أقلام حرة

مقال للكاتب عبد الناصر سلامة  بعنوان ( من حقنا سوء الظن )

نشر المصري اليوم مقال للكاتب عبد الناصر سلامة تحت عنوان ( من حقنا سوء الظن ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  1. بعد ما شهدناه من ممارسات رسمية مريبة في قضايا عديدة ، من حقنا أن نظن سوءاً بذلك التصريح الذي أطلقته إحدى نائبات البرلمان ، والذي طالبت فيه بإخلاء العريش ورفح من السكان ، سواء كانوا ( مسلمين / مسيحيين ) حتى يستطيع الجيش التعامل مع الوضع مثلما حدث في العدوان الثلاثي ، وعلى الرغم من أن النائبة استخدمت تعبيراً غريباً ومتناقضاً ، حينما قالت : نحن لا نطالب بالتهجير ولكن بالإجلاء المؤقت ، إلا أن مثل هذه التصريحات ، في مثل هذه القضايا ، اعتدنا دائماً وأبداً اعتبارها بمثابة جس نبض ، أو استطلاع رأي ، وأحياناً بمثابة تمهيد لقرارات في الطريق .
  2. ما دام لم يخرج علينا رسمياً من يرفض مثل هذا الهراء ، أو على الأقل صدور بيان موازي من البرلمان يرفض مثل هذا الطرح ، واعتبار النائبة تُعبّر عن رأي شخصي لا علاقة له بالبرلمان من قريب أو بعيد ، حتى الأحزاب السياسية خرست ألسنتها هي الأخرى ، ربما لم تعي خطورة هذا الطرح ، وربما كان ذلك في إطار مزيد من الانبطاح .
  3. كل خطط التعامل مع الأزمة في سيناء كانت خطأً طوال السنوات الأخيرة ، من هدم مساكن ، وتهجير سكان ، والاكتفاء بالحلول الأمنية ، مما جعلها مثاراً للشائعات والتأويلات ، بل والأطماع ، تنامت معها ظاهرة الإرهاب هناك ، وخسرت معه الدولة المئات من أعز شبابها .. من حقنا ظن السوء بذلك الصمت الرسمي ، رغم تزايد علامات الاستفهام في هذا الشأن ، ورغم اللغط الحاصل في الشارع الآن ، والذي كان يستوجب التعامل معه بشفافية توضح خطة التعامل مع المستقبل ، من خلال استراتيجيات جديدة ، تضع في الاعتبار أننا نتحدث عن البقعة الأهم في الجغرافيا المصرية .
  4. ما لا يدركه البعض هو أن مجرد المقارنة بين تهجير المواطنين أثناء العدوان الثلاثي ، مع أطروحات التهجير الحالية ، هي مقارنة غير منطقية من كل الوجوه ، أثناء العدوان الثلاثي كنا أمام حالة وطنية فريدة ندر أن تتكرر في الظروف الحالية ، أما الآن ومع تغير كل هذه الشواهد والدوافع ، يصبح الوضع مختلفاً ، إلى الحد الذي سوف يصطدم بالمواطن السيناوي مباشرة ، بما يجعل منه هو الآخر خصماً .
  5. على أي حال ومع أنه من حقنا ظن السوء ، إلا أننا نأمل أن تكون الرؤية لم تكن واضحة لدى البعض ممن يتجهون إلى مثل هذه الأفكار ، لذا سوف نظل نطالب بعودة المهجرين المسيحيين إلى سيناء ، والعمل على الإسراع بتوطين الملايين من المكدسين في دلتا النيل ، من خلال تحفيزهم بمشروعات قومية حقيقية كثيفة العمالة ، وكفانا استنزافاً نحن في غنى عنه .

للنص الاصلي اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى