نشرت صحيفة الجمهورية مقالاً للسيد البابلي بعنوان : ( ماذا يريد السودان؟ .. وأسلحة الصعيد.. وإسلام ) ، وجاء كالتالي :
ماذا يريد السودان الشقيق من مصر؟ ولماذا تختار الخرطوم هذا التوقيت لإثارة أزمة حول مثلث حلايب الحدودي مع مصر..!؟
لقد تابعت ما تقوله الصحافة السودانية في هذا الشأن.. وما تنقله المواقع الالكترونية من تصريحات لمسئولين سودانيين يتحدثون عن جمع وثائق تثبت سودانية منطقة حلايب.
والرئيس السوداني عمر البشير كان في شهر يناير الماضي قد جدد شكواه لمجلس الأمن بشأن حلايب وشلاتين.
وبعيدا عن الدخول في مزايدات الرد والتعقيب والشعارات والتعامل مع القضية بمنظور وطني محلي.. وبعيدا ايضا عن إثارة القضية اعلاميا بكل ما سيعنيه ذلك من إثارة للنعرات والتعصب والتراشق بالألفاظ والعبارات والاستشهاد بالتاريخ والماضي فإننا نقول إن العلاقات التاريخية القائمة علي التكامل الجغرافي والاجتماعي والسياسي هي ما يجب أن يسود ويحكم ويدعم علاقات القاهرة والخرطوم وهي العلاقات التي يجب المحافظة عليها دون السماح لأطراف غريبة عن المنطقة بأن يكون لها دور فيها ولا أن تحاول التدخل بافتعال قضايا لانهاك البلدين وزرع الخلاف بينهما.
وندعو في هذا رجال الاعلام في البلدين الشقيقين إلي إدراك أبعاد مؤامرة جديدة تستهدف اشعال فتن بين أبناء وادي النيل وان يلتزموا في ذلك بمعايير الصدق والموضوعية في نقل الأخبار والتعليق عليها.. والعيب كل العيب في افتعال قضايا وخلافات وهمية مثل الحديث عن الأهرامات وأيهما أقدم أهرامات مصر أم أهرامات السودان.. وكذلك الحديث عن فرعون وهل كان مصريا أم سودانيا… فمثل هذه الأحاديث هي هدر للوقت.. ولا قيمة لها الآن..!
أما الشيخة موزة ¢بتاعة¢ قطر والتي دخلت علي خط الوقيعة بالحديث عن أن السودان هو أم الدنيا. فهو حديث صادر عن ¢موزة¢.. واحدة بتدلع بفلوسها.. وهاتعيش لها يومين..!
****
وجلست أشاهد فيديوهات لما قام به الأهالي في قرية الصوامعة شرق مركز أخميم بسوهاج.
فالأهالي رفضوا بناء محطة صرف صحي بالقرية بعد أن اعتقدوا أن المحطة سوف تنشر الرائحة الكريهة.
وبدلا من الحوار والتفاهم والطرق القانونية فإنهم لجأوا إلي الحل عن طريق قطع الطريق واستخدام السلاح لمنع وصول قوات الأمن التي حاولت التفاهم معهم.
وكان الرصاص من البنادق الآلية والرشاشات يتطاير من كل مكان. واطلقت منه كميات هائلة تؤكد ان السلاح في الصعيد متوافر وفي أيدي الاطفال ايضا الذين حملوا رشاشات وقفوا يطلقون أعيرتها النارية في اتجاه قوات الأمن لمنعها من التقدم.
واكتمل المشهد بتجمع عدد كبير من الأهالي لمساندة ¢المقاتلين¢ من أهل القرية وحيث وقفوا خلفهم يهتفون ¢رجالة.. رجالة.. !
والمشهد كان مؤسفا.. فهل وصل غياب الوعي إلي درجة استخدام الأسلحة في وجه رجال الأمن.. وهل ستعلن كل قرية أنها وحدها من سيقرر اقامة أي مشروع أو رفضه.. وهل ستكون الأسلحة هي لغة الحوار بين المواطنين والحكومة.
ان قوات الأمن استطاعت فتح الطريق والقاء القبض علي 17 من مثيري الشغب… ولا يجب بعد ذلك الرضوخ لوساطات ومجاملات في التعامل مع من ثبت إدانته. فالقانون هو القانون ولابد من تطبيقه بكل الحزم والعدل.. والذين رفعوا السلاح في وجه السلطات الأمنية اخترقوا كل القوانين والتهاون معهم مرفوض.. فهيبة الدولة وكلمتها فوق الجميع وإلا فإنها الفوضي ولا شيء آخر..!
****
ونترك قرية الصوامعة وما تملكه من أسلحة إلي مشكلة المشاكل والتي تتعلق بدور المحليات ومجالس المدن.
ونتوجه بالسؤال إلي وزير الحكم المحلي وننتظر منه تعليقا حول دور المحليات ومجالس المدن لوقف مخالفات البناء والتعديات علي الأراضي.
فإذا توجه أي مواطن إلي رئيس أحد الأحياء أو رئيس مجلس مدينة وأخبره ان هناك مخالفة بناء أو تعد علي الأراضي وطلب منه العمل علي ايقافها ومنع تحولها إلي واقع فإن رئيس الحي سوف يكتفي بهز الرأس والتأكيد علي أنه ليس في مقدوره إلا أن يرسل مهندسا لمعاينة المخالفة وإصدار قرار إزالة ولكنه لا يملك التنفيذ..!
ومادام رئيس الحي أو رئيس المدينة أو رئيس جهاز المدينة لا يملك إزالة المخالفات فإن الأمر لا يعدو كونه تحرير مخالفة تضاف لملايين المخالفات التي توضع وتحفظ في الأدراج.
وما يحدث يطرح تساؤلا حول دور أجهزة المدن والأحياء وحدود وظائفها واختصاصاتها.. وجدوي وجودها أيضا إذا كانت لا تملك أن تفعل شيئا وتتهرب دائما من المسئولية بإلقائها علي آخرين..!
****
وأدعو محافظ بني سويف المهندس شريف حبيب إلي إطلاق اسم بطل مصر للدراجات اسلام ناصر الذي توفي بأزمة قلبية علي قريته باروط التي ينتمي إليها في محافظة بني سويف.
فالبطل الذي كان يشارك في منافسات البطولة الأفريقية التي تقام حاليا بجنوب افريقيا كان ضحية اهمال من نوع يختلط فيه غياب المتابعة الصحية مع فقدان الإدارة السليمة.
فهناك تقارير تتحدث عن انه لم يكن لائقا صحيا للمشاركة في البطولة وانه عاني من متاعب في القلب. ومع ذلك سافروا به وأشركوه في البطولة. وتوفي بتوقف عضلة القلب.
ان إسلام ناصر الذي كان يشارك باسم مصر يستحق التكريم وأن يتذكره ابناء قريته دائما بإطلاق اسمه عليها ورحمة الله عليه وكل العزاء والصبر لأسرته.
****
وأخيرا.. فإن الظروف الاقتصادية أفسدت الاحتفال ايضا بعيد الأم..!