تختلف اللهجات واللكنات فى الدول العربية وتتباين فى بعض الأحيان من دولة إلى أخرى، ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل تختلف كذلك اللهجات الدارجة فى الدولة الواحدة باختلاف الأحياء والمدن.
ويكفى الإشارة إلى بعض الاختلافات فى معانى الكلمات بين مصر ولبنان، فتعنى كلمة لبن فى اللهجة اللبنانية زبادى فى اللهجة المصرية، وكذلك سمكرى، وكوع، ونشر، فى لبنان تعنى سباك، وطريق منحنى، وتوبيخ، فى مصر.
وفجر إطلاق شركة “أبل” الأمريكية للنسخة الرسمية من نظامها العامل على هواتفها “آيفون”، والحواسب اللوحية “آى باد” iOS 9.2، حيث يدعم التحديث الجديد اللغة العربية للمساعد الصوتى “سيرى” بشكل رسمى، العديد من المشكلات، فأظهر المتاعب المتعلقة بتوافقه مع اللهجات المحلية المختلفة، وهو ما أدى إلى إجاباته عن التساؤلات التى توجه له، وهو ما يعيق وظيفته الأساسية التى صمم من أجلها وهى تسهيل التفاعل مع الأجهزة، ولكن هل سيساهم استخدام التكنولوجيا الحديثة فى توحيد اللهجات العربية.
ورأى نادر الشايب –صاحب مركز لبيع الأجهزة المحمولة– أنه من الممكن أن تقوم الشركة بإطلاق تحديث آخر لنظام التشغيل يتفادى العيوب الحالية والتى أطلقت فى دولتى الإمارات والسعودية فقط، مشيرًا إلى أن مسألة توحيد اللهجة شيء صعب إلا أن الأمر قد يدفع إلى التعرف على اللهجات الأخرى واستساغتها فى دول أخرى خاصة وإن تم الاعتماد على اللغة العربية الفصحى.
ولفت إلى أن التحديث الجديد يختلف كثيرًا، عن اعتماد شركات صناعة التقنيات والبرمجيات على اللغة العربية بشكل أساسى فى أنظمة تشغيلها فى الهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، والتليفزيونات الذكية، لأن الأمر الجديد يتطلب طريقة نطق صحيحة، وفهم لمعانى الكلام، فالتحدث باللغة يختلف عن استخدامها فى أوامر كتابية.
فى أكد رفيق كامل –أحد الشباب المولع باستخدام التكنولوجيا الحديثة- أن التحديث الجديد حال تعميمه سيدفع بالكثير من الأشخاص الراغبين فى استخدامه إلى تعلم اللهجة المستخدمة من منطلق عشقهم لاستخدام هذه الخدمة الجديدة وحتى يشبعوا الرغبة لديهم فى التميز عن الآخر، فى المقابل رأى صديقه فريد ريحان أن مثل هذه الشركات العالمية تعى جيدًا طبيعة العالم العربى وأنها لم تقدم على مثل هذه التحديثات إلا وهى تمتلك الحلول التى يتوقعون أن تنشأ عنها، خاصة أن الأمر يتعلق بمبدأ الخسارة والربح فى سوق المبيعات، متوقعًا أن يتم قريبًا التوصل إلى حل لهذه المشكلة، خاصة أن شركة “جوجل” أقدمت سابقًا على استخدام البحث الصوتى، ومن الممكن أن يستفاد من خبراتها فى هذا الشأن.
يأتى ذلك فى الوقت الذى توقع فيه عماد ميشيل –ويعمل فى مجال تحديث البرمجيات– أن تكون اللهجة اللبنانية هى المفتاح السحرى لحل هذه المعضلة، مبررًا ذلك باجتياح اللهجة اللبنانية للوطن العربى مؤخرًا بشكل لافت عقب التوسع فى استخدامها فى دبلجة الأفلام والمسلسلات التى تحظى بمشاهدة كبيرة فى الوطن العربى، ما جعل معانيها وكلماتها الأقرب إلى كل الدول العربية.