نشر موقع اليوم السابع مقال للصحفي أكرم القصاص بعنوان ( المحافظ يبان من عنوانه.. النظافة والمخالفات فى القرى والمدن والأحياء ) جاء كالتالي :
بالطبع هى أكبر وأوسع حركة للمحافظين، وليس علينا إلا أن ننتظر لنتابع أداء كل محافظ فى مكانه وقدرته على الإدارة والتعامل مع المشكلات المزمنة والخدمات، ودائماً ما تكون الممارسة قادرة على الفرز، فالكل يطلق تصريحات ويقدم وعودا، ومن يمتلك برنامج هو الذى يستطيع العمل بشكل واضح، وعلينا أن ننتظر لنرى أداء كل محافظ.
هناك محافظون يتعاملون بمسؤولية، وهناك من يظل قابعا فى مكانه منتظرا، أو يكتفى بجولات لزوم التصوير والاستعراض، وإذا كان المثل يقول «الكتاب يبان من عنوانه»، فإن «المحافظ يبان من النظافة والمرور والمخالفات الموجودة فى محافظته، والقدرة على اختراق الملفات المزمنة العالقة، كالمياه والصرف، ولو كان المحافظ يقوم بدوره الحقيقى يمكنه أن يسيطر على أداء المؤسسات التعليمية والمستشفيات والمدارس على الأقل من جانب الخدمة وتسهيل مهامها».
لكن لكى يقوم المحافظ بدوره، عليه أن يختار رؤساء أحياء ومدنا وقرى فاعلين، وألا يستسلم لشلل معروفة فى كل محافظة، ولا يمكن أن يعمل من دون رؤساء مدن وأحياء حقيقيين، أغلب أو كل مشكلات المحافظات والأحياء والمدن والقرى ترجع لغياب وفشل وفساد من يشغلون المناصب القيادية فى رئاستها وأى نجاح هو راجع لهم.
المحافظ لا يطلع على التفاصيل، أغلب المحافظين يعلنون أنهم يخصصون أوقات للقاء المواطنين والنواب، وينتهى الأمر بزيارات وافتتاحات وتصريحات هلامية، وإذا كانت سلطة تعيين رؤساء الأحياء والمدن للمحافظين فإن محاسبة المحافظ تتم على فشل رؤساء الأحياء وعلى المشروعات المعطلة والخدمات الغائبة والسيئة، المرور والإشغالات مخالفات البناء، حيث يتم منح المخالفين رخص للمخالفات ومنع الجاد، ومن لا يدفع لا يمر.
كثير من رؤساء المدن والأحياء، يتجاهلون أزمات المواطنين ومشاكلهم، ويختفون فى مكاتبهم المكيفة، وهؤلاء التنابلة هم السبب الأول والأخير لإفشال أى منظومة للتحديث وثلاثة أرباع الغضب والإحباط لدى المواطنين، وبسبب فشلهم يتم ترحيل المطالب للمحافظ والحكومة.
رؤساء الأحياء والمدن والقرى سبب فوضى الإشغالات وغياب القانون الشوارع تخضع لسطوة الإشغالات تحت سمع وبصر المحليات، التى تبدو كأنها تشجع العدوان وتساعد المعتدين، هذه التفاصيل موجودة ومعروفة للمحافظين وللحكومة، والإهمال مثل الإرهاب، يضيع الكثير من الجهود التى تبذلها الدولة فى البناء والبنية الأساسية والطرق والكبارى والمدن.
هذه هى القواعد الحاكمة لكل المحليات وإذا كنا بانتظار قانون الإدارة المحلية وانتخاب مجالس شعبية محلية يفترض أن يكون هناك رؤساء أحياء فى القاهرة هناك أحياء غارقة فى القمامة والزحام والارتباك والمخالفات وليس لها رؤساء أحياء من أى نوع، نظرة على أحياء عين شمس دار السلام المعادى حدائق المعادى المطرية كلها تعانى من غياب رؤساء أحياء أو مجالس تتابع النظافة والنظام.
نحن نلف وندور ونتجادل وهناك نقطة واضحة تبدأ عندها المشكلات وتنتهى، المحليات، الأحياء والمدن والقرى، يضيعون أى جهد، ويمارسون فسادا معلنا، يتعمدون تعطيل مصالح الناس، وفرض مخالفات على السليم، وترك المخالف.. بسببهم ضاعت الأرض الزراعية أمام زحف العمران العشوائى، ناهيك عن انتشار وفوضى النقل والمرور والتوك توك.
وإذا صلح رؤساء الأحياء والمدن والقرى يمكن للمحافظ أن يقوم بدوره لمتابعة المشروعات المتعطلة والمزمنة، والخدمات، وغير ذلك يظل غارقا فى تفاصيل الزيارات والاستعراضات والتصريحات.
المحافظون الجدد يفترض أن يحصلوا على فرصتهم، وعليهم أن يختاروا رؤساء أحياء ومدنا يعملون ويبعدون عن التنابلة والفاشلين، وساعتها يمكن أن يكونوا إضافة وليس خصما.