هنا القاهرة مرة آخرى ..ومصر وان طال السفر والبعاد..هكذا هو لسان حال الاشقاء الآفارقة الآن وهم يتوافدون الى بطولة الأمم الأفريقية فى دورتها الـ32 التى تنطلق يوم الجمعة القادم فوق ارضية ملعب ستاد ناصر – ستاد القاهرة الدولى حاليا-
البسمة فوق الشفاه والفرحة ترسم ملامح الوجوه ..فمصر هى الأم وهى الحضن الدافئ والأمن للأشقاء الأفارقة وهى الحنين الى ماضى مازالت شعوب القارة السمراء تعيشه وتستعيد بريقه ووهجه وشرارته التى انطلقت من القاهرة لتعلن حق أفريقيا فى الاستقلال والحرية و التحرر والتنمية والعيش الكريم.
هنا عاش زعماء أفريقيا وقادة حركات نضالها وعاش أبناءهم..وحصلوا على الجنسية المصرية ..جاء مانديلا وكينياتا ونكروما وسيكوتورى ليعلنوا وحدة أفريقيا من القاهرة.
وبعد السياسة جاءت الثقافة والبعثات الدينية والتعليمية والرياضة وقررت مصر ان يتوحد شباب القارة فى بطولة تقرب بينهم وتعمق أواصر العلاقات التاريخية بينهم..وأرسلت القاهرة البعثات الرياضية لتدريب فرق القارة.
وكل فريق أفريقى يأتى الى مصر يشعر بأنه فى بلده الثانى لأنه رأها فى شوارع مدينته وقراه قبل أن يأتى اليها..رأى محطات الكهرباء والمدارس والجامعات و مهندسى الرى المصريين وخريجى الأزهر ورأى أيضا أبناء الزوجات المصريات اللائى تزوجن من زعمائهم.
البطولة فى مصر لها مذاق مختلف وطعم آخر ..وتحديدا أيضا هذه المرة ..فقد عادت مصر وبقوة من جديد الى اشقاءها وعادت أفريقيا الى أحضان النيل المصرى بعد سنوات من الجفاء والبعاد غير المبرر..ولم تجد أفريقيا سببا فى فرض العزلة على مصر فقررت رفع العزلة سريعا جدا وسلمت راية القيادة للقاهرة.
القارة السمراء لم تجد من ينقذ بطولتها التاريخية سوى مصر وفى شهور قليلة كان الانجاز والاعجاز والابهار..ولم يجد أشقاءنا كلمات للتعبير عن الانقاذ المصر والاستعداد سريعا لاستضافة البطولة سوى ” أنها مصر..التى تعلمنا وترشدنا وتهدينا”
مرحبا بالاشقاء الأفارقة فى مصر ..فما أحلى الرجوع اليها ..ولتكن البطولة مناسبة فرح وبهجة والتقاء الأحبة..فمهما طال الغياب فلا بد من العودة ورد الجميل. وليرى العالم حضارة أفريقيا وثقافتها من القاهرة.