نشر موقع صحيفة الوفد مقالا للكاتب الصحفي وجدي زين الدين بعنوان ( الفساد يخرج لسانه للدولة ) جاء فيه الآتي:-
تحدثت أمس عن الفساد الذى بات أخطبوطاً يضرب جميع مناحى قطاعات الدولة، وتساءلت: هل أصبح فعلاً هذا الفساد أقوى من الدولة؟!.. الحقيقة المرة أن الفساد باتت نتائجه أخطر من الإرهاب الذى تتصدى له الدولة.. ومن ثم وجب ضرورة أن يتم أيضاً التصدى للفساد والعمل بكل قوة على اقتلاع جذوره والضرب بيد من حديد على كل فاسد أو مفسد.
من المؤسف أن قوى الفساد متماسكة مع بعضها بشكل واضح وصريح. وتشكل فيما بينها ما يشبه اللوبى فى كل القطاعات، وهذا ما يجعل ضرورة التطهير حتى تستطيع أن تنهض الدولة من كبوتها والظرف الخطير الذى تمر به البلاد حالياً، من أجل تأسيس الدولة الحديثة القائمة على سيادة القانون.. مظاهر الفساد كثيرة ومتنوعة والدولة تواجه خطر هذا الفساد بشكل واضح وصريح، وهو أشد من خطر الإرهاب كما قلت من قبل.
الفساد يبدأ من الإدارة المحلية، وهذه الوزارة عليها عبء كبير فى ضرورة أن تتطهر من كل المظاهر السلبية السيئة التى باتت وباء خطيرا يكاد يقضى على الأخضر واليابس.. الحقيقة أن هناك شعارات مرفوعة من أجل الحرب على الفساد، لكن هل هذه حقيقة واقعة على الأرض، نكاد نجزم أن هذا كلام فى كلام.. ولوبى الفساد مع الأسف الشديد يقوم بالتصدى لكل محاولات الإصلاح.. قلت أمس إن تغيير الوزراء والمحافظين، ليس إلا لتطهير البلاد من الفساد واقتلاع جذوره، لكن ما يحدث بخلاف ذلك تماماً.. فالوزير أو المحافظ يرحل ويأتى من بعده آخرون والحالة كما هى دون تغيير أو تحديث، ويزداد الفساد بشكل أشد مما سبق.
الفاسدون يخرجون لسانهم للدولة، والرشاوى تزداد وتستفحل بشكل يدعو الى الخزى والعار، ومصالح الناس تتحكم فيها البيروقراطية والروتين، وعلى الرافضين لذلك أن يضربوا رؤوسهم فى الأسفلت أو أقرب حائط، وهكذا تزداد المشاكل ويصدر هؤلاء الفاسدون أزمات بصفة دورية للدولة لإظهارها بمظهر العاجز الذى لا يقدر على فعل شىء.
أليست هذه حقائق دامغة نعيشها كل ساعة؟!.. أليس الفساد القائم يعمل بندية شديدة ضد الدولة؟!.. أليس الفساد ظاهراً وصوته عاليا؟! أليس الفساد فى كل القطاعات بلا استثناء ويستشرى كالنار في الهشيم؟!
لقد آن الأوان لإعلان حرب حقيقية على الفساد إلى جوار الحرب على الإرهاب، فضحايا الفساد أكثر من ضحايا الإرهاب؟!