نشر موقع الوطن مقالاً للكاتب عماد الدين أديب … وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- هناك حقيقة مرة ومؤلمة للغاية علينا أن نتحلى بالشجاعة المطلقة في مصارحة النفس كي نعترف بها ، وهى أن الفساد أصبح أسلوباً للحياة بشكل جذري ومتراكم منذ أكثر من (70) عاماً ، حينما تكون موارد الدولة محدودة ، وقدرة الحكومات فى الإدارة بلا كفاءة ، والواردات المستوردة تزيد (70٪) على الصادرات ، فإن الحياة تصبح مستحيلة على معظم طبقات الشعب إلا في حالة واحدة وهى تورط معظم الناس فى الاقتصاد الأسود .. ويٌعرف ” الأقتصاد الأسود ” بأنه كل مصدر غير شرعى للدخل مثل : ( المخدرات – الرشوة – السمسرة – تجارة السلاح – البضائع المنتهية الصلاحية – الأدوية الفاسدة ) وكل عمل يعاقب عليه القانون .
- أصبح الجهاز الإداري والحكومي للدولة أكبر ضحية لهذا النوع من الاقتصاد الأسود ، حيث تورط معظم الـ (7) ملايين موظف حكومي الذين يعملون في الدولة في هذا الأمر ، وأصبح له تقنين مجتمعي مثل أنه : ( إكرامية – تخليص – تسليك للأمور ) علشان الشغل يمشى ، أصبح الكثير من العاملين فى قطاعات الدولة يشعرون بأن هذا الأمر طبيعى وعادل لأنه يعوضهم عن الفارق بين أجر الدولة الضئيل وارتفاع تكاليف الحياة ، لذلك أصبحوا يحرصون عليه ويدافعون عن مصالحهم فيه ، ويقفون بالمرصاد ضد أى محاولات لحرمانهم منه .
- أصبحت مسألة محاربة الفساد من قبل الرقابة الإدارية وأجهزة الدولة المختلفة هي لعبة كر وفر وصراع بين محاولات تطهير البلاد من ناحية ، والمحافظة على ” مورد الرزق ” الإضافي الذى يتعيش منه هؤلاء من ناحية أخرى .
- هنا نطرح السؤال المخيف الذى يجب أن تكون لدينا الشجاعة للإجابة عنه : ” هل الشعب –بالفعل يريد القضاء على الفساد؟ ) .. بالطبع ضحايا الفساد يريدون ذلك ، ولكن الذين يرتزقون منه ويعتبرونه مصدر دخلهم الرئيسي الذى يمكنهم من مواجهة فاتورة الحياة اليومية الباهظة يحافظون على استمراره ، ولكن إذا وجد المواطن ما يكفيه لدفع فاتورة الكهرباء والهاتف ومصروفات قوته اليومي وعلاجه والدروس الخصوصية .. يومها فقط سوف يهتف بصدق : ” الشعب يريد إسقاط الفساد ” .