التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، “أكيم شتاينر”، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وذلك على هامش مشاركته نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في فعاليات القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية “تيكاد 8” المنعقدة بدولة تونس على مدار يومي 27 و 28 أغسطس الجاري.
وفي مستهل اللقاء، أكد رئيس الوزراء أهمية تعزيز التعاون بين مصر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لاسيما بعد موافقة مصر على وثيقة “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمصر 2023-2027”.
وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بتنوع مجالات التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ حيث يقوم البرنامج بتوفير الدعم اللازم للعديد من المشروعات التنموية المختلفة في مصر، مشيراً إلى متابعته للتقدم المحرز لكافة المشروعات التي تتم بالشراكة مع البرنامج.
وأكد مدبولي أن من ضمن البرامج التي يجب التركيز عليها في الفترة المقبلة، التعاون القائم مع وزارة التضامن الاجتماعي في مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة، ومكافحة تهميش وفقر المرأة الريفية، وذلك في إطار ما تتبناه الدولة تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من برنامج طموح لتنمية الأسرة المصرية، بكل ما يتضمنه من حوافز وإجراءات تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.
وأشار رئيس الوزراء إلى ما تنوى الحكومة طرحه من مشروعات قوانين لمكافحة ظواهر زواج القاصرات، والتسرب من التعليم، وعمالة الأطفال.
من جهة أخرى، استعرض رئيس الوزراء مشروعات التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مجالات البيئة وتغير المناخ، ومنها برنامج العمل المشترك مع وزارة الموارد المائية والري في مجال الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية مثل مشروع “تعزيز التكيف مع تغير المناخ” في منطقتي “الساحل الشمالي”، و”دلتا النيل” في مصر لمنع تآكل التربة وحماية الشواطئ.
وقال رئيس الوزراء إن هذه المشروعات لها أهمية خاصة خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار الاستعدادات الجارية من قبل الحكومة المصرية لاستضافة الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 27)، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، مشيراً إلى إطلاق مصر أول استراتيجية وطنية للتغيرات المناخية، وكذا الإعلان عن استراتيجية المساهمات المحدثة والمحددة وطنيا، معرباً عن أمله في أن يتم تحويل الزخم المصاحب لقمة المناخ في شرم الشيخ، إلى تنفيذ ملموس للتعهدات والالتزامات المعلنة من قبل.
وثمّن الدكتور مصطفى مدبولي، في هذا السياق، الدور المهم الذي يلعبه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في توفير التمويل اللازم لدعم رئاسة مصر لمؤتمر COP27.
كذلك، فقد استعرض رئيس الوزراء جوانب وتفاصيل المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتنمية الريف المصري، وما تمثله من جهد تنموي غير مسبوق لتحسين حياة ٦٠ مليون مواطن مصري يعيشون في الريف.
واختتم رئيس الوزراء حديثه، بالإشارة إلى أن العام الماضي شهد إطلاق تقرير التنمية البشرية في مصر ٢٠٢١، بعد ١٠ سنوات من الانقطاع عن إصدار التقرير، وهو ما يعكس حرص الدولة المصرية على جوانب التنمية البشرية المختلفة، وبدعم لا محدود من القيادة السياسية، حيث حرص الرئيس السيسي على المشاركة شخصياً في فعالية إطلاق التقرير.
من جانبه، أعرب مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عن إعجابه بقيام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمشاركة في فعالية إطلاق تقرير التنمية البشرية لمصر ٢٠٢١، وما يمثله ذلك من إشارة قوية على ما تُوليه الدولة من اهتمام بقضايا التنمية البشرية.
كما أشاد “شتاينر” ببرنامج تنمية الأسرة المصرية، وما تنوي الدولة تبنيه من تشريعات وإجراءات تدعم هذا التوجه، مشيرا إلى أن مبادرة “حياة كريمة” هي من المشروعات شديدة الأهمية، ومن الضروري أن تستفيد برامج الأمم المتحدة من آليات تنفيذها، في ضوء نطاقها الواسع وضخامة حجم مشروعات المبادرة.
وعلى صعيد التعاون مع مصر في مجال قضايا المناخ، فقد أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الشراكة القوية مع مصر في تعزيز ودعم قضايا المناخ، وفي مقدمتها موضوعات التمويل؛ حتى يتسنى تحويل التعهدات إلى برامج تنفيذية على الأرض.