أقلام حرة

مقال للكاتب إيهاب زكريا بعنوان : (معضلة بقاء الدولة مع خط إنتاج الانتحاريين المتجدد! )

نشر موقع فيتو مقالاً للكاتب إيهاب زكريا .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  1.  إذا امتلك أي تنظيم إرهابي ( 100 ) انتحاري مسلوب العقل فهو قادر على إسقاط حكومات العالم بأكملها  ، المناخ المفرز لشخصية الانتحاري من فقر وجهل ، إلى جانب بث العقائد المتطرفة تتفاعل مع الأمراض المجتمعية كالحقد والكراهية التي قد تنمو مع إحساس الظلم ، لتحقق لأعداء الحضارة تأسيس خطوط إنتاج الانتحاريين بأقل تكلفة في العالم أجمع ، فتصبح الحلول الأمنية وحدها مستحيلة أمام طوفان الإرهاب ، لأنها تحارب عقائد لا بشر ، لذلك نحن نحتاج ثورة ثقافية لا دينية.
  2. نفتقد الصواب عندما نبحث عن الدور الأمني فقط ونتناسي الدور الأهم للدولة من خلال التعليم والثقافة التي تحولت لمبان بيروقراطية تاريخية في وطن بني حضارته على التفرد الثقافي ، ولا أتوقع من الأزهر كما يحلم البعض تطوير الثقافة فهذا ليس دوره ، فضلا عن أن طبيعته صلبة كأي مؤسسة دينية ، وبرلمان (شبه برلمان) ليؤكد مقولة (شبه دولة) ترتسم فيه ملامح المدنية شكلا لا موضوعا ، لأنه برلمان لا يحمل جين ثورة ( ٣٠ يونيو ) ، وإنما هو برلمان المال السياسي ، ورجال إعتادوا التجارة السياسية ، وليس لديهم رؤي للمستقبل وليس لديهم الدافع لاقتحام عرين التطرف ، أو لثقافة التغيير لمنظومة الدولة ، لتعود البيئة السياسية في مصر إلى ما قبل ٢٠١١ رغم كم المتغيرات في ثقافة المجتمع .
  3. نخطئ عندما نحمل الإخوان فقط مغبة الفشل الذي يلاحقنا أو نعتقد أننا نحارب ” داعش ” فقط رغم أن التيارات التي تعتقد أن تطبيق الشريعة هي الأزمة ذاتها وتتخذ من الديمقراطية مجرد وسيلة ، هي كلها تيارات لا تؤمن بالدولة ، ولا تختلف في تطرفها نحو هدم الدولة ، خرجنا من ٣٠ يونيو ثورة ضد الحكم الديني ، آملين في تأسيس فكر المواطنة بين كل الأعراق والأديان والثقافات لنفاجئ بأن الوضع يعود لنفس أدوات ومحددات التعامل مع التطرف ، منتظرين نتائج مختلفة!
  4.  هتفنا تحيا مصر ، ولم نطرح خطة لثورة الإنتاج والعمل ، ولم تخرج خطة لمواجهة التطرف العقائدي رغم احتياجنا لها ، وهناك تجارب دول نجحت في اقتلاع عقائد مثل تجربة نزع النازية في ألمانيا بتعليم الشعب جبراً ، ومتابعة المشكوك في أفكارهم ، وحرمان البعض من حقوقه السياسية ... العنف يولد الفقر ، والفقر يولد المزيد من العنف ، وليستمر استنزاف الاقتصاد وتدور المنظومة حتى الهاوية فيكون بقاء الدولة على المحك أمام تحديات تكاد تفتك بالدولة لذا يلزم التحرك خارج الصندوق نحو خطة إنقاذ من السقوط في براثن القوى المتطرفة مرة أخرى بالاعتماد على ثقافة ووعي النخبة الوطنية الواعية ضد اعداء الوطن ، فالحل يكمن في الكتلة الحرجة ، من تحركوا لإنقاذ مصر في ٣٠ يونيو لإعادة الروح المعنوية الوطنية التي تحالفت حول الوطن ، فالمشهد أشد تعقيداً مما سبق.
زر الذهاب إلى الأعلى