف متى يفرض ( التقشف ) ، ومتى يتوسع في الإنفاق ، ومردود هذا التقشف وهذا الإنفاق على الهدف المحدد ، فلا يصرح ” كوبر” مثلاً بحديث عن ضعف الإمكانات البدنية للاعبيه ، ثم تجده يطلب منهم في الدقيقة الأولى الانتشار في كل الملعب والضغط من منطقة جزاء الخصم ، وإلا بدا كرئيس حكومة يشكو من ضعف الإمكانات ، ثم لا ينجح في فرض تقشف حقيقي على الإنفاق الحكومي العام ، ما يفعله ” كوبر ” هو نوع من الرشد التكتيكي ، تحتاجه أي حكومة حتى لا تتوسع بإمكاناتها المحدودة في عدد هائل من المشروعات القومية العملاقة التي تشفط السيولة شفطاً ، فيما قطاعات أساسية في مفاصل الخدمات الحكومية وهيئات ومؤسسات تحتاج استثمارات وإعادة هيكلة، يمكن أن يكون في إصلاحها مردود أسرع ، وانتظام أرشد في الأداء .. في النهاية من يملك مديراً فنياً حقيقياً يعرف ماذا يريد وما هي أدواته لتحقيق ذلك ، لا يمكن أن يشكو من ضعف إمكانات أو فقر ، فدراسته الجيدة لمهمته وطبيعتها تدفعه في المقام الأول للتعرف على هذا الضعف .. فإذا كنا بصدد تعديل وزاري أو تغيير حكومي ، وإذا كان رئيس الجمهورية يشكو أننا في مصر ( فقراء أوي ) ، فالحقيقة أننا نحتاج لمدير فني يدير لنا فقرنا على الأقل بطريقة ” كوبر ” !