كان الحب والانتماء الحقيقى والصادق شرطان أساسيان لا يمكن الاستغناء عنهما قبل أن يمنح النادى الأهلى رئاسته الشرفية لأى أحد.. الحب والانتماء وليس أى تبرع أو عطاء مادى مهما كانت قيمته أو حجمه وشكله وأسبابه.. وقد كان ولايزال أحد الأخطاء الكبرى فى حكاية الأهلى مع رؤساء الشرف هو تصور الكثيرين جدا أن الأمير عبدالله الفيصل نال هذا الشرف لأنه أعطى الأهلى بمنتهى الرقى الكثير من المال وتنازل له عن كثير من الممتلكات.. وليس ذلك صحيحا.. فالأمير عبدالله الفيصل أحب الأهلى بالفعل وانتمى له كأى عاشق لهذا النادى الكبير والجميل والعريق.. إلى درجة أنه أسس ناديا جديدا فى مدينة جدة أصر على أن يحمل اسم الأهلى وحين سئل عن السبب قال لأنه يحب الأهلى ويريد أن يرى الأهلى فى كل مكان، بشرط أن يبقى الأهلى الأكبر والأجمل والأول هو ذلك الذى يسكن فى الجزيرة فى قلب القاهرة.. ولم يتعامل الأمير عبدالله الفيصل بعدها بمنطق أنه هو الذى يعطى لكنه الذى يأخذ ويستفيد من الأهلى ويفرح بالأهلى.. ولهذا استحق أن يمنحه الأهلى رئاسته الشرفية.. وحين نستعرض كل الذين نالوا هذا الشرف..
لن نجد أحدا بات رئيسا شرفيا للأهلى لمجرد أنه يملك الكثير من المال وعلى استعداد لتقديم بعض هذا المال للأهلى.. فأول رئيس شرفى كان الإنجليزى ميتشيل أنس الذى أحب الأهلى وشارك فى تأسيسه اقتناعا بفكرته وضرورته لكل المصريين وأصبح أول رئيس له.. وبعد سنة واحدة.. اضطر ميتشيل أنس لمغادرة مصر فقرر الأهلى منحه الرئاسة الشرفية اعتزازا به وتقديرا له دون أن يدفع ميتشيل جنيها واحدا للأهلى.. وبعده نال هذه الرئاسة الشرفية عزيز باشا عزت.. ثم عبد الخالق باشا ثروت.. ومحمد محمود باشا.. والنبيل إسماعيل داوود.. وصاحب المقام الرفيع شريف باشا صبرى.. ومحمد باشا طاهر.. والرئيس جمال عبد الناصر.. ويوسف عز الدين.. وكان لكل منهم حكايته مع الأهلى التى لم يكن المال هو محورها وبدايتها أو نهايتها.. لكنه كان التقدير والامتنان من مسؤولى الأهلى لكل من أحبوا ناديهم واحترموه وحافظوا عليه وعلى اسمه ومكانته وتاريخه الطويل.. ويكفى تأمل هذه القائمة لنعرف أنه لم يكن هناك أى أحد فيها كل مؤهلاته هى ثروته ولا يملك ما يعطيه للأهلى إلا المال.