نشر موقع اليوم السابع مقالاً للكاتب ” يوسف أيوب ” .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- الخميس المقبل تحل المستشارة الألمانية ” أنجيلا ميركل ” ضيفة على مصر ، وبعدها بأيام سيكون الرئيس ” السيسي ” ضيفاً على العاصمة الأمريكية واشنطن ، وما بين الزيارتين تبقى عدة حقائق لابد أن نكون مدركين لها .
- الولايات المتحدة وألمانيا من الدول ذات التأثير القوى على تيار الإسلامي السياسي ، خاصة برلين التي ترتبط مخابراتها بعلاقات قوية مع قيادات هذا التيار في الشرق الأوسط ومناطق أخرى ، ويكفى الإشارة إلى أن عدداً من قيادات جماعة الإخوان لا يزالون يتخذون من ألمانيا قاعدة لتحركاتهم ، سواء بتنسيق مع الأجهزة الأمنية الألمانية أو بعيداً عنها ، والوضع نفسه ينطبق على الولايات المتحدة التي تحتفظ بعلاقات قوية مع قيادات إخوانية كانوا حتى وقت قريب ضيوفاً دائمين على المؤسسات الأمريكية خاصة وزارة الخارجية وأجهزة المخابرات ، فالإخوان طيلة السنوات الماضية كانوا أداة في يد المخابرات الأمريكية تحركهم كيفما تشاء .
- الولايات المتحدة شريك اقتصادي مهم لمصر ، لا تحتل المرتبة الأولى في التعاون الاقتصادي مع القاهرة ، لكنها تحتل مرتبة مهمة خاصة من خلال الشركات الأمريكية العاملة في مصر ، أو من خلال اتفاقيات متعددة الأطراف ، مثل اتفاقية ” الكويز ” ، فضلاً عن المعونة الاقتصادية والعسكرية التي تحصل عليها مصر سنوياً من واشنطن .
- كما أن ألمانيا شريك اقتصادي حيوي لمصر ، ولو نظرنا للعامين الماضيين سنجد على سبيل المثال أن شركة ” سيمنز ” الألمانية تتولى من خلال الاتفاق مع الحكومة المصرية رفع قدرات وجهد محطات توليد الطاقة وإنشاء محطات جديدة ، مما ساعد مصر على المرور من أزمة الكهرباء دون أن يشعر بها المصريون طيلة الأشهر الماضية .
- الولايات المتحدة وألمانيا لهما اهتمام بالمنطقة ولديهما إدراك حقيقي بأن مصر هي قلب المنطقة ، وأنه لا سبيل لطرح حلول للأزمات والمشاكل التي تعاني منها المنطقة إلا من خلال البوابة المصرية ، سواء في فلسطين أو ليبيا وسوريا واليمن والعراق ، نعم هناك دول إقليمية تحاول أن تفرض لنفسها دوراً ليس لها ، لكن في النهاية تبقى القاهرة هي المحرك الرئيسي لأي جهد يتعلق بالمنطقة ، حتى إن مرت بفترات ضعف ، لكن هذا الضعف لا يعني الوفاة ، وهي حقيقة تدركها الولايات المتحدة وألمانيا جيداً .
- رغم وجود تنافر حالياً في السياسات بين أوروبا والولايات المتحدة مع وصول ” ترامب ” للبيت الأبيض ، إلا أن واشنطن وبرلين يحتفظان بمساحة كبيرة من التفاهم والتحاور ، على قاعدة قوامها أن الولايات المتحدة تعتبر ألمانيا القوة الأكثر تأثيراً في أوربا ، سواء للإمكانيات الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية ، فضلاً عن مقدرة ” ميركل ” الشخصية التي تجعلها في موقف قوة دائماً إذا ما قورنت ببقية زعماء أوروبا ، لذلك بقى التفاهم الأمريكي الألماني حتى إن كانت أوروبا بأكملها غير راغبة في تحقيق ذلك .
- هناك رغبة حالية لدى الإدارة الأمريكية الجديدة نحو صياغة سياسة المنفعة المتبادلة التي تعمل على دفع العلاقة مع مصر والشرق الأوسط في اتجاه مثمر ، معتمدة في الإطار نفسه على دعم القاهرة بكل السبل لتحقيق التقدم في المنطقة .
- أمام هذه الحقائق وغيرها ، فإن زيارة ” ميركل ” للقاهرة ، والرئيس ” السيسي ” لواشنطن ربما يرتبطان في الهدف والمضمون أيضاً ، وتبقى النتيجة المنطقية للزيارتين مهمة بالنسبة لنا ، وهي أن هناك رغبة من القوى الكبرى في التعامل مع مصر من منطلق مختلف عن الذى كان سائداً في الماضي ، منطق يحترم السيادة والرؤية والقرار المصري .