ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن آلاف من أنصار الرئيس التونسي “قيس سعيد” خرجوا في مظاهرة بالعاصمة اليوم لإبداء دعمهم لقراره بتعليق عمل البرلمان ووعوده بتغيير النظام السياسي التي وصفها معارضوه بالانقلاب، حيث جاءت الدعوة لهذه المظاهرة في وسط تونس رداً على احتجاجات على تصرفات الرئيس “سعيد” شهدها الموقع ذاته في العطلتين الأسبوعيتين السابقتين، ومن المتوقع أن يزيد عدد المشاركين في المظاهرة عن أعداد المشاركين في الاحتجاجات السابقة، مشيرة إلى أن المتظاهرين لوحوا بالأعلام التونسية ورفعوا لافتات تندد بحزب النهضة الإسلامي المعتدل أكبر أحزاب البرلمان والذي كان المعارض الرئيسي للرئيس “سعيد”.
ذكرت الصحيفة أن الرئيس “سعيد” كثيراً ما أشار إلى الدعم الشعبي لتحركاته ضد النخبة السياسية ونظام تقاسم السلطة بين الرئيس والبرلمان الذي يقول إنه أحبط الإرادة الشعبية، مشيرة إلى أن “سعيد” أثار أزمة دستورية في شهر يوليو عندما علق عمل البرلمان المنتخب وعزل رئيس الوزراء وتولى السلطة التنفيذية، كما تجاهل في الشهر الماضي معظم بنود الدستور وبدأ يحكم بمراسيم الأمر الذي ألقى بظلال من الشك على المكاسب الديمقراطية في تونس منذ ثورة 2011 التي أنهت الحكم الشمولي وأطلقت شرارة بالربيع العربي.
ذكرت الصحيفة أن تدخل “سعيد” جاء في أعقاب سنوات من الركود الاقتصادي والشلل السياسي وتفاقم الوضع بفعل إغلاق باهظ الثمن في العام الماضي لاحتواء فيروس كورونا وبطء حملة التطعيم واحتجاجات في الشوارع، مشيرة إلى أن أنصار الرئيس يروا على نطاق واسع أن تدخله كان ضرورياً لتصحيح المسار بعد انحراف التجربة الديمقراطية بفعل أصحاب المصالح.