دار الإفتاء المصرية

  • دار الإفتاء توضح حكم زرع خصية مأخوذة من شخص لآخر قريب له من الدرجة الأولى

    هل يجوز شرعًا زرع خصية مأخوذة من شخص لآخر قريب له من الدرجة الأولى؟، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء وجاء رد الدار على الموقع الإلكترونى لدار الإفتاء كالآتي:

    لا يجوز شرعًا زرع الخصية من شخصٍ في آخر ولو كان قريبًا من الدرجة الأولى؛ لأنها تستمر في حمل وإفراز الشفرة الوراثية لصاحبها حتى بعد زرعها في غيره، وهذا يُفضِي إلى اختلاط الأنساب.

    دار الإفتاء تجيب عن سؤال حول زرع الخصيةدار الإفتاء تجيب عن سؤال حول زرع الخصية

    وظيفة الخصية عند الرجال والمبيض عند النساء
    وظيفة الخصية عند الرجال احتواء الغدد التناسلية التي بهرموناتها تُنشِئ النُّطَفَ وتُفرِزها، وهذه الهرمونات الذكرية ليست مسؤولة عن جميع الصفات الوراثية لأجهزة الجسم، وإنما هي المسؤولة عن الصفات الثانوية للذكورة، مثل: نمو الشعر على الوجه وتغيير الصوت وبناء العظام وإيجاد الرغبة الجنسية.
    وهذا بخلاف المبيض عند النساء؛ إذ يحتوي على البُيَيضات الكائنة في الأنثى من يوم نشأتها وهي في رحم أمها. والبُيَيضة تحتوي على جميع الصفات الوراثية لأجهزة الجسم وليس مجرد الصفات الثانوية الأنثوية.

    رأى بعض المجامع الفقهية في زرع خصية من شخص في آخر

    قد أخذت بعض المجامع الفقهية بعدم مشروعية نقل الخصية بحكم حملها للنطف وصعوبة تنقيتها منها.
    من ذلك: المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت في ندوتها السادسة الخاصة بزراعة بعض الأعضاء البشرية في ربيع الأول 1410هـ – أكتوبر 1989م، حيث أوصت بالآتي:

    انتهت الندوة إلى أن الخصية والمبيض بحكم أنهما يستمران في حمل وإفراز الشفرة الوراثية للمنقول منه حتى بعد زرعها في مُتَلَقٍّ جديد، فإن زرعها محرمٌ مطلقًا؛ نظرًا لأنه يُفضِي إلى اختلاط الأنساب، وتكون ثمرة الإنجاب غير وليدة من الزوجين الشرعيَّيْن المرتبطيْن بعقد الزواج.

    وجاء في توصيات المجمع الفقهي المنعقد بجدة في شعبان عام ألف وأربعمائة وعشرة فيما يخص زرع الغدد التناسلية: بما أن الخصية والمبيض يستمران في حمل وإفراز الصفات الوراثية -الشفرة الوراثية- للمنقول منه حتى بعد زرعهما في مُتَلَقٍّ جديد؛ فإن زرعهما محرمٌ شرعًا.

    عليه، وحتى يثبت عن طريق المختصين الموثوقين خلاف المعلومات الحيوية السابقة فزرع الخصية من شخص في آخر غيرُ جائزٍ، ولو كان قريبًا من الدرجة الأولى.

  • كذبة أبريل.. دار الإفتاء: المسلم لا يكون كذابًا حتى ولو على سبيل المزاح

    شددت دار الإفتاء أنه ينبغى على المسلم أن لا يكون كذابا حتى ولو على سبيل المزاح، الكذب متفق على حرمته، ولا يرتاب أحدٌ في قُبحه، والأدلة الشرعية على ذلك كثيرة؛ منها ما أخرجه البخاري ومسلم في “صحيحيهما” واللفظ لمسلم، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال «مِن علاماتِ المُنافِق ثلاثةٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخلَفَ، وإذا اؤتُمِنَ خانَ».

    مفهوم المزاح وحكمه

    المزاح: هو الدُّعابة ونقيض الجد؛ فهو كلامٌ يراد به الانبساط مع الغير على جهة التَّلطُّف والاستعطاف دون أن يُفضي إلى إيذاء أحد؛ ينظر: “تاج العروس” للزبيدي (7/ 117، ط. دار الهداية).

    والمزاح من وسائل الترويح عن النفس التي يتناولها النَّاس في حياتهم من أجل تناسي الهموم، وتخفيف الضغوطات اليومية، والتسلية، والـتخلص من الملل، وإدخال السعادة والسرور على الآخرين؛ وذلك بنحو ذكر طُرفة أو نُكْتَة أو نحوها مما يُذهِب الملل عن النفس والأخرين، ويُدخل السرور عليهم؛ والمزاح الذي يخلو من إيذاء الآخرين، ويشتمل على إدخال السرور عليهم من أحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ؛ رَوى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله عزَّ وجلَّ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ».

    ولأن المزاح مما ينشر السرور واللطف ويشيع البهجة في حياة الناس كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمزح مع أهله وأصحابه والأطفال الصغار؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن النَّاسِ خُلُقًا، وكان لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمًا؛ فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَرَآهُ، قَالَ: «أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ. متفق عليه، النُّغَيْرُ بالتصغير: طائر صغير يُشبه العصفور؛ قال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (10/ 584، ط. المكتبة السلفية): [وفيه جوازُ الممازحة، وتكرير المزحِ، وأنَّها إباحة سُنَّةٍ لا رخصةٌ، وأنَّ ممازحة الصّبيّ الذي لم يُميِّز جائزةٌ، وتكرير زيارة الممزوح معه، وفيه ترك التكبر والترفع، والفرق بين كون الكبير في الطريق فيتواقر أو في البيت فيمزح] اهـ.

    حكم الكذب في المزاح

    المزاح المشتمل على الكذب من أجل إضحاك الناس حرام؛ وذلك لأن الأصل في الكذب أنه مذموم ولا يصلح على كل حال في جدٍ ولا هزلٍ.

    روى الترمذي في “سننه” عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا».

    وقد جاء التحذير من الكذب لإضحاك الناس؛ فعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ فَيَكْذِبُ، وَيْلٌ لَهُ! وَيْلٌ لَهُ!» رواه الإمام الترمذي في “سننه”.

    قال الإمام الكرماني في “شرح مصابيح السنة” (5/ 246، ط. إدارة الثقافة الإسلامية): [هذا يدل على أن من يُحدِّث فيَصدُق في المزاح فيضحك منه الحاضرون فلا بأس به] اهـ.

    وقال الإمام الصنعاني في “التنوير شرح الجامع الصغير” (11/ 48، ط. مكتبة دار السلام): [(ويلٌ للذي يحدث) بالحديث (فيكذب ليضحك به القوم)؛ وذلك لأنَّ الكذب محرم، والإضحاك به يزيده تحريمًا؛ لأنَّ الضحك مذموم، ولذا كرر الويل بقوله: (ويل له! ويل له!)] اهـ.

  • دار الإفتاء المصرية: غدا الإثنين أول أيام شهر رمضان لعام 1445هجريا

    استطلعَت دارُ الإفتاءِ المصريةُ هلالَ شهرِ رمضان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس يوم الأحد التاسع والعشرين من شهر شعبان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا، الموافق العاشر من شهر مارس لعام ألفين وأربعة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية.

    وتحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة ثبوتِ رؤية هلالِ شهر رمضان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا.

    وعلى ذلك أعلنت دارُ الإفتاءِ المصريةُ أن يومَ الأحد الموافق العاشر من شهر مارس لعام ألفين واربعة وعشرين ميلاديًّا هو آخر أيام شهر شعبان لعام ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين هجريًّا، وأن يوم الإثنين الموافق الحادى عشر من شهر مارس لعام ألفين واربعة وعشرين ميلاديًّا هو أول أيام شهر رمضان لعام ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين هجريًّا.

    وبهذه المناسبةِ الكريمةِ تقدمت الدار التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، متنمية له دوام الصحة والعافية، كما تقدمت بالتهنئة للشعب المصري الكريم، ولجميع رؤساءِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ وملوكِها وأمرائِها وللمسلمين كافةً في كُلِّ مكان، داعين اللهَ سبحانه وتعالى أن يُعيدَ على مصرَ وعليهم جميعًا أمثالَ هذه الأيامِ المباركةِ باليُمنِ والخيرِ والبركات والأمنِ والسلام، وهو نعمَ المولى ونعمَ النصير.

  • دار الإفتاء تستطلع هلال شهر رمضان لعام 1445 هجريا.. 10 مارس

    تنظم دار الإفتاء المصرية احتفالًا رسميًّا وشعبيًّا كبيرًا مساء يوم الأحد الموافق 10 مارس 2024 م، 29 من شهر شعبان لعام 1445 هـ بقاعة الاحتفالات الكبرى بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان المبارك وإعلان نتائج الرؤية الشرعية، وما توصلت إليه لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة فى محافظات الجمهورية.
    ويحضر الحفل اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، نائبًا عن رئيس الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن شيخ الأزهر، والمستشار عمر مروان، وزير العدل، وأعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، ومفتي الجمهورية السابق والأسبق، ونقيب الأشراف، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، وعدد كبير من القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية وسفراء الدول العربية والإسلامية.
    وأكدت دار الافتاء ضرورة الالتزام بإعلان دار الإفتاء فيما يتعلق بالرؤية الشرعية لأهلَّة الشهور الهجرية وعدم الإعلان قبل التوقيت المحدد؛ تجنبًا لحدوث أي بَلبلة قد تحدث بين الناس جراء ذلك.
    ومع قرب شهر رمضان حددت دار الإفتاء أمورا يفسد معها الصوم وهى على النحو الآتى:

    أكل وشرب الصائم متعمدًا في نهار رمضان

    مَنْ أَكَلَ أو شَرِبَ متعمدًا في نهار رمضان أفطر بإجماع العلماء، وعليه قضاء يوم فقط في بعض المذاهب، وهو المفتى به، وقضاء يوم مع الكفارة في بعض المذاهب، والكفارة صوم ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا إن لم يستطع الصوم، والجميع متفق على أن من أكل أو شرب عامدًا في نهار رمضان مذنب وآثم لانتهاك حرمة الصوم.

    أكل وشرب الصائم ناسيًا في نهار رمضان

    أما من أكل أو شرب ناسيًا فإن صومه يبطل في مذهب الإمام مالك، ويجب عليه إمساكُ بقية يومه وعليه القضاء فقط، أما عند غير مالك فإن الأكل أو الشرب ناسيًا لا يبطل الصوم وليس فيه قضاء وصيامه صحيح، وهو المترجح لنا.

    الجماع عمدًا في نهار رمضان

    ومن مبطلات الصوم: الجماع عمدًا في نهار رمضان، ومن يفعل ذلك فعليه القضاء والكفارة في جميع المذاهب، ولكن هل الكفارة على الزوج والزوجة معًا؟ بعض المذاهب ترى ذلك، وبعضها ترى الكفارة على الزوج، أما الزوجة فعليها القضاء فقط، وإن كان الاثنان شريكين في الإثم والمعصية.

    تعمد القيء في نهار رمضان

    من مبطلات الصوم تعمد القيء، وكل ما يصل إلى الجوف من السوائل أو المواد الصلبة فهو مبطل للصوم وإن اشترط الحنفية والمالكية في المواد الصلبة الاستقرار في الجوف. والكحل إذا وُضِع نهارًا ووُجِد أثرُه أو طعمُه في الحلق أبطل الصوم عند بعض الأئمة، وعند أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما أن الكحل لا يفطر حتى لو وُضِع في نهار رمضان، ويستدلان لمذهبهما بما رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان يكتحل في رمضان، وهو المترجح عندنا.
    الحيض والنفاس أثناء الصيام ومن المبطلات للصوم الحيض والنفاس.
  • دار الإفتاء تنظم احتفالًا رسميًا بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان

    تنظم دار الإفتاء المصرية احتفالًا رسميًّا وشعبيًّا كبيرًا مساء يوم الأحد الموافق 10 مارس 2024 م القادم ، 29 من شهر شعبان لعام 1445 هـ بقاعة الاحتفالات الكبرى بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان المبارك وإعلان نتائج الرؤية الشرعية، وما توصلت إليه لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة في محافظات الجمهورية.
    ويحضر الحفلَ اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، نائبًا عن رئيس الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن شيخ الأزهر، والمستشار عمر مروان، وزير العدل، وأعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، ومفتي الجمهورية السابق والأسبق، ونقيب الأشراف، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، وعدد كبير من القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية وسفراء الدول العربية والإسلامية.
    وأكدت دار الإفتاء ضرورة الالتزام بإعلان دار الإفتاء فيما يتعلق بالرؤية الشرعية لأهلَّة الشهور الهجرية، وعدم الإعلان قبل التوقيت المحدد؛ تجنبًا لحدوث أي بَلبلة قد تحدث بين الناس جراء ذلك.

  • هل تُضاعف السيئات فى شهر رمضان المبارك؟.. دار الإفتاء تجيب

    هل تضاعف السيئات في شهر رمضان؟ فقد دار حوار بيني وبين أحد الأصدقاء حول مدى مضاعفة السيئات في شهر رمضان، كما هو الحال في مضاعفة الحسنات، فما صحة ذلك؟، سؤال أجتبت عنه دار الافتاء وجاء رد الدار كالآتى
    من المقرر شرعًا أنَّ الحسنات تتضاعف لفاعلها، وتزداد المضاعفة ويكثر الأجر في الأمكنة والأزمنة الفاضلة كشهر رمضان، وكذلك السيئة تتضاعف كالحسنة بالأزمنة الفاضلة، إلَّا أنَّ الحسنة تتضاعف كيفًا وكمًّا، بينما السيئة تتضاعف كيفًا لا كمًّا، أي في الكيفية وعِظَمِها دون الكمية والعدد.

    بيان أفضلية بعض المخلوقات على بعضها

    جرت حِكمة الله تعالى وسُنَّته على تفضيل بعض المخلوقات على بعض، ففضَّل سبحانه وتعالى جنسَ الإنسان من بني آدم على سائر مخلوقاته، فجعله مُكَرَّمًا مُصانًا، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70]، ثم اصطفى مِن بين ذرية آدم وبَنيه الأنبياء والرسل، فجعلهم محلَّ وحيه وتجلي رسالته، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 33]، ولم يقتصر ذلك التفضيل على الأشخاص، بل جرى في الأمكنة، ففضَّل الله تعالى مكة المكرمة على غيرها من بقاع الأرض، فجعلها مركز الأرض، وأشرف البقاع وأجلَّها، وفي الأزمنة، كيوم الجمعة والأشهر الحرم وشهر رمضان.

    مدى مضاعفة الحسنات والسيئات في شهر رمضان المبارك

    من المقرر شرعًا أنَّ الحسنات تتضاعف لفاعلها، كما قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245]، وقوله تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام: 160]، وتزداد المضاعفة ويكثر الأجر في الأمكنة والأزمنة الفاضلة كشهر رمضان.
    قال العلامة الرحيباني الحنبلي في “مطالب أولي النهى” (2/ 385، ط. المكتب الإسلامي) [(وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان) فاضل كمكة والمدينة وبيت المقدس وفي المساجد، (وبزمان فاضل) كيوم الجمعة، والأشهر الحرم ورمضان. أما مضاعفة الحسنة، فهذا مما لا خلاف فيه] اهـ.
    كما قرر المحققون من الفقهاء أن السيئة أيضًا تتضاعف بالزمان والمكان الفاضل كالحسنة.
     قال العلامة البهوتي في “شرح منتهى الإرادات” (1/ 488، ط. عالم الكتب): [إنَّ الحسنات والسيئات تتضاعف بالزمان والمكان الفاضل] اهـ.
    وقال العلامة الرحيباني في “مطالب أولي النهى” (2/ 385): [وأما مضاعفة السيئة، فقال بها جماعة تبعًا لابن عباس وابن مسعود، ذكره القاضي وغيره، وابن الجوزي والشيخ تقي الدين] اهـ.
    وذلك لما رُوِيَ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ قالَ: «إِنَّ أُمَّتِي لَنْ تَخْزَى مَا أَقَامُوا صِيَامَ رَمَضَانَ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا خِزْيُهُمْ فِي إِضَاعَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: «انْتِهَاكُ الْمَحَارِمِ فِيهِ، مَنْ عَمِلَ فِيهِ زِنًا أَوْ شَرِبَ خَمْرًا لَعَنَهُ اللَّهُ، وَمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ إِلَى مِثْلِهِ مِنَ الْحَوْلِ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَلَيْسَتْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ، فَاتَّقُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ تُضَاعَفُ فِيهِ مَا لَا تُضَاعَفُ فِيمَا سِوَاهُ، وَكَذَلِكَ السَّيِّئَاتُ» أخرجه الطبراني في “المعجم الأوسط” و”المعجم الصغير”، وابن شاهين في “فضائل رمضان”، والأصبهاني في “الترغيب والترهيب”. إلا أن الحسنة تتزايد كيفًا وكمًّا، بينما السيئة تتزايد كيفًا لا كمًّا، بمعنى أنها تتزايد في كيفيتها فقط، فتكون مغلظة في الأمكنة والأزمنة الفاضلة، فمن يرتكب إثمًا في المسجد الحرام أو في شهر رمضان فذنبه مغلظ.
    وقال العلامة ابن حجر الهيتمي في “إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام” (ص: 52، ط. مكتبة طيبة) -عقب الحديث السابق-: [ينبغي حمل مضاعفة السيئات على مقابلها دون الزيادة على كميتها، لقوله تعالى: ﴿فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾.
    وكذا يقال بمثل ذلك في السيئات في حرم مكة. وقول مجاهد وغيره رحمهم الله تعالى بمضاعفتها فيه، إن أرادوا به ما ذكرته كان قريبًا، أو زيادة كميتها على مائة ألف في مقابلة السيئة الواحدة كالحسنة، كان بعيدًا من ظواهر نصوص الكتاب والسُّنَّة] اهـ.
    وقال الشيخ ابن القيم في “زاد المعاد” (1/ 52، ط. مؤسسة الرسالة) عند كلامه عن “اختياره سبحانه وتعالى من الأماكن والبلاد خيرها وأشرفها”: [ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها سيئة، لكن سيئة كبيرة جزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمَن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات] اهـ.
    وقال الحافظ ابن رجب في “جامع العلوم والحكم” (2/ 316- 317، ط. مؤسسة الرسالة) عند شرحه للحديث السابع والثلاثين: [النوع الثاني: عمل السيِّئات، فتكتب السيِّئةُ بمثلها مِنْ غير مضاعفةٍ، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
    وقوله: “كتبت له سيِّئة واحدة” إشارةٌ إلى أنَّها غيرُ مضاعفة، ما صرَّح به في حديث آخر، لكن السَّيِّئة تعظُمُ أحيانًا بشرف الزَّمان أو المكان، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾] اهـ.
    وقال العلامة الرحيباني في “مطالب أولي النهى” (2/ 386): [وقال بعض المحققين: قول مجاهد وأحمد تبعًا لابن عباس وابن مسعود في تضعيف السيئات: إنما أرادوا مضاعفتها في الكيفية دون الكمية] اهـ.
    وقال أيضًا: [قال المصنف -أي: العلامة مرعي الكرمي المقدسي الحنبلي-: (وقد أوضحته)، أي: هذا المقام (في) كتابي “(تشويق الأنام) في الحج إلى بيت الله الحرام”، وعبارته: تنبيه: اعلم وفقك الله تعالى أنه لا خصوصية لمضاعفة الحسنات هنا، بل والسيئات كذلك، فقد علم من الشريعة الغراء، والملة الزهراء، تضاعف الذنب في شرائف الزمان والأحوال، فكذا في شرائف الأمكنة… فأي مكان أو زمان فيه الشرف أكثر، فالمعصية فيه أفظع وأشنع؛ لأنَّ الشامة السوداء في البياض أظهر، ألَا ترى إلى قولهم: حسنات الأبرار سيئات المقربين] اهـ.
    بناء على ذلك: فإن السيئة تتضاعف كالحسنة بالأزمنة الفاضلة، كشهر رمضان، إلَّا أنَّ الحسنة تتضاعف كيفًا وكمًّا، بينما السيئة تتضاعف كيفًا لا كمًّا، أي في الكيفية وعِظَمِها دون الكمية والعدد.

  • فلكيا يبدأ غدا.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر شعبان بعد صلاة المغرب

    تستطلع دار الإفتاء المصرية اليوم السبت 10 فبراير، الموافق 29 شهر من شهر رجب لعام 1445 هجريًا، هلال شهر شعبان لعام 1445 هجريًا، حيث بدأ العد التنازلى لشهر رمضان المعظم لعام 1445 هجريا، فطبقا للحسابات الفلكية التى أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، يولد هلال شهر شعبان مباشرة بعد حدوث الاقتران فى تمام الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت القاهرة المحلى يوم السبت 29 من رجب 1445 هـ الموافق 2024م/2/10 (يوم الرؤية).
    ويبقى الهلال الجديد لمدة 39 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية) فى مكة المكرمة وفى القاهرة 40 دقيقة، وفى باقى محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد فى سمائها لمدد تتراوح بين (40 – 42 دقيقة). 
    أما فى العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدد تتراوح بين (30 – 50 دقيقة)، وبذلك تكون غرة شهر شعبان 1445 هـ فلكيًا يوم الأحد 2024/2/11م.
    والأشهر الهجرية هى ” 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة”.

  • دار الإفتاء: ليلة الإسراء والمعراج تبدأ من مغرب اليوم ويستحب صيام غد

    قالت دار الإفتاء إن ليلة الإسراء والمعراج تبدأ من مغرب اليوم الأربعاء 26 رجب 1445هـ الموافق 7-2-2024 إلى فجر الخميس 27 رجب 1445هـ الموافق 8-2-2024، كما أوضحت أنه يجوز صوم يوم الإسراء والمعراج احتفاءً بأنَّ اللهَ منَّ على رسولنا صلَّى الله عليه وسلم بتلك المعجزة وبنزول فرض الصلوات الخمس.
    وأضافت دار الإفتاء: “يستحبُّ إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالعبادات والطاعات، ومن أبرزها إطعام الطعام وإخراج الصدقات والسعي على حوائج الناس، والإكثار من الذكر والاستغفار”، وتابعت: لا مانع شرعًا من التطوع بصوم يوم الإسراء والمعراج، لعموم قوله صلَّى الله عليه وسلم: “مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا”، ومن يريد الصيام يكون يوم الخميس القادم. 

    وحددت الدار الآتى:

    1. من أراد قيام ليلة الإسراء والمعراج بشتى أنواع الذكر فهي تبدأ من مغرب الأربعاء 26 رجب 1445هـ الموافق 7-2-2024 إلى فجر الخميس 27 رجب 1445هـ الموافق 8-2-2024.
    2. من أراد صيام النهار فهو يبدأ من فجر الخميس 27 رجب 1445هـ الموافق 8-2-2024 حتى مغرب نفس اليوم.
  • دار الإفتاء تستطلع هلال شهر شعبان السبت.. وفلكياً يبدأ 11 فبراير

    تستطلع دار الافتاء المصرية يوم السبت 10 فبراير القادم، الموافق 29 شهر من شهر رجب لعام 1445 هجريًا،  هلال شهر شعبان لعام 1445 هجريًا، حيث بدأ العد التنازلى لشهر رمضان المعظم لعام 1445 هجريا، فطبقا للحسابات الفلكية التى أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، يولد هلال شهر شعبان مباشرة بعد حدوث الاقتران فى تمام الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت القاهرة المحلى يوم السبت 29 من رجب 1445 هـ الموافق 2024م/2/10 (يوم الرؤية).

    وكان قد قال الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إنه طبقاً للحسابات الفلكية التى يقوم بها معمل أبحاث الشمس بالمعهد فإن غرة شهر شعبان للعام الهجرى الحالى 1445 ستكون يوم الأحد 11 فبراير الجارى وعدته 29 يوما.

    وأشار القاضي – في تصريح له، إلى أن هلال شهر شعبان سوف يولد مباشرة في تمام الساعة الواحدة صباحاً بتوقيت القاهرة المحلي يوم /السبت/ 29 من رجب الحالي الموافق 10 فبراير الحالي (يوم الرؤية).

    وأوضح أن الهلال الجديد سيبقى لمدة 39 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية) في مكة المكرمة وفي القاهرة 40 دقيقة، وفي باقي محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين (40 – 42 دقيقة).

    وأضاف أنه في العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدد تتراوح بين (30 – 50 دقيقة).

  • دار الإفتاء تستطلع هلال شهر شعبان لعام 1445 يوم السبت 10 فبراير

    تستطلع دار الافتاء المصرية يوم السبت 10 فبراير القادم، الموافق 29 شهر من شهر رجب لعام 1445 هجريًا، هلال شهر شعبان لعام 1445 هجريًا، حيث بدأ العد التنازلى لشهر رمضان المعظم لعام 1445 هجريا، فطبقا للحسابات الفلكية التى أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، يولد هلال شهر شعبان مباشرة بعد حدوث الاقتران فى تمام الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت القاهرة المحلى يوم السبت 29 من رجب 1445 هـ الموافق 2024م/2/10 (يوم الرؤية).

    ويبقى الهلال الجديد لمدة 39 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية) فى مكة المكرمة وفى القاهرة 40 دقيقة، وفى باقى محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد فى سمائها لمدد تتراوح بين (40 – 42 دقيقة).

    أما فى العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدد تتراوح بين (30 – 50 دقيقة)، وبذلك تكون غرة شهر شعبان 1445 هـ فلكيًا يوم الأحد 2024/2/11م.

    والأشهر الهجرية هى ” 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة”.

  • دار الإفتاء تعلن السبت 13 يناير أول أيام شهر رجب لعام 1445 هجريا

    استطلعَت دارُ الإفتاءِ المصريةُ هلالَ شهرِ رجب لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر جمادى الآخر لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا، الموافق الحادى عشر من شهر يناير لعام ألفين وأربعة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية.
    وقد تحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة عدم ثبوتُ رؤية هلالِ شهر رجب لعامِ ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا.
    وعلى ذلك أعلنت دارُ الإفتاءِ المصريةُ أن يومَ السبت الموافق الثالث عشر من شهر يناير لعام ألفين وأربعة وعشرين ميلاديًّا هو أول أيام شهر رجب لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا.
    وبهذه المناسبةِ تقدمت بالتهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، متمنية له دوام الصحة والعافية، كما تقدمت بالتهنئة للشعب المصري ، ولجميع رؤساءِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ وملوكِها وأمرائِها وللمسلمين كافةً في كُلِّ مكان، داعية اللهَ سبحانه وتعالى أن يُعيدَ على مصرَ وعليهم جميعًا أمثالَ هذه الأيامِ المباركةِ باليُمنِ والخيرِ والبركات والأمنِ والسلام، وهو نعمَ المولى ونعمَ النصير.
  • الإفتاء توضح المراد بالظن فى قوله “إِنّ بَعضَ الظَّنِّ إِثْمٌ”

    يتساءل بعض المواطنين ما المراد بالظن فى قوله تعالى: ﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾؟ وما معنى كونه إثمًا ؟
    وأوضح الموقع الرسمى لدار الإفتاء أن الشرع الشريف نهى عن الظن السيئ بالناس؛ وهو حمل تصرفاتهم على الوجه السيئ بلا قرينة أو بيِّنَةٍ؛ إذ الأصل فيهم البراءَةُ والسَّلامَة؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].
    قال الإمام ابن كثير في “تفسيره” (7/ 377، ط. دار طيبة للنشر والتوزيع): [﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].
    يَقُولُ تَعَالَى نَاهِيًا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الظَّنِّ، وَهُوَ التُّهْمَةُ وَالتَّخَوُّنُ لِلْأَهْلِ وَالْأَقَارِبِ وَالنَّاسِ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ؛ لِأَنَّ بَعْضَ ذَلِكَ يَكُونُ إِثْمًا مَحْضًا، فَلْيُجْتَنَبْ كَثِيرٌ مِنْهُ احْتِيَاطًا] اهـ.
    ويُوضح الإمام الطاهر بن عاشور جهة وجوب تمحيص الظنون، ويُبيِّن المراد بالظَّنِّ في الآية، ومعنى كونه إثمًا، فيقول في تفسيره “التحرير والتنوير” (26/ 251، ط. الدار التونسية): [وَلَمَّا جَاءَ الْأَمْرُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِاجْتِنَابِ كَثِيرٍ مِنَ الظَّنِّ عَلِمْنَا أَنَّ الظُّنُونَ الْآثِمَةَ غَيْرُ قَلِيلَةٍ، فَوَجَبَ التَّمْحِيصُ وَالْفَحْصُ لِتَمْيِيزِ الظَّنِّ الْبَاطِلِ مِنَ الظَّنِّ الصَّادِقِ.
    وَالْمُرَادُ بِـ”الظَّنِّ” هُنَا: الظَّنُّ الْمُتَعَلِّقُ بِأَحْوَالِ النَّاسِ، وَحُذِفَ الْمُتَعَلِّقُ لِتَذْهَبَ نَفْسُ السَّامِعِ إِلَى كُلِّ ظَنٍّ مُمْكِنٍ هُوَ إِثْمٌ، وَجُمْلَةُ ﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾ يَسْتَوْقِفُ السَّامِعَ لِيَتَطَلَّبَ الْبَيَانَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ بَعْضَ الظَّنِّ جُرْمٌ، وَهَذَا كِنَايَةٌ عَنْ وُجُوبِ التَّأَمُّلِ فِي آثَارِ الظُّنُونِ، لِيَعْرِضُوا مَا تُفْضِي إِلَيْهِ الظُّنُونُ عَلَى مَا يَعْلَمُونَهُ مِنْ أَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ، أَوْ لِيَسْأَلُوا أَهْلَ الْعِلْمِ، عَلَى أَنَّ هَذَا الْبَيَانَ الِاسْتِئْنَافِيَّ يَقْتَصِرُ عَلَى التَّخْوِيفِ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْإِثْمِ، وَلَيْسَ هَذَا الْبَيَانُ تَوْضِيحًا لِأَنْوَاعِ الْكَثِيرِ مِنَ الظَّنِّ الْمَأْمُورِ بِاجْتِنَابِهِ؛ لِأَنَّهَا أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَّهَ عَلَى عَاقِبَتِهَا. وَتَرَكَ التَّفْصِيلَ؛ لِأَنَّ فِي إِبْهَامِهِ بَعْثًا عَلَى مَزِيدِ الِاحْتِيَاطِ.
    وَمَعْنَى كَوْنِهِ إِثْمًا أَنَّهُ: إِمَّا أَنْ يَنْشَأَ عَلَى ذَلِكَ الظَّنِّ عَمَلٌ أَوْ مُجَرَّدُ اعْتِقَادٍ؛ فَإِنْ كَانَ قَدْ يَنْشَأُ عَلَيْهِ عَمَلٌ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ؛ كَالِاغْتِيَابِ وَالتَّجَسُّسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَلْيُقَدِّرِ الظَّانُّ أَنَّ ظَنَّهُ كَاذِبٌ، ثُمَّ لْيَنْظُرْ بَعْدُ فِي عَمَلِهِ الَّذِي بَنَاهُ عَلَيْهِ فَيَجِدُهُ قَدْ عَامَلَ بِهِ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ تِلْكَ الْمُعَامَلَةَ؛ مِنِ اتِّهَامِهِ بِالْبَاطِلِ، فَيَأْثَمُ مِمَّا طَوَى عَلَيْهِ قَلْبَهُ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ] اهـ.
    وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» متفق عليه.
    وفي هذا الحديث تحذيرٌ من سوء الظن بالمسلمين من غير علمٍ ولا تَيَقُّنٍ.
    جاء في “فتح الباري” للحافظ ابن حجر (10/ 481، ط. دار المعرفة-بيروت): [قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ»، قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ الْمُرَادُ تَرْكَ الْعَمَلِ بِالظَّنِّ الَّذِي تُنَاطُ بِهِ الْأَحْكَامُ غَالِبًا، بَلِ الْمُرَادُ تَرْكَ تَحْقِيقِ الظَّنِّ الَّذِي يَضُرُّ بِالْمَظْنُونِ بِهِ، وَكَذَا مَا يَقَعُ فِي الْقَلْبِ بِغَيْرِ دَلِيلٍ؛ وَذَلِكَ أَنَّ أَوَائِلَ الظُّنُونِ إِنَّمَا هِيَ خَوَاطِرُ لَا يُمْكِنُ دَفْعُهَا، وَمَا لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ لَا يُكَلَّفُ بِهِ؛ وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ: «تَجَاوَزَ اللهُ لِلْأُمَّةِ عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا».
    وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ: الْمُرَادُ بِالظَّنِّ هُنَا: التُّهْمَةُ الَّتِي لَا سَبَبَ لَهَا؛ كَمَنْ يَتَّهِمُ رَجُلًا بِالْفَاحِشَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَظْهَرَ عَلَيْهِ مَا يَقْتَضِيهَا، وَلِذَلِكَ عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: «وَلَا تَجَسَّسُوا»؛ وَذَلِكَ أَنَّ الشَّخْصَ يَقَعُ لَهُ خَاطِرُ التُّهْمَةِ فَيُرِيدُ أَنْ يَتَحَقَّقَ فَيَتَجَسَّس وَيَبْحَث وَيَسْتَمِع، فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ، وَهَذَا الْحَدِيثُ يُوَافِقُ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾، فَدَلَّ سِيَاقُ الْآيَةِ عَلَى الْأَمْرِ بِصَوْنِ عِرْضِ الْمُسْلِمِ غَايَةَ الصِّيَانَةِ؛ لِتَقَدُّمِ النَّهْيِ عَنِ الْخَوْضِ فِيهِ بِالظَّنِّ؛ فَإِنْ قَالَ الظَّانُّ: أَبْحَثُ لِأَتَحَقَّقَ. قيل لَهُ: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾. فَإِنْ قَالَ: تَحَقَّقْتُ مِنْ غَيْرِ تَجَسُّسٍ. قِيلَ لَهُ: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عمَّا جاء بالسؤال.
    والله سبحانه وتعالى أعلم.
       
  • العام الجديد.. دار الإفتاء توضح صيغة دعاء أول وآخر أيام السنة

    هناك بعض الأدعية منتشرة بين الناس فى أول العام وفى آخره؛ حيث يسأل المسلم ربه إعانته على العام الجديد، ومغفرتَه للعام الماضى، فما الحكم؟ وهل الدعاء بهذين الدعاءين حرام شرعًا؟، سؤال ورد لدار الافتاء، وجاء رد الدار كالآتى:

    تخصيصُ يوم معيَّن في السَّنَة بدعاءٍ معينٍ من أدعية الصالحين ومُجَرَّبَاتهم أو عبادةٍ معينةٍ أمرٌ جائزٌ شرعًا جرى عليه عمل المسلمين عبر القرون، ونص أهل العلم من مختلف المذاهب على مشروعيته، ما لم يُعتَقَد أنه سنّةٌ نبوية.

    ومن الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة:
    فدعاء أوَّل السنة أن يقول المسلم: “اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك، يا ذا الجلال والإكرام”.

    ودعاء آخر السنة أن يقول في آخر أيامها: “اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم”.

  • دار الإفتاء توضح الحكم الشرعى فى الصلاة بالقفازين “الجوانتى” لشدة البرد؟

    ما حكم الصلاة بالقفازين لشدة البرد؟ فأنا أحيانًا فى فصل الشتاء أرتدى فى يدى القفاز أو ما يعرف بـ”الجوانتي”، ويشق على نزعه بسبب شدة البرد؛ فهل يجوز لى أن أصلى به أو يجب على نزعه؟، سؤال ورد لدار الافتاء، وجاء رد الدار كالآتى: يجوز لك شرعًا أن تصلى حال كونك مرتديًا القفاز (الجوانتي)، ولا يجب عليك نزعُه ما دام يشق عليك ذلك بسبب شدة البرد، ولا حرج عليك حينئذٍ ولا كراهة.

    بيان الأعضاء التى يجب السجود عليها فى الصلاة والمقصود باليدين

    من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أنه يسَّر لهم طريق العبادة، ورفع عنهم كل حرجٍ فيه؛ فما كلفهم إلا بما هو فى طاقتهم ووسعهم؛ قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].

    قال الأمام البغوى فى “معالم التنزيل” (1/ 601، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿يُرِيدُ اللَّهُ أن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ﴾: يُسَهِلَ عليكم أحكام الشرع، وقد سَهَّلَ؛ كما قال جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ﴾ [الأعراف: 157]، وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ»] اهـ.

    ومن المقرر شرعًا أنه ينبغى للمصلِّى عند سجوده أن يباشر الأرض بسبعة أعضاء مخصوصة؛ منها: اليدان؛ فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُمِرْتُ أن أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ-، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ» متفق عليه.

    قال الأمام النووى فى “المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج” (4/ 208، ط. دار إحياء التراث العربي): [هذه الأحاديث فيها فوائد؛ منها: أن أعضاء السجود سبعة، وأنه ينبغى للساجد أن يسجد عليها كلها] اهـ.

    والمقصود باليدين فى الحديث: باطن الكفين؛ لما أخرجه الأمام ابن خزيمة فى “صحيحه” عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: “أُمِرَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أن يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ: عَلَى وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ، وَنُهِى أن يَكُفَّ شَعَرًا أو ثَوْبًا”.

    قال الأمام الرافعى فى “العزيز شرح الوجيز” (1/ 521، ط. دار الكتب العلمية): [والاعتبار فى اليدين بباطن الكف] اهـ.

    وقال العلامة العدوى فى “حاشيته على كفاية الطالب الرباني” (1/ 269، ط. دار الفكر) عقب استدلاله بهذا الحديث: [المراد باليدين: الكفان] اهـ.

    والْكَفُّ: هى الرَّاحَةُ مع الأصابع، وسميت بذلك؛ لأنها تَكُفُّ الأذى عن البدن؛ كما فى “المصباح المنير” للعلامة الفيومى (2/ 535، ط. المكتبة العلمية).

    حكم وجود حائل بين أعضاء السجود والأرض مثل السجاد والحصير

    معنى المباشرة هنا: أن يسجد المصلى على هذه الأعضاء السبعة المخصوصة دون حائلٍ بينها وبين الأرض، ولهذا كانت علة المنع من تغطية اليدين فى الصلاة هى عدم وجود حائلٍ بينها وبين الأرض عند السجود، لا لكون اليدين يجب كشفهما فى الصلاة، ولا يقال أن السجاد أو الحصير المفروش على الأرض أو فى المسجد يُعَدُّ حائلًا، وأنَّ مَثله فى ذلك مَثل القفاز ونحوه، بل هو كالأرض؛ لأنه ملتصق بها، ولهذا يقال للساجد عليه أنه ساجدٌ على الأرض، بخلاف القفازين؛ فإنهما من ثياب المصلى وَيَتَّصِلانِ به لا بالأرض؛ فيتعلق حكمهما بالنسبة للمصلى لا بالنسبة للأرض.

    قال العلامة العدوى فى “حاشيته على كفاية الطالب الرباني” (1/ 269): [استحب المباشرة بالوجه واليدين؛ لأن ذلك من التواضع، ولأجل ذلك كره السجود على ما فيه تَرَفُّهٌ وَتَنَعُّمٌ من صوفٍ وقطنٍ، واغتُفِرَ الحصيرُ؛ لأنه كالأرض] اهـ.

    حكم صلاة من يصلى بالقفازين “الجوانتي” لشدة البرد

    إذا شق على المصلى أن يباشر الأرض بكفَّيه وهما مكشوفتان عند سجوده -كما فى مسألتنا-؛ فله أن يسجد عليهما مع وجود حائلٍ بينهما وبين الأرض؛ كأن يلبس القفاز الساتر لكفَّيه ونحوه، ولا يمنع ذلك من صحة الصلاة؛ قياسًا على ما جاء عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتقى -عند سجوده- حرَّ الأرض وبرودتها بفضول ثوبه، وكذلك ما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يصلون وأيديهم داخل أكمامهم دون أن يخرجوها؛ فعن ابن عباس رضى الله عنهما “أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِى بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا” أخرجه الأمامان: أحمد فى “مسنده”، وابن أبى شيبة فى “مصنفه”.

    وقد بوَّب الأمام البخارى فى “صحيحه” بابًا أسماه: (باب السجود على الثوب فى شدة الحر)، وقال: قال الحسن: “كَانَ الْقَوْمُ يَسْجُدُونَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَالْقُلُنْسُوَةِ، وَيَدَاهُ فِى كُمِّهِ”.

    وأخرج فيه عن أنس بن مالك رضى الله عنه أنه قال: “كُنَّا نُصَلِّى مَعَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَيَضَعُ أَحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فِى مَكَانِ السُّجُودِ”.

    وبوَّب الأمام ابن خزيمة فى “صحيحه” بابًا أسماه: (باب إباحة السجود على الثياب اتقاء الحر والبرد).

    وبوَّب الأمام ابن ماجه فى “سننه” أيضًا بابًا أسماه: (باب السجود على الثياب فى الحر والبرد)، وأخرج فيها عن ثابت بن الصامت رضى الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم “صَلَّى فِى بَنِى عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُتَلَفِّفٌ بِهِ، يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ، يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى”.

    وكذلك بوَّب الأمام الترمذى فى “سننه” أيضًا بابًا أسماه: (باب ما ذكر من الرخصة فى السجود على الثوب فى الحر والبرد).

    وعن إبراهيم النخعى أنه قال: “كَانُوا يُصَلُّونَ فِى مَسَاتِقِهِمْ وَبَرَانِسِهِمْ وَطَيَالِسِهِمْ؛ مَا يُخْرِجُونَ أَيْدِيَهُمْ مِنْهَا”، قلنا له: ما الْمِسْتَقَةُ؟ قال: “هِى جُبَّةٌ يَعْمَلُهَا أَهْلُ الشَّامِ، وَلَهَا كُمَّانِ طَوِيلَانِ، وَلَبِنُهَا عَلَى الصَّدْرِ، يَلْبَسُونَهَا، وَيَعْقِدُونَ كُمَّيْهَا إِذَا لَبِسُوهَا” أخرجه الأمامان: عبد الرزاق فى “مصنفه” واللفظ له، والبيهقى فى “السنن الكبرى”.

    و”البرانس”: جمع بُرْنُسُ بِضَم النُّون وكل ثوب رَأسه ملتزق بِهِ فَهُوَ برنس، وقيل: البرنس: قلنسوة طويلة، وكان النساك يلبسونها فى صدر الإسلام، وتبرنس الرجل: لبس البرنس؛ كما فى “العين” للأمام الفراهيدى (7/ 343، ط. دار الهلال)، و”الصحاح” للأمام الجوهرى (3/ 908، ط دار العلم للملايين).

    و”الطيالسة”: جمع طيلسان، وهو كساءٌ غليظ، مهلهل، مربع، أخضر. وقيل: هو من وبر وصوف، وحكى عن الأصمعى أنه قال: الطيلسان ليس بعربى، قال: وأصله فارسى إنما هو تالشان فأعرب؛ كما فى “لسان العرب” للعلامة جمال الدين ابن منظور (6/ 125، ط. دار صادر)، و”تاج العروس” للعلامة المرتضى الزبيدى (4/ 428، ط. دار الهداية).

    فأفاد تقييدُ السجود على الثياب بـ”شدة الحر والبرد” كما وردت بذلك الآثارُ وبوَّب المحدِّثون: أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم والصحابةَ رضوان الله عنهم لم يكونوا يفعلون ذلك إلا عند الحاجة أو الضرورة لذلك، ففائدةُ القيد: تعليلُ إباحة السجود على الثوب وإدخال اليد فى الكم بشدة الحرِّ أو البرد لا الإباحة مطلقًا، وإلا لما كان للتقييد فائدة؛ وقد “تَقَرَّرَ فِى عِلْمِ الْمَعَانِي: أن الْحُكْمَ إِذَا وَرَدَ عَلَى مُقَيَّدٍ؛ كَانَ مَحَطَّ الْفَائِدَةِ الْقُيُودُ؛ ففرق بين قولك: جاءنى زيد، وجاءنى زيدٌ راكبًا، وجاءنى زيدٌ راكبًا أمس؛ فإنَّ المقصود فى الأول: الإخبار بالمجيء فقط، وفى الثاني: إخباره بمجيئه راكبًا، وفى الثالث: بالركوب والْمُضِى كِلَيْهِمَا”؛ كما قال العلامة الكشميرى فى “فيض الباري” (2/ 34، ط. دار الكتب العلمية).

    وأما الآثار المروية على إطلاقها دون تقييدٍ بشدةِ حرٍّ أو بردٍ: فينبغى حملها على الآثار المقيدة بإباحة ذلك عند شدة الحرِّ أو البرد؛ لما تقرر فى قواعد الأصول مِن أنه إذا ورد النص مطلقًا فى موضعٍ، ثم ورد فى موضعٍ آخرَ مقيَّدًا مع اتحاد الحكم والسبب؛ فإنه ينبغى حمل المطلق منهما على المقيَّد؛ كما فى “اللمع فى أصول الفقه” للأمام أبى إسحاق الشيرازى (ص: 43، ط. دار الكتب العلمية)، وقد اتحد الحكمُ فى الآثار الواردة؛ وهو إباحة السجود مع حائلٍ بين اليدين والأرض، واتحد كذلك السببُ؛ وهو شدة الحر أو البرد، ولهذا قيَّد أصحابُ السنن الأبوابَ التى ذكروا فيها تلك الآثارَ بقيد شدة الحر أو البرد، فإن لم يكونوا قد حملوا المطلق على المقيد؛ لما كان للتخصيص بذكر القيد فائدة.

    أقوال الفقهاء فى حكم صلاة من يصلى بالقفازين “الجوانتي” لشدة البرد

    نصَّ جمهور الفقهاء؛ من الحنفية، والمالكية، والشافعية فى الصحيح، والحنابلة، على جواز تغطية اليدين فى الصلاة بإدخالهما فى الكُمِّ أو فاضل الثوب عند الحاجة لذلك اتقاءً للحرِّ أو البرد، ويتخرج على ذلك -بطريق القياس- جواز الصلاة بالقفازين (الجوانتي) عند الحاجة إليهما؛ لاشتراكهما فى علة الحكم.

    قال برهان الدين المرغينانى الحنفى فى “الهداية” (1/ 51، ط. دار إحياء التراث العربي): [قال: (فإن سجد على كور عمامته أو فاضل ثوبه: جاز)؛ لأن النبى عليه الصلاة والسلام كان يسجد على كور عمامته، ويروى أنه عليه الصلاة والسلام “صلَّى فى ثوبٍ واحدٍ يتقى بفضوله حَرَّ الأرض وبَرْدَهَا”] اهـ.

    وقال بدر الدين العينى الحنفى فى “البناية” (2/ 242، ط. دار الكتب العلمية) شارحًا عليه: [م: (أو فاضل ثوبه) ش: أي: أو سجد على فاضل ثوبه من ذيله أو أكمامه (جاز) ش: فعل ذلك فلا يضر صلاته، وقال بالجواز على كور العمامة والقلنسوة والكم والذيل والذؤابة: الحسن، وعبد الله بن يزيد الأنصارى الخطمى، ومسروق، وشريح، والنخعى، والأوزاعى، وسعيد بن المسيب، والزهرى، ومكحول، والأمام مالك، وإسحاق، وأحمد -رَحِمَهُمُ اللهُ- فى أصح الروايتين عنه] اهـ.

    وقال الأمام ابن الحاجب المالكى فى “جامع الأمهات” (ص: 97، ط. المكتبة الشاملة): [لو سجد على كور عمَامَته؛ كالطاقتين أو طرف كُمِّهِ: صَحَّ] اهـ.

    وقال شمس الدين الحطاب المالكى فى “مواهب الجليل” (1/ 547، ط. دار الفكر): [وحكم الثوب جميعه حكم الكم؛ قاله ابن عرفة، وهذا ما لم يكن حر أو برد، فإن كان لأحدهما فلا كراهة، وقاله فى “التوضيح”، وقال الشبيبى -لما عد مكروهات الصلاة-: وإحرامه ويداه فى كمه وسجوده أيضًا فيهما من غير ضرورة انتهى. وفى “مسائل الصلاة” من البرزلي: مسألة مَن صلَّى فى جُبَّةٍ أكمامها طويلةٌ لا يُخرج يديه منها لإحرامٍ ولا ركوعٍ ولا سجودٍ: صلاته صحيحةٌ مع كراهةٍ؛ لأن عدم مباشرته بيديه الأرضَ فيه ضربٌ مِن التكبُّر انتهى. وقال فى (باب صفة أداء الصلاة) مِن “كتاب ابن بشير”: “ويكره ستر اليدين بالكمين فى السجود، إلا أن تدعو إلى ذلك ضرورةٌ مِن حرٍّ أو بردٍ، والله أعلم”] اهـ.

    وقال الأمام الشافعى فى “الأم” (1/ 136-137، ط. دار المعرفة): [وَأُحِبُّ أن يباشر رَاحَتَيْهِ الأرضَ فى البردِ والحرِّ، فإن لم يفعل وسترهما من حرٍّ أو بردٍ وسجد عليهما؛ فلا إعادة عليه ولا سجود سهو] اهـ.

    وقال الأمام النووى الشافعى فى “المجموع” (3/ 429، ط. دار الفكر) فى مسألة كشف اليدين فى الصلاة: [وفى وجوب كشف اليدين قولان: (الصحيح): أنه لا يجب، وهو المنصوص فى عامة كتب الشافعي؛ كما ذكره المصنف] اهـ.

    وقال الأمام ابن قدامة الحنبلى فى “المغني” (1/ 371، ط. مكتبة القاهرة): [(فصل: إذا سجد على كور العمامة أو كمه أو ذيله) فصل: ولا تجب مباشرة المصلى بشيءٍ من هذه الأعضاء. قال القاضي: إذا سجد على كور العمامة، أو كمه، أو ذيله، فالصلاة صحيحةٌ روايةً واحدة. وهذا مذهب مالك وأبى حنيفة. وممن رخص فى السجود على الثوب فى الحر والبرد: عطاء، وطاوس، والنخعى، والشعبى، والأوزاعى، ومالك، وإسحاق، وأصحاب الرأي] اهـ.

    وقال علاء الدين المرداوى الحنبلى فى “الإنصاف” (2/ 67-69، ط. دار إحياء التراث): [قوله: (ولا يجب عليه مباشرة المصلَّى بشيءٍ منها إلا الجبهة، على إحدى الروايتين) وأطلقهما فى “الهداية”، و”المذهب”، و”مسبوك الذهب”، و”المستوعب”، و”الخلاصة”، و”الكافي”، و”الحاوي”؛ إحداهما: لا تجب المباشرة بها، يعنى أنها ليست بركن، وهذا المذهب، وعليه جمهور الأصحاب؛ منهم أبو بكر، والقاضى، قال فى “الفروع”: هذا ظاهر المذهب، وصححه الشارح، والمجد فى “شرحه”، وصاحب “مجمع البحرين”، و”التصحيح” وغيرهم، واختاره ابن عبدوس فى “تذكرته”، وجزم به فى “الوجيز”، و”الإفادات”، و”المنور”، و”المنتخب”، وقدمه فى “الفروع”، و”المحرر”، و”المغني”، و”الرعايتين”، و”الفائق”.. تنبيه: صرح المصنف أنه لا يجب عليه مباشرة المصلى بغير الجبهة، وهو صحيح، أما بالقدمين والركبتين: فلا يجب المباشرة بها إجماعًا، قاله المجد فى “شرحه”، بل يكره كشف ركبتيه على الصحيح من المذهب، وعنه: لا يكره، وأما باليدين: فالصحيح عن المذهب كما قال المصنف، وعليه الأصحاب وقطع به أكثرهم، وعنه: يجب، قال القاضى فى موضعٍ مِن كلامه: اليد كالجبهة فى اعتبار المباشرة، ونقل صالح: لا يسجد ويداه فى ثوبه إلا من عذر، وقال ابن عقيل: لا يسجد على ذيله أو كمه، قال: ويحتمل أن يكون مثل كور العمامة، وقال صاحب “الروضة”: إذا سجد ويده فى كمه من غير عذر: كُرِهَ، وفى الإجزاء روايتان: فعلى المذهب: يكره سترهما، وعنه: لا يكره.

    تنبيه: محل الخلاف فيما تقدم إذا لم يكن عذر فإن كان ثَمَّ عذر من حر أو برد ونحوه، أو سجد على ما ليس بحائل له، فلا كراهة، وصلاته صحيحة رواية واحدة] اهـ.

    الخلاصة

    بناءً على ذلك وفى واقعة السؤال: فإنه يجوز لك شرعًا أن تصلى حال كونك مرتديًا القفاز (الجوانتي)، ولا يجب عليك نزعُه ما دام يشق عليك ذلك بسبب شدة البرد، ولا حرج عليك حينئذٍ ولا كراهة.

  • دار الإفتاء تعلن الإثنين أول أيام شهر ربيع الآخر لعام 1445هـ

    استطلعَت دارُ الإفتاءِ المصريةُ هلالَ شهرِ ربيع الآخر لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس يوم السبت التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا، الموافق الرابع عشر من شهر أكتوبر لعام ألفين وثلاثة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية.

    وقد تحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة عدم ثبوتُ رؤية هلالِ شهر ربيع الآخر لعامِ ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا.

    وعلى ذلك تُعلن دارُ الإفتاءِ المصريةُ أن يومَ الاثنين الموافق السادس عشر من شهر أكتوبر لعام ألفين وثلاثة وعشرين ميلاديًّا هو أول أيام شهر ربيع الآخر لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا.

    وبهذه المناسبةِ تقدمت بالتهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، متنمية له دوام الصحة والعافية، كما تقدمت بالتهنئة للشعب المصري، ولجميع رؤساءِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ وملوكِها وأمرائِها وللمسلمين كافةً في كُلِّ مكان، داعية اللهَ سبحانه وتعالى أن يُعيدَ على مصرَ وعليهم جميعًا أمثالَ هذه الأيامِ المباركةِ باليُمنِ والخيرِ والبركات والأمنِ والسلام، وهو نعمَ المولى ونعمَ النصير.

  • دار الإفتاء توضح حكم إخراج زكاة الذهب

    وجه أحد المواطنين تساؤلا إلى الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، عند إخراج زكاة الذهب هل يتم تقويمه بحسب سعر البيع أم بحسب سعر الشراء؟

    وجاء الجواب من دار الإفتاء: “إذا بلغ الذهبُ المدخرُ النصابَ الشرعي، وهو 85 جرامًا من الذهب عيار 21 أو ما يعادل ذلك من الأعيرة الأخرى، وكان فائضًا عن الحاجة الأصلية للمزكي، ومرَّ عليه عام هجري كامل، فقد وجبت فيه الزكاة بمقدار 2.5%، ويتم حساب ذلك بناءً على سعره المعلَن من غير مصنعية يوم إخراج الزكاة إلى مستحقيها، ويُستثنى من ذلك: ما تملكه المرأة لزينتها”.

    وكانت دار الإفتاء أوضحت أن أوجب الزكاة في الذهب بشروط مخصوصة، وقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ”.

    وروى ابن ماجة عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأخذ من كل عشرين دينارًا فصاعدًا نصف دينار، ومن الأربعين دينارًا، دينارًا.

    فإذا ثبت ذلك فإنه لا يتعدى لسواه من المعادن المغايرة له فى الحقيقة -ومنها البلاتين- لأنه لم يرد فيه شيء، والأصل أنه لا زكاة إلا فيما ثبت الشرع فيه.

    وأما إذا كان المراد بالذهب الأبيض الذهب المكون من خليط الذهب الأصفر مع البلاديوم أو النحاس أو غيره من المعادن، أو المطليّ بواحد منها، فإن هذا يعبر عنه الفقهاء بالذهب المغشوش، والذهب المغشوش لا زكاة فيه إلا أن يبلغ الخالص منه بعد التصفية نصابًا بنفسه، وهذا هو ما ذهب إليه فقهاء الشافعية والحنابلة.

    وبناءً على ما سبق: فإذا كان المقصود بالذهب الأبيض البلاتين فلا زكاة فيه، أما إن كان المقصود هو ما كان مطليًّا أو مخلوطًا من الذهب الأصفر بالبلاديوم أو النحاس أو غيره من المعادن فلا زكاة فيه كذلك إلا أن يبلغ الخالص منه بعد التصفية نصابًا، وإلا لم تجب، أما إن كان هذا الذهب مُتخذًا للزينة المباحة فلا زكاة فيه وإن بلغ الخالصُ منه نصابًا.

  • هل صوت المرأة عورة؟.. دار الإفتاء تجيب

    ورد سؤال لدار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، جاء مضمونه: “ما حكم سماع الرجل لصوت المرأة ؟ وهل صحيح ما يُقال من أن ذلك حرامٌ بدعوى أن صوتها عورةٌ؟”.

    وجاء رد دار الإفتاء كالتالى:

    “الصحيح وهو ما دلَّ عليه الدليل أن صوت المرأة بمجرده ليس بعورة؛ فيجوز للرجال شرعًا سماع صوت المرأة والإصغاء إليه عند أمن الفتنة، وعدم الخوف من الوقوع في مُحرّم، ولا يُعدُّ ذلك حرامًا”.
    وتابعت: صوتُ المرأة بمجرده ليس بعورة على الصحيح، وقد دلَّ على هذا عدد من النصوص الشرعية؛ فروى البخاري ومسلم -واللفظ له- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِن الِاسْتِغْفَارِ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ»، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: «أَمَّا نُقْصَانِ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ. وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ مَا تُصَلِّي، وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ، فَهَذَا نُقْصَانِ الدِّينِ»، ووجه الدلالة من هذا الحديث ونظائره: أن صوت المرأة لو كان عورة ما سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما أقرَّ أصحابَه على سماعه؛ وقد نص على هذا كثير من العلماء والفقهاء؛ فقال الإمام ولي الدين أبو زُرعة بن العراقي في “طرح التثريب” (6/ 57، ط. دار إحياء الكتب العربية): [صوت المرأة ليس بعورة؛ إذ لو كان عورة ما سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأقر أصحابه على سماعه، وهذا هو الأصح عند أصحابنا الشافعية] اهـ.
    وأما المنعُ من الإصغاء والاستماع إلى صوت المرأة فمَحَلُّه عند خوف الافتتان؛ بمعنى قيام الدَّاعي إلى الوقوع في مُحَرَّمٍ؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في “أسنى المطالب” (3/ 110، ط. دار الكتاب الإسلامي): [أما النظر والإصغاء لما ذكِر عند خوف الفتنة؛ أي: الداعي إلى جماع أو خلوة أو نحوهما، فحرام، وإن لم يكن عورة؛ للإجماع.. قال الزركشي: ويلتحق بالإصغاء لصوتها عند خوف الفتنة التلذذ به، وإن لم يَخَفْها -أي الفتنة-] اهـ.
    قال الإمام ولي الدين أبو زُرعة بن العراقي في “طرح التثريب” (6/ 579): [لكن قالوا: يحرم الإصغاء إليه عند خوف الفتنة. ولا شك أن الفتنة في حقه صلى الله عليه وآله وسلم مأمونة، ولو خشي أصحابه رضي الله عنهم فتنة ما سمعوا] اهـ.
    وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري من الشافعية في “أسنى المطالب” (3/ 110): [(الإصغاء) من الرجل (لصوتها -أي المرأة-)؛ جائز عند أمن الفتنة] اهـ.
    فما دام صوت المرأة خاليًا من الفتنة فيجوز للرجال سماعه شرعًا؛ لأن صوتها في ذاته ليس بعورة كما تقرر.
  • ما حكم أداء المرأة للعمرة أثناء فترة حملها؟.. الإفتاء تجيب

    يتساءل عدد من المواطنين عن حكم قيام المرأة الحامل بعمل عمرة، حيث أرسلت سائلة لموقع دار الإفتاء المصرية: أرغب فى الذهاب للعمرة لكننى حامل؛ فهل يجوز لى الاعتمار أو أنَّ الحمل يمنعنى من ذلك؟

    وجاء الجواب من دار الإفتاء أن أداء العمرة للمرأة الحامل متوقف على مدى قدرتها واستطاعتها فى القيام بهذه الشعيرة، فإن علمتْ مِن نفسها أنها قادرة على القيام بها دون أن يلحقها أو جنينها أى ضرر، كان لها ذلك، وإن علمتْ مِن نفسها احتمال تضررها أو جنينها بمشقة السفر والمناسك، كان الأولى في حقها عدم أداء العمرة حتى تضع حملها وتستعيد صحتها ويزول احتمال تضررها.

    وأوضحت الدار أنه يؤيد كلُّ هذا رأى الطبيب المختص، لا سيما وأن الأمر هنا لا يتعلق بها وحدها، وإنما يتعلق أيضًا بالجنين الذى تحمله فى بطنها.

  • رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1445 يوم الإثنين

    تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر المحرم لعام 1445 هجرياً بعد غروب شمس يوم الإثنين الموافق 17 يوليو، الموافق 29 من شهر ذي الحجة لعام 1444 هجرياً، حيث من المتوقع بحسب الحسابات الفلكية أن تكون رأس السنة الهجرية يوم الاربعاء 19 يوليو، ووفقا لقرار مجلس الوزراء بأن العطلة الرسمية لمناسبة دينية أو وطنية تتزامن مع يوم معين من الأسبوع تنتقل إلى الخميس المقبل، لذلك من المقرر نقل عطلة رأس السنة الهجرية من يوم الاربعاء يوليو إلى الخميس 20 يوليو 2023.

    وأكدت دار الإفتاء، أن التهنئة بمناسبة رأس السنة الهجرية جائزة شرعًا ولا بدعة فيها، وأكدت الدار أيضا أنه يجوز التطوع بصيام أول يوم من أيام شهر الله المحرم الذي هو أول شهر من شهور السنة الهجرية، ويستحب الإكثار في هذا الشهر من الصوم؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ» رواه مسلم.

    وأوضحت، وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن جُعِل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة؛ يقول الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (7/ 268، ط. دار المعرفة): [وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ -أي التأريخ بالهجرة- مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ؛ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ وَهِيَ مُقَدِّمَةُ الْهِجْرَةِ، فَكَانَ أَوَّلُ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً. وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الِابْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ] اهـ.

  • الإفتاء توضح حكم صيام يوم عرفة وحكم الصيام للحاج؟

    أكدت دار الإفتاء أن صوم يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة لغير الحاج سنَّة مؤكدة؛ حيث صامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحثَّ عليه، وقد اتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم.

    وهو من أفضل الأيام؛ لحديث مسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ».

    وأما بالنسبة للحاج فقد ذهب جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة- إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج ولو كان قويًّا، وصومه مكروه له عند المالكية والحنابلة وخلاف الأَولى عند الشافعية؛ لما روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ. أخرجه البخاري.

    وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ. أخرجه الترمذي.

    والحكمة في كراهة صوم يوم عرفة للحاج، قيل: لأنه يضعفه عن الوقوف والدعاء، فكان تركه أفضل، وقيل: لأنهم أضياف الله وزواره.

    وقال الشافعية: ويسن فطره للمسافر والمريض مطلقًا، وقالوا: يسن صومه لحاج لم يصل عرفة إلا ليلًا؛ لفقد العلة.

    وذهب الحنفية إلى استحبابه للحاج -أيضًا- إذا لم يُضعِفه عن الوقوف بعرفات ولم يخلَّ بالدعوات، فلو أضعفه كُره له الصوم.

  • دار الإفتاء توضح حكم صيام العشر الأوائل من شهر ذى الحجة

    أكدت دار الافتاء أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ ففي “سنن أبي داود” وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول إثنين من الشهر والخميس”.

    وعن حفصة رضي الله عنها قالت: “أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة” رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.

    وأما ما أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط”، فقد قال الإمام النووي في “شرحه على مسلم” (8/ 71-72): [قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله، وثبت في “صحيح البخاري” أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِن أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنهُ فِي هَذِهِ» يعني العشر الأوائل من ذي الحجة فيتأول قولها “لم يصم العشر” أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر الإثنين من الشهر والخميس” ورواه أبو داود وهذا لفظه، وأحمد والنسائي وفي روايتهما: «وخميسَين»] اهـ.

  • دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذى الحجة يوم الأحد 18 يونيو

    تستطلع دار الإفتاء موعد بداية شهر ذي الحجة ووقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك يوم الأحد 29 ذي القعدة الموافق 18 يونيو بعد صلاة المغرب.

    وكان قد صرح الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ورئيس الرابطة العربية للفلك وعلوم الفضاء بأنه طبقا للحسابات الفلكية التى يقوم بها معمل أبحاث الشمس بالمعهد فإن هلال شهر ذو الحجـة سوف يولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة السادسة والدقيقة 38 فجراً بتوقيت القاهرة المحلى يوم الأحد 29 من ذى القعدة 1444هــ الموافق 18/6/2023م.

    وأشار بيان لمعهد الفلك، إلى أن الهلال الجديد يبقى في سماء مكة المكرمة لمدة 29 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 36 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية)، وفي محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين (31 – 37 دقيقة). أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدد تتراوح بين (7 – 44 دقيقة).

    وتابع البيان: وتكون غرة شهر ذو الحجـة 1444هـ فلكياً يوم الإثنين 19/6/2023م، وتكون وقفة عرفات لعام 1444هـ فلكياً يوم الثلاثاء 27/6/2023م، ويكون عيد الأضحى المبارك لعام 1444هـ فلكياً يوم الأربعاء 28/6/2023م.

  • دار الإفتاء تعلن الأحد أول أيام شهر ذى القعدة لعام 1444 هجريا

    أعلنت دار الإفتاء، نتيجة استطلاع هلال شهر ذي القعدة لعام 1444 هجريا، وأشارت نتيجة الاستطلاع، إلى أنه بعد غد الأحد أول أيام الشهر.

    يولد هلال شهر ذو القعدة مباشرة بعد حدوث الاقتران فى تمام الساعة الخامسة والدقيقة 54 مساءً بتوقيت القاهرة المحلى اليوم الجمعة 29 من شوال 1444 هجريا الموافق 2023/5/19 (يوم الرؤية)، ويلاحظ أن الهلال الجديد لن يكون قد ولد بعد فى بعض البلدان العربية والإسلامية عند غروب شمس يوم الرؤية.

    ويغرب القمر فى طور الهلال (القديم قبل غروب شمس ذلك اليوم ) يوم الرؤية فى مكة المكرمة بـ 3 دقائق بينما فى القاهرة يمكث الهلال الجديد دقيقة واحدة بعد غروب الشمس، وفى محافظات جمهورية مصر العربية يغرب مع غروب الشمس فى قنا والخارجة وسوهاج والطور وسانت كاترين وطابا، ويغرب قبلها فى حلايب وتوشكا وأسوان بمدد تتراوح بين (1 – 2 دقيقة)، ويغرب بعد غروب الشمس فى السلوم والإسكندرية وبورسعيد وطنطا والفيوم وأسيوط بمدد تتراوح بين 1 – 3) دقيقة).

    أما فى أغلب العواصم والمدن العربية والإسلامية فإن القمر يغرب قبل غروب شمس ذلك اليوم ( يوم الرؤية) بمدد تتراوح بين (1 – 18 دقيقة)، بينما يبقى بعد غروب الشمس فى بعضها بمدد تتراوح بين (1 – 9 دقيقة)، وفى بغداد يغرب الهلال الجديد مع غروب الشمس، ووفقا للحسابات الفلكية يكون يوم السبت 2023/5/20 م هو المتمم لشهر شوال 1444 هجريا، وتكون غرة شهر ذو القعدة 1444 هجريا فلكيًا يوم الأحد 21 مايو 2023.

    ونظام التقويم الهجرى يعتمد على الشهر القمرى الذى يتمثل بالمدة الزمنية التى يستغرقها القمر فى دورة كاملة حول الأرض والأشهر الهجرية هى ” 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6 جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة”.

    والتقويم الهجرى أو القمرى أو الإسلامى هو تقويم يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وتتخذه بعض البلدان العربية مثل السعودية كتقويم رسمى للدولة، وأنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة فى 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجرى.

  • الإفتاء لـ”قناة الناس”: من يفتى بدون علم له يفترى على الله

    قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى حذرنا من الإفتاء بدون علم وقول حلال وحرام، ومن يفعل هذا له جزاء كبير عند الله سبحانه وتعالى، لانه يفترى على الله الكذب: “ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم”.

    وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج “فتاوى الناس”، المذاع على فضائية “الناس”، اليوم الاثنين: “اسهل حاجة إنك تقول ده حلال وده حرام، وتشدد بدون علم، وتفترى على الله لكن ده جزائه كبير فى الآخرة والدنيا، والنبى صلى الله عليه وسلم أبلغنا فى حديثه الشريف (أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار)”.

    وحذر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من الفتوى بدون علم، قائلا: “هذا أمر العلماء هم المجتهدين فيه، لا أحد يقوم بهذا إلا المجتهدين من المتخصصين فى العلم والدين”.

    وكانت انطلقت قناة “الناس” في شكلها الجديد، باستعراض مجموعة برامجها وخريطة الجديدة التي تبث على شاشتها خلال 2023.
    وتبث قناة “الناس” عبر تردد 12054 رأسى عدة برامج للمرأة والطفل وبرامج دينية وشبابية وثقافية وتغطي كافة مجالات الحياة.

  • العيد فى ليبيا .. “الأوقاف” و”الإفتاء” ينقسمان حول موعد عيد الفطر المبارك

    تأثرت المؤسسات الدينية فى ليبيا بحالة الانقسام التي تعاني منها البلاد خلال الفترة الأخيرة، وهو ما تسبب في حالة استقطاب في كافة المؤسسات، وهو ما انعكس بشكل سلبي على عمل المؤسسات، ولعل أبرزها دار الإفتاء الليبية، فقد أعلنت اللجنة العليا للإفتاء التابعة للهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، مساء اليوم الخميس، أن يوم غد الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

    وأكدت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في بيان أن “لجنة تقصي الأهلة التابعة للجنة العليا للإفتاء أفادت أنه قد تمت رؤية الهلال هذه الليلة، وعليه فإن غداً الجمعة هو يوم عيد الفطر أول أيام شهر شوال لهذا العام أربع وأربعين وأربعمائة وألف هجرى”.

    وهنأت اللجنة العليا للإفتاء بالهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية الليبيين جميعا بالعيد، متمنية أن يعم الأمن والرخاء ليبيا.

    في ذات السياق، أعلنت دار الإفتاء الليبية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية السبت القادم أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك دون توضيح الشواهد التي استندت عليها دار الإفتاء للإعلان عن هلال شهر شوال.

  • دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر شوال وتحدد أول أيام عيد الفطر

    تستطلع دار الإفتاء، برئاسة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، هلال شهر شوال لعام 1444هجريا، لتحديد أول أيام عيد الفطر المبارك، مساء اليوم الخميس الموافق 20 أبريل، وإعلان نتيجة الرؤية من خلال الصفحة الرسمية للدار على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعد المغرب بنصف ساعة تقريبًا.

     وأكدت دار الإفتاء المصرية، أنها المنوطة بإعلان نتيجة رؤية الهلال، محذرة عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك لا تلتفتوا إلى الأخبار التى تُنْشَر قبل موعد الرؤية، ودائمًا استقوا المعلومات من مصادرها.. دار الإفتاء المصرية هى مصدر إعلان رؤية الهلال.

     وكان قد أكد الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، أنه طبقا للحسابات الفلكية، فهلال شهر شوال سيولد الخميس وسيستمر فى الأفق فترات زمينة ليست بالقليلة.

     وتابع رئيس المعهد فى تصريحات له: من ليس لديه إمكانيات للرؤية، ففضلا يمتنع عن إحداث بلبلة لدى المجتمع العربى، وتأكيدا على دقة الحسابات، ونفيا لما يدور من تخبط على بعض المواقع الإعلامية التى تستقى الغريب من الأخبار، فكسوف الشمس المنتظر حدوثه يوم الخميس 29 رمضان، 20 أبريل، دليل واضح على ميلاد هلال شهر شوال، فدوما الكسوف يحدث مع ميلاد الهلال الجديد.

     واستطرد رئيس معهد الفلك: وللعلم هذا الكسوف لن يرى فى المنطقة العربية ولا الشرق الأوسط.

     ويولد هلال شهر شوال مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة السادسة والدقيقة 14 صباحاً بتوقيت القاهرة المحلي يوم الخميس 29 من رمضان 1444 هـ الموافق 2023/4/20 (يوم لرؤية).

     ويبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 23 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 27 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية)، وفي محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين (24 – 29 دقيقة).

     أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدد تتراوح بين (10 – 35 دقيقة)، وبذلك تكون غرة شهر شوال 1444 هـ فلكياً يوم الجمعة 2023/4/21 (عيد الفطر المبارك) وصلاته الساعة الخامسة وسبع وأربعون دقيقة صباحا بمدينة القاهرة .

     ونظام التقويم الهجرى يعتمد على الشهر القمرى الذى يتمثل بالمدة الزمنية التى يستغرقها القمر فى دورة كاملة حول الأرض والأشهر الهجرية هى ” 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة”.

  • دار الإفتاء تستطلع هلال شوال غدًا الخميس والجمعة أول أيامه فلكيًا

    تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال أول شوال غدا الخميس، لعام 1444هجريا، وتحديد أول أيام عيد الفطر المبارك، حيث تعلن ذلك من خلال الصفحة الرسمية للدار على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعد المغرب بنصف ساعة تقريبًا.

     

    وأكدت دار الإفتاء المصرية، أنها المنوطة بإعلان نتيجة رؤية الهلال، محذرة عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك لا تلتفتوا إلى الأخبار التى تُنْشَر قبل موعد الرؤية، ودائمًا استقوا المعلومات من مصادرها.. دار الإفتاء المصرية هى مصدر إعلان رؤية الهلال.

     

    وكان الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، أكد أنه طبقا للحسابات الفلكية، فهلال شهر شوال سيولد الخميس وسيستمر فى الأفق فترات زمينة ليست بالقليلة.

     

    وتابع رئيس المعهد فى تصريحات له: من ليس لديه إمكانيات للرؤية، ففضلا يمتنع عن إحداث بلبلة لدى المجتمع العربى، وتأكيدا على دقة الحسابات، ونفيا لما يدور من تخبط على بعض المواقع الإعلامية التى تستقى الغريب من الأخبار، فكسوف الشمس المنتظر حدوثه يوم الخميس 29 رمضان، 20 أبريل، دليل واضح على ميلاد هلال شهر شوال، فدوما الكسوف يحدث مع ميلاد الهلال الجديد.

     

    واستطرد رئيس معهد الفلك: وللعلم هذا الكسوف لن يرى فى المنطقة العربية ولا الشرق الأوسط.

     

    ويولد هلال شهر شوال مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة السادسة والدقيقة 14 صباحاً بتوقيت القاهرة المحلي يوم الخميس 29 من رمضان 1444 هـ الموافق 2023/4/20 (يوم لرؤية).

     

    ويبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 23 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 27 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية)، وفي محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين (24 – 29 دقيقة).

     

    أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدد تتراوح بين (10 – 35 دقيقة)، وبذلك تكون غرة شهر شوال 1444 هـ فلكياً يوم الجمعة 2023/4/21 (عيد الفطر المبارك) وصلاته الساعة الخامسة وسبع وأربعون دقيقة صباحا بمدينة القاهرة .

     

    ونظام التقويم الهجرى يعتمد على الشهر القمرى الذى يتمثل بالمدة الزمنية التى يستغرقها القمر فى دورة كاملة حول الأرض والأشهر الهجرية هى ” 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة”.

  • دار الإفتاء: يجوز لمن وجب عليه الفدية أن يخرجها كلَّ يومٍ بيومه

    قالت دار الإفتاء إنه يجوز لمن وجب عليه الفدية أن يخرجها كلَّ يومٍ بيومه؛ فتُدفع عن اليوم الحاضر بعد طلوع الفجر، ويجوز أن تُقدم على طلوع الفجر وتُخرَج ليلًا، ويجوز أيضًا تأخيرها بحيث يدفعها جملةً في آخر الشهر.

     مقدار الفدية: إطعامُ مسكين عن كل يومٍ من الأيام التي يفطرها من رمضان، ومقدارها 20 جنيهًا كحد أدنى عن اليوم الواحد، ومن زاد فهو خير له.

     وكانت قد قالت دار الافتاء أن الصوم خير للمسافر وأفضل فإذا ظن الضرر كُرِه له الصوم، وإن خاف الهلاك وجب الفطر.

    وأضافت الدار أن شهر رمضان من الأشهر العزيزة الكريمة على الله التى تُغفر فيها الذنوب ويُعتق الإنسان فيها من النار.

    وأوضحت أنه لكى يحوز صيامك رتبةَ الكمال عليك أن تكفَّ الجوارح عن الآثام؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ليس الصيام من الطعام والشراب؛ إنما الصيام من اللغو والرفث».

    واستطردت؛ الصيام يحررك من سلطان العادات ويقيك من الشرور؛ ولذلك فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة”؛ أى: وقاية.

    وتابعت:من أهم مظاهر الجمال فى عبادة الصيام الارتقاء بالجانب الأخلاقى للإنسان، وهو الأهم؛ ومن هنا يقول النبى صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه”.

  • الإفتاء: الإرهاق نتيجة الصوم ليس مبررًا للتكاسل فى العمل وتعطيل المصالح

    أكدت دار الافتاء أن الإرهاق نتيجة الصوم ليس مبررًا للتكاسل في أداء المهام الوظيفية، وتعطيل مصالح الآخرين، فالجميع مطالب ببذل جهده في أداء عمله.
    وأضافت الدار تُستحَبُّ مدارسة القرآن الكريم وتلاوته وختمه في رمضان؛ لما ثبت «أن جبريل -عليه السلام- كان يلقى النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم في كل ليلة من رمضان فيُدارِسه القرآن»‏.
    وتابعت : العاقل مَنِ اغتنم رمضان ليحوز خيراته ويُعتق من النيران؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلِّقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة».
    كما يجب على كلِّ مسلم أنْ يؤدي جميع الفرائض التي فرضها الله عليه؛ حتى يصلَ إلى تمام الرضا والرحمة من الله، وتكون صلته بالله أوثق، فمَنْ صام ولم يُصَلِّ سقط عنه فرض الصوم ولا يعاقبه الله عليه؛ كما أنَّ عليه وزر ترك الصلاة، ويلقى جزاءه عند الله.
    وممَّا لا شك فيه أنَّ ثواب الصائم المُؤَدِّي لجميع الفرائض، والمُلْتَزِم لحدود الله أفضلُ من ثواب غيره.
  • الإفتاء: توقيت الفجر الصادق المعمول به حاليا في مصر صحيح ولا اعتبار بغير ذلك

    أكدت دار الافتاء أن توقيت الفجر الصادق المعمول به حاليًّا في مصر، وهو عند زاوية انخفاض الشمس تحت الأفق الشرقي بمقدار 19.5°) هو التوقيت الصحيح قطعًا، ولا اعتبار بغير ذلك.

    وكان قد قال الدكتور شوقي علَّام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن موائد الإفطار المنتشرة في بلادنا -التي يطلق عليها “موائد الرحمن”- هي بلا شك مظهرٌ مصري مشرقٌ من مظاهر الخير والتكافل بين المسلمين.

    جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج “القرآن علَّم الإنسان” مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد اليوم، في معرض رده على سؤال يستفسر عن حكم موائد الرحمن في رمضان مضيفًا فضيلته أن الله تعالى قد وصف عباده الأبرار بإطعام الطعام، فقال تعالى: ﴿ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ على حُبِّه مِسكِينًا ويَتِيمًا وأَسِيرًا﴾ [الإنسان: 8]، وهذا يشمل رمضان وغيره، ولكنه في رمضان أعظم أجرًا وأكثر ثوابًا، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إفطار الصائم وأخبر أن مَن فطَّره فله مثل أجره مِن غير أن ينقص ذلك مِن أجر الصائم شيئًا؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا«.

    وردًّا على سؤال حول التباهي بالصدقات والتباهي بعمل موائد الرحمن والحرص على كتابة المقيم للموائد اسمه على أماكن الموائد، فقال فضيلته: السلوك المادي الظاهر كالمنِّ والأذى هو المرفوض، أمَّا اتهام البعض بالرياء دون بيِّنة فهذا أمر لا يطَّلع عليه أحد إلا الله، ولا نستطيع أن نحكم على نيات الناس؛ فالإخلاص أمر قلبي.

    واختتم فضيلة المفتي حواره بالرد على سؤال لإحدى مشاهدات البرنامج عن حكم قراءة المرأة الحائض للقرآن ومس المصحف قائلًا: الأَوْلى العمل بما عليه جمهور الفقهاء من حرمة قراءة القرآن ومس المصحف للحائض والنفساء؛ لِمَا في ذلك من تقديسٍ للقرآن الكريم، وخروجًا من الخلاف. فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا، واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس، فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية؛ إذ مِن القواعد المقررة في الشرع “أن من ابتُلِيَ بشيءٍ مِن المُختَلَف فيه فليقلد من أجاز”، ولا إثم عليها في ذلك

زر الذهاب إلى الأعلى