هل سنسمع فى حياتنا عن اقتحام مبنى البيت الأبيض؟.. هل سيأتى هذا اليوم؟.. لا تستغربوا فلا أحد كان يتصور اقتحام مبنى الكابيتول على يد أنصار «ترامب المعتوه»، وقد تذكرت ما حدث فى مصر من اقتحام مبنى أمن الدولة وحصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى، فهل نحن نعيش زمن المعاتيه؟!
لم يكن أى مواطن أمريكى يتخيل أن يحدث ذلك. إن ما حدث قد يكون مقدمة لاقتحام البيت الأبيض ذات يوم، من أنصار الرئيس المنتخب لإخراج أى مجنون على شاكلة ترامب.. فلا تستبعدوا هذا، فلم يكن أحد يتخيل وصول «قذافى أمريكا» إلى البيت الأبيض، ليطلب من أنصاره الزحف نحو مبنى الكابيتول، ويقول فى بيان رسمى إنه سيلحق بهم، مما أعطاهم الأمان والحماس لإهانة رمز أمريكى كبير، كان محل قداسة، فإذا به يُداس بالأقدام!.
السؤال مرة أخرى: هل سيأتى يوم يزحف فيه أنصار الرئيس المنتخب لإخراج الرئيس الخاسر من البيت الأبيض، عندما لا يعترف بهزيمته؟.. هل يحدث ذلك مع ترامب نفسه؟ أم أن الأمريكان لديهم الوسائل الدستورية لإخراجه بشكل لائق وديمقراطى؟.. المؤكد أن الأمريكان يصرون على الديمقراطية، والرئيس بايدن نفسه كان حريصًا على ذلك.. فلم يستغل الظرف لتحويلها إلى فوضى لإخراج ترامب من البيت الأبيض، ولكن قد تكون هناك إجراءات قانونية لإزاحته وتسليم السلطة لنائبه، وهوأمر محفوف بالمخاطر، فقد لا يخرج ترامب، وتصبح أمريكا أمام مأزق كبير!. وفى الحقيقة فإن ما حدث لم يخطر على بال أى مخرج سينمائى حتى اليوم، ولذلك سرح خيالى إلى ما هو أبعد، وصولًا إلى اقتحام البيت الأبيض، تحت عنوان «البيت الأبيض تحت السلاح الأبيض».. وهو ما قد يثير قريحة مخرجى هوليوود، فتكون هذه الأفكار الخيالية أفكارًا سينمائية يمكن مناقشتها فى السينما!.
فقد تابع الفنانون بطريقتهم ما حدث لمبنى الكابيتول.. وتابع السياسيون دلالات ما حدث على الديمقراطية.. وتابع الأطباء ما جرى لكى يُخضعوا أى رئيس للكشف الطبى النفسى قبل البدنى.. وتابع حكام الشرق الأوسط والصين وروسيا ليحمدوا الله على طريقتهم وأسلوبهم فى الحكم.. إلا أن كل هؤلاء لم يدركوا أن هذه الأحداث لو كانت فى غير أمريكا لكانت هناك بحور من الدم بسبب سقوط مئات القتلى!.
المؤكد أن ترامب لن يمضى دون حساب، ولكنهم ينتظرون عملية انتقال السلطة بشكل سلس ومنظم فى جو احتفالى.. وهناك مؤشرات فى خطاب بايدن تؤكد أنهم لن يتركوه.. ولكن الشىء الذى أحزن بايدن هو أن ترامب اضطر الجيش لإطلاق قنابل مسيلة للدموع على الشعب!.
آخر شىء كان يتصوره الأمريكان أن ينزل الجيش لمواجهة الشعب.. ولذلك وصفوا «ليلة اقتحام الكابيتول» بأنها كانت ليلة حالكة السواد بكل ما فيها من أحداث مؤسفة!.