أقلام حرة

مقال للكاتب عماد الدين حسين بعنوان : ( الرئيس والأمام .. والطلاق )

نشر موقع الشروق مقالا للكاتب عماد الدين حسين .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  1.  هل صدور قانون يشترط توثيق حالات الطلاق ليصبح نافذاً وواقعاً ، سيقلل نسبة الطلاق التي تتزايد فى المجتمع بصورة كبيرة ، ربما سيؤدى صدور مثل هذا القانون إلى خفض حالات الطلاق لكن بنسب قليلة جداً ، لا تلبي الغرض الرئيسي للقانون المنتظر ، وأخشى اننا لم نضع ايدينا على الاسباب الحقيقية للمشكلة .
  2. البعض أعتبر إعلان علماء الازهر معارضة صريحة لأقتراح الرئيس ، وبدأوا فى شن هجمات على الشيخ والمشيخة ، والبعض الآخر قال ان كلام الازهر منطقي وكان متوقعاً ، لانه يٌمثل إجماع العلماء على مر القرون ، ولم يكن ممكنا الالتفاف على هذه القواعد المستقرة فى الفقه والشرع .
  3. تعالوا نتصور ونفترض جدلاً أن مجلس النواب أصدر القانون المتوقع ، ونتصور أيضاً أن الازهر غير موقفه ووافق على الفكرة ، فهل يعتقد البعض ان المشكلة قد إنتهت ؟ ، مرة اخرى فإن الاجابة للأسف هي لا ، والسبب ببساطة أن تزايد حالات الطلاق يعود لأسباب معقدة ومتداخلة ، وبالتالي فان العلاج الحقيقي يكون بالقضاء على هذه الأسباب ، وليس فقط بإصدار قوانين جديدة .
  4. بناءاً على ملاحظات ميدانية عشوائية فإن الأسباب الرئيسية لحالات الطلاق كالأتي :

أ – الازمة الاقتصادية : الغلاء الفاحش طال الجميع ، لكن ضربته الاقوى أصابت الطبقتين الفقيرة والشريحة الأضعف فى الطبقة المتوسطة ، وبالتالي فان ( المعايش الصعبة ) هي التي تجعل الحياة شبه مستحيلة والبيوت هشة ، والزوج عاجزاً ، والنتيجة إما عبارة عن ( طلقنى لو كنت راجل / غوري وأنتي طالق )  .

ب – تراجع الصحة العامة : تقول دراسات حديثة بان نسب الضعف الجنسي بين الشباب تتزايد بفعل التلوث وسوء التغذية والضغوط المختلفة ، وهذا أمر لا صلة له بالأنجاب ومعدلات الخصوبة المرتفعة ، لكنه صار سببا جوهريا فى انهيار العديد من الاسر.

جـ – إنتشار الجهل وزيادة البلطجة والثقافة العنيفة ، مقابل غياب الوازع الدينى، الامر الذى يجعل كثيرين يستسهلون تطليق زوجاتهم .

 د – تراجع منظومة القيم بصورة حادة ، وتراجع الاخلاق والترابط الاسرى ، واختفاء العديد من الكوابح والروادع الاجتماعية التي تلعب دورا فى فرملة وتقليل حالات الطلاق ، ووصلنا إلى مرحلة تتباهى فيها بعض الفتيات خصوصاً فى الطبقات العليا ، بانهن صرن مطلقات ، لكن الخطر الاكبر أن هذه الظاهرة بدأت تصل إلى الطبقة الوسطي .

  • أهلاً بأي قانون أو تشريع أو أي خطوة تقلل من فيروس الطلاق الذى ينتشر بسرعة فائقة ، لكن مرة أخرى علينا أن نعالج جذور المشكلات وليس فقط فروعها .

 

زر الذهاب إلى الأعلى