نشر موقع اليوم السابع مقال للكاتب الصحفي يوسف ايوب بعنوان ( اسأل الرئيس ) جاء كالتالي :
لم يكن يتخيل الشاب أو الفتاة الذين أرسلوا أسئلتهم إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، عبر صفحة مؤتمر الشباب، والصفحة الرسمية للرئيس على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أن يجدوا ردودا وافية وشافية على أسئلتهم واستفساراتهم خلال الجلسة التى خصصها الرئيس فى المؤتمر للرد على ما وصله من أسئلة، دون حذف أو تعديل، فالأسئلة طرحت فى اللقاء على الهواء مباشرة كما جاءت، ورد عليها الرئيس.
اليوم عاود الرئيس الكرة مرة أخرى، بعدما أطلق مبادرة جديدة ضمن مبادرات «اسأل الرئيس»، التى بدأت فى أبريل 2017 كإحدى فعاليات المؤتمر الوطنى للشباب بالإسماعيلية، أطلق الرئيس المبادرة لاستقبال أسئلة المواطنين بدأت الأربعاء الماضى، ومستمرة حتى بعد غد، الاثنين، والتى شهدت تجاوبًا كبيرًا من جانب المصريين، خاصة فى الأسئلة التى تركزت حول ما حققه الرئيس خلال الفترة الرئاسية الأولى التى بدأت فى يونيو 2014 عقب فوزه فى الانتخابات بنسبة %96.91 من أصوات الناخبين الذين شاركوا فى الاقتراع، ومن المتوقع أن يجيب الرئيس على الأسئلة، الاثنين المقبل.
تجاوب المصريين الكبير مع المبادرة، يعكس الثقة التى يوليها الشعب للرئيس، وفيما يطرحه من رؤى وحلول للمشاكل والأزمات التى نمر بها سواء فى الداخل أو علاقاتنا الخارجية، فى الإطار الإقليمى أو الدولى، وكان لافتا من واقع مطالعتى لعدد من هذه الأسئلة الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعى، أن هناك تركيزا على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، بمعنى أن الأسئلة تمس الأمور الحياتية للمصريين، فيما لم تستحوذ السياسة إلا على قدر قليل، وهو ما يشير إلى زهد المصريين فى السياسة، وأن ما يركزون عليه الآن هو حياتهم ومستقبل أولادهم، لذلك تعددت الأسئلة فى هذا الإطار حول أسعار السلع والمنتجات، وغيرها من الأمور التى تحظى باهتمام الشارع المصرى بوجه عام، منها على سبيل المثال المواطن الذى تسأل عن إمكانية إعادة النظر فى قانون الأسرة الذى يراه يظلم الآباء، وقال فى تعليقه على صفحة الرئيس: «أنا أب مصرى محروم من بنتى بسبب ظلم قانون الأسرة.. آخر مرة شفت فيها بنتى من سنتين.. أرجوكم نظرة عطف وحنان للآباء المتضررين والمحرومين من أطفالهم، والبالغ عددهم أكثر من 7 ملايين أب»، أو ذلك الذى تحدث عن مشاكل التعليم والدروس الخصوصية، مطالبا بعودة مناهج التعليم إلى سابقها، قائلا «طلبة ابتدائى بتاخذ مناهج أكبر من سنهم ومفيش شرح فى المدارس والدروس بتستنزف جيوب المواطن»، كما أن مواطن آخر اشتكى من الزحام المرورى المتسبب له تواجد جامعة القاهرة بما تمثله من قوة عددية كبيرة، متسائلا عن إمكانية نقلها إلى العاصمة الإدارية الجديدة، لتقليل الزحام المرورى فى محافظة الجيزة، مؤكدا أن هذا القرار يحفز عددا من المواطنين للانتقال للسكن فى المدن الجديدة.
مواطنة أخرى طالبت الرئيس بوضع قوانين تحافظ على العمال، وتحميهم من بطش رجال الأعمال، قائلة «سيادة الرئيس إذا كنت تحاول جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية لتقليل حجم البطالة فى مصر، فلازم سيادتك تضع قوانين تحافظ على حقوق العاملين وتحميهم من بطش رجال الأعمال والتلاعب بمستحقاتهم التأمينية وأرزاق أولادهم، فهو أمر يعرض كثيرا من الأسر المصرية للانهيار، فياريت سيادتك تنظر لهذا الموضوع باهتمام»، فيما اقترح آخر الاهتمام بأراضى نهر النيل وتحويلها إلى صوبات زراعية بأيدى الشباب، وتمنى آخر تعديل قوانين تنشيط البورصة وسوق المال، وقال «أتمنى تعدلوا القوانين لتنشيط البورصة وسوق المال بقوة، وحينها ستتحول البورصة إلى مصدر تمويل ضخم لأية مشاريع تريدها الدولة بطرحها من خلال أسهم مع دراسات وإدارة محترمة»، فيما أبدى مواطن آخر أمنيته بعقد مؤتمر الشباب المصرى المقبل بحضور الرئيس فى «مدينة حلايب وشلاتين»، ليكون بمثابة رسالة للعالم كله.
هذه نوعية من الأسئلة التى طرحها المصريون على الرئى، وهى كثيرة، وكان لافتا أن الأسئلة لم تأتِ من منطقة محددة، وإنما تعددت بتعدد المحافظات، فالصعيد كان حاضرًا وبقوة، من خلال الأسئلة التى يمكن وصفها بالمتخصصة، فأبناء الصعيد كانوا أكثر تحديدًا فى طرح مشاكلهم، خاصة المتعلقة بمشاكل المدن، والقصور فى تنفيذ خطط الصرف الصحى، والارتقاء بالبنية الأساسية لمحافظات الصعيد، كما أن أبناء الدلتا وكذلك أبناء الإسكندرية ومرسى مطروح، وكل محافظات مصر كانوا متواجدين بهمومهم ومشاكلهم، وأيضا المقترحات التى تستحق فعلًا الوقوف أمامها.
من واقع المتابعة أستطيع التأكيد أن مبادرة «اسأل الرئيس» هى مبادرة فعالة وتأتى بنتائج إيجابية، كونها تفتح خطا مباشرا وتواصل بين المواطنين والرئيس، وهو ما يعزز من مقدار الثقة المتبادلة، وهو ما نحتاجه حاليًا، كما أنه من جهة أخرى أقوى رد على من يروجون لأكاذيب من نوعية أن هناك حلقة مفقودة فى التواصل بين الرئاسة والشعب.