أخبار العالمأخبار عربية و إقليميةتحقيقات و تقاريرخاص الحدث الآنعاجل

الحدث الآن يقدم تقريرا عن إندلاع مظاهرات في عدد من المدن الإثيوبية

تشهد إثيوبيا حالة من الاضطراب الأمني ، حيث انتشر الجيش بالعاصمة ( أديس أبابا ) ، إثر وقوع احتجاجات بالعاصمة ومنطقة ( أوروميا ) المحيطة بها أمس ، إثر اغتيال المغني الشاب وكاتب الأغاني الشهير ” هاشالو هونديسا ” بالرصاص أول أمس خلال قيادته سيارته بالعاصمة أديس أبابا ، دون تحديد هوية منفذي الحادث ، وأعلنت الشرطة ارتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات إلى (٨١) قتيل على الأقل ، وإصابة العشرات  .

و قد توجه الآلاف من المتظاهرين إلى المستشفى التي نقلت إليه الجثة بأديس أبابا ، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود خارج المستشفى ، وسط أصوات إطلاق النار وإضرام المحتجين النيران في إطارات السيارات ، وقد نقل المحتجون جثمان ” هاشالو ” لاحقاً إلى بلدة ( أمبو ) مسقط رأسه الواقعة على بعد نحو (100) كم غرب أديس أبابا ، حيث تم دفنه هناك .. ويعد ” هاشالو ” مطرب ثوري ينحدر من طائفة ( الأورومو ) – التي ينحدر منها رئيس الوزراء آبي أحمد – ، وكانت أغانيه تدافع عن حقوق عرقية ( الأورومو ) التي يشكـو أبنـاءها من تهميش الحكومة لهم ، وشكلت كلمات أغانيه للشباب تحدياً للقمع وكسر للخوف ، ودافعت عن قضايا الحرية .

في هذا السياق ، أعلن مفوض الشرطة الاتحادية في إثيوبيا ” إنديشو تاسيو ” عن وقوع (3) انفجارات بأديس أبابا بالتزامن مع هذه الاحتجاجات ، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد غير محدد من الأفراد ، قائلاً : ( قُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة ، علاوة على مدنيين أبرياء ) ، وأضاف أنه تم القبض على (35) شخص على خلفية اختطاف جثمان ” هاتشالو ” ، ولم يقدم تفاصيل أخرى عن التفجيرات ، لكنه أوضح أن ضابطاً قُتل أيضاً في العاصمة خلال أزمة مع حراس شخصية إعلامية شهيرة ، مضيفاً أنه تم احتجازه على إثر ذلك .

فيما اتخذت السلطات إجراءات منها ( حجب الإنترنت – إغلاق الطرق الرئيسية ) في إقليم أوروما في محاولة منها للحد من انتشار المظاهرات والسيطرة عليها ، خاصة في مدينة ( أداما ) الواقعة على بعد (90) كم جنوب شرق أديس أبابا ، كما أظهرت صور أخرى المتظاهرين وهم يسقطون ويقطعون رأس تمثال لوالد الإمبراطور السابق ” هيلا سيلاسي ” في مدينة ( أوروميا ) ، كما اقتحمت مجموعة من ناشطي ( الأورومو ) سفارة إثيوبيا في لندن ، وأسقطت العلم الإثيوبي ورفعت راية ( جبهة تحرير أوروميا ) ، وحطمت تمثال الإمبراطور ” هيلاسيلاسي ” الذي كان بحديقة السفارة .. وهو الأمر الذي من شأنه أن يحدث فتنة بين ( الأورومو ) مع عرقية ( الأمهرة ) التي يعود لها التمثال ، مما يؤدي لزيادة الاحتجاجات الإثيوبية ، حيث يعود التمثال إلى والد الإمبراطور الإثيوبي ” هيلا سيلاسي ” ، وهو من صناعة الفنان المنحدر من عرقية الأمهرة الشهير ” أفويرك تكلي ” .
 

و بالتزامن مع هذه الاحتجاجات ، ذكرت محطة تليفزيون شبكة أورومو ( OMN ) المملوكة لرجل الإعلام المعارض المنتمي لقومية الأورومو ” جوهر محمد ” أن الشرطة اعتقلت ” جوهر ” على خلفية المظاهرات بعد أن رفض حراسه الانصياع لأوامر الشرطة ، كما أفادت المحطة كذلك باعتقال السلطات ” بيكيلي جيربا ” الأمين العام لحزب مؤتمر أورومو الاتحادي المعارض ، وأوضحت المحطة أنها اضطرت للبث عبر الأقمار الصناعية من ولاية مينيسوتا الأمريكية بعد أن داهمت الشرطة مقرها واحتجزت موظفيها .. كان ” جوهر ” – الذي تورط أنصاره في اشتباكات عنيفة مع الشرطة أكتوبر الماضي بسبب اعتراضه على سياسيات رئيس الوزراء – ، قد نشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” قبل اعتقاله ، منشور أكد خلاله : ( إنهم لم يقتلوا هاشالو هونديسا فقط .. أطلقوا النار على قلب أمة الأورومو ، مرة أخرى  !!… يمكنك أن تقتلنا جميعنا ، لا يمكنك أبداً إيقافنا ) ، دون أن يوضح الشخص أو الجهة المقصودة بتلك الاتهامات .

من جهته ، نعى رئيس الوزراء ” آبي أحمد ” المطرب ” هاشالو ” ، ووصفه بأنه كان بمثابة الملهم للشباب ، مطالباً شعبه بضبط النفس ، وطالب الشرطة بالإسراع في القبض على الجناة ، ووعد بإجراء تحقيق في ملابسات الحادث ، موضحاً : ( إن ما حدث عمل ارتكبه وأوحى به أعداء محليون وأجانب لزعزعة استقرار إثيوبيا ومنعها من تحقيق أشياء بدأتها ) ، كما وصف ” آبي أحمد ” مقتل المغني المشهور ” هاشالو هونديسا ” بأنه ( عمل شرير ) ، كما أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء أن مقتل ” هاشالو ” تم بتمويل خارجي بهدف تعطيل مشروع سد النهضة .

ويذكر أن قناة الجزيرة عرضت خبراً يتضمن تصريح للمتحدث باسم قبيلة الأورومو يؤكد خلاله أن مصر متورطة في تلك الأحداث التي تشهدها إثيوبيا .

وتأتي وفاة ” هاشالو ” والاحتجاجات التي تلته في وقت تتنامى فيه التوترات السياسية في أعقاب تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس القادم ، بذريعة انتشار وباء كورونا ، وكان ينتظر أن تكون تلك الانتخابات أول اختبار انتخابي لرئيس الوزراء بعد تسلمه مهام منصبه في أبريل 2018 .. كما ذكرت وكالة ( رويترز ) في تقرير لها أن هذه الاحتجاجات تسلط الضوء على الانقسامات المتزايدة في صفوف المؤيدين لرئيس الوزراء ” آبي أحمد ” من طائفـة ( الأورومو ) .

زر الذهاب إلى الأعلى