أقلام حرة

الكاتب الصحفي دندراوي الهواري يكتب مقال بعنوان ( حقيقة الإخوانى: أعور إذا رأى.. أخرق إذا نصح.. أهوج إذا حكم!! )

نشر موقع اليوم السابع مقال للكاتب الصحفي دندراوي الهواري بعنوان ( حقيقة الإخوانى: أعور إذا رأى.. أخرق إذا نصح.. أهوج إذا حكم!! ) جاء كالتالي :

لم أندهش من تسريبات جماعة الإخوان الهاربين فى تركيا أثناء اجتماعهم الشهير فى أواخر العام الماضى، لمناقشة خطة كيفية مواجهة أيمن نور، رئيس مجلس إدارة قناة الشرق، لسان حال الجماعة الإرهابية، واتهامه بأنه لا يعطى حقوق العاملين فى القناة.

وسر عدم اندهاشى، معرفتى بكل الشخصيات التى تضمنها التسريب، حينذاك، وأن سبب هروبهم ودعمهم للجماعة، المصالح الشخصية فقط!!

وإذا تفحصت ما قاله عبدالرحمن يوسف القرضاوى، أحد أبطال مشهد 28 يناير 2011 فى ذاك الاجتماع، تكتشف حقيقة الإخوان وأدعياء الثورية والمتدثرين بعباءة المعارضة الوطنية، عندما أكد أن شكلهم أصبح سيئا أمام المصريين، وأن البحث عن جمع المغانم هو الهدف الأسمى!!

التسريب كشف الحالة السيئة التى يعيشها الإخوان وحلفاؤهم، ومدى اليأس الذى يسيطر عليهم، مع إدراكهم بحجم الخسائر الفادحة التى تكبدوها نتيجة الهروب والعمل على إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار فى مصر، والتعاون مع كل أعداء القاهرة لتنفيذ مخططات الخيانة والخسة، وهو ما أدركه ويدركه المصريون جيدا، وكانت النتائج وبالا على الجماعة وحلفائها..!!

ولم تكن حالة اليأس والإحباط والتخبط بين صفوف الجماعة، هى المسيطرة فقط، ولكن دب الانقسام الشديد بينهم، ومحاولة التصنيف بين من هو عضو تنظيمى بالجماعة، وبين من هو متعاطف، ومعارض داعم من عينة أيمن نور، من خلال حملة الهجوم الشرس الذى شنه عزام التميمى، مالك قناة الحوار الإخوانية فى لندن وأحد قيادات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، على قيادات الإخوان الذين هاجموا أيمن نور، واصفا أن ما حدث مكيدة ومعيب فى حق أيمن نور، قادها كل من عبدالرحمن يوسف القرضاوى، والدكتور سيف عبدالفتاح، وأن ما فعلوه من بث تسريبات وفيديوهات عما يحدث فى قناة الشرق وأزماتها أسلوب وضيع!!

التميمى واصل هجومه قائلا: «أياً كانت المشاكل، وأياً كانت التظلمات، قلت أو كثرت، لقد ارتكب المجتمعون الذى صوروا وبثوا الحوارين الأول والثانى خطيئة كبرى، ويؤسفنى أنه لم يكن من بين المجتمعين رجل رشيد واحد يقول للقائمين بهذا العمل الصبيانى عيب عليكم، لا يجوز ما تفعلونه».
ولم ينتهِ الخلاف الشديد، والحوار الساخن بين قيادات الإخوان ومؤيديهم عند حد هجوم عزام التميمى، وإنما رد عبدالرحمن يوسف القرضاوى، بعنف شديد على الدكتور عزام التميمى قائلا: «أعور إذا رأى وأخرق إذا نصح، وأهوج إذا حكم، ولأنه يخاف أن يطالبه موظفوه فى قناة الحوار بحقوقهم قرر أن يستقوى على من يطالب بحقوق الشباب البسطاء لا يعرف الرحمة».
إلصاق عبدالرحمن يوسف القرضاوى، الأوصاف السيئة ونعته لأحد أبرز قيادات التنظيم الدولى للإخوان، الدكتور عزام التميمى، يؤكد لنا حقيقة هؤلاء، وأنهم غير جديرين بتبوؤ أى منصب حتى ولو موظف درجة عاشرة فى هيئة الصرف الصحى، وإذا كانت نظرة الإخوان لبعضهم البعض بأنهم  عُميان ولا يتمتعون بالقريحة والحكمة والمهنية، فكيف لهم المطالبة بحكم مصر؟!
أما أيمن نور، فمازل يمارس تلونه السياسى الذى فاق كل ألوان الطيف، والأداء التمثيلى وإجادة تأدية دور المناضل الذى لا يشق له غبار، عكس واقعه السياسى السيئ على الأرض، منذ مستهل حياته عندما عمل صحفيا فى جريدة الوفد فى بداية التسعينيات، حيث لجأ لفبركة الأحداث وتزوير وقائع تعذيب مساجين فى السجون من خلال نشر صور مفبركة، وأحدثت صدى كبيرا، تقدم على أثرها نائب برلمانى حينذاك باستجواب تحت قبة البرلمان، ضد وزير الداخلية الراحل «زكى بدر».
وأثناء مناقشة الاستجواب، فجر وزير الداخلية مفاجأة مدوية، ألجمت الأفواه من شدة وقائعها التى لم تخطر على بال أحد، حيث عرض فى الجلسة شريط فيديو يحمل اعترافات تفصيلية لأيمن نور، يقول فيه: إن الصور التى كان ينشرها فى جريدة الوفد لأشخاص ادعى أنهم تعرضوا للتعذيب، وقام بتصويرهم داخل زنزانات فى السجون ليست حقيقية، وأنه كان يحضر هؤلاء الأشخاص إلى «بدروم» جريدة الوفد الذى يشبه الزنزانة بقضبانها الحديدية، ثم استعان بأحمر شفاه «قلم روج» من الذى تستخدمه السيدات، ليرسم به أشكال التعذيب على ظهور وصدور الأشخاص الذين يستعين بهم، ثم تصويرهم.
واقعة تزوير التعذيب لم تكن الأولى، حيث تم ضبط أيمن نور فى 29 يناير 2005، بتهمة تزوير توكيلات 2000 شخص، لتأسيس حزب الغد، وقضت المحكمة، بسجنه 5 سنوات، ولم يكتفِ أيمن نور بالتزوير، وإنما اختلق عددا من وقائع محاولة اغتياله.
أيمن نور، ومنذ ظهوره على مسرح الأحداث فى العمل العام، والسياسى، والرجل «معيشنا» فى أطول فيلم تجارى هابط، محاولا إقناع الجمهور بأنه المناضل، والمطارد من السلطة فى كل العصور، وللأسف جميع مواقفه، تزوير، وكذب، وخداع، حتى سئم الناس، من فيلمه الهابط، ولم يعد مواطنا واحدا يصدقه نهائيا.
ملحوظة مهمة:
هذا المقال كنت قد كتبته يوم الأحد، 24 ديسمبر 2017 12:00، وأعدت نشره، نظرا لتشابه الأحداث الحالية مع الأحداث السابقة التى مر عليها أكثر من 10 أشهر!!
زر الذهاب إلى الأعلى