تشابهت ملامح المشهد الخارجي والضحايا، في حادثتي حريق الملهي الليلي في العاصمة الرومانية بوخارست، والملهي الليلي في منطقة العجوزة، من الصراخ ومحاولات الهرب وتجمع العشرات للاطمئنان على أقاربهم وأصدقائهم، مع اختلاف الأماكن وأسباب الحادث وعدد الضحايا.
في يوم حزين، كما وصفه الرئيس الروماني كلاوس يوهانس، قُتل 27 شخصا، غالبيتهم مراهقون وشباب، وأصيب 155 آخرين، في حريق اندلع بملهى ليلي في العاصمة الرومانية بوخارست، في آخر ليلة من أكتوبر الماضي، وكانت الألعاب النارية هي السبب الرئيسي فيه، بعد أن وقع الانفجار فور البدء باستخدامها على خشبة المسرح أعقبه حريق ضخم.
وشهدت منطقة العجوزة في محافظة القاهرة، صباح اليوم، مصرع 16 شخصا في هجوم لمجهولين بالمولوتوف على ملهى “الصياد” الليلي، بسبب خلاف بينهم وبين صاحب الملهى، وأثبتت التحريات الأولية للنيابة أن الحادث “دافعه جنائي”.
اختلفت التفاصيل الجوهرية المؤدية لوقوع الحادثين، ففي رومانيا نتج عن حريق شب إثر استخدام الألعاب النارية على خشبة المسرح، ما دفع المئات من حضور حفل لموسيقى الروك إلى الاندفاع في محاولة للهروب، ولقي 27 شخصا مصرعهم، غالبيتهم مراهقون وشباب، وأصيب 155 آخرين.
وفي ملهي الصياد بالعجوزة، أكدت معاينات النيابة أن الهجوم وقع في تمام الساعة السابعة صباحًا، وأن الجناة يتراوح عددهم بين 4 إلى 6 متهمين، كانوا يستقلون دراجتين ناريتين، وألقوا زجاجات مولوتوف على باب “ملهى الصياد” الليلي، ما أدى إلى احتراقه بالكامل، ومقتل 16 شخصًا كانوا بداخله.
على خلفية ملهى العاصمة الرومانية، خرج الآلاف في تظاهرات حاشدة ضد الحكومة في بلادهم، بعد أن حملوها مسؤولية الحادث، ما أسفر عن سقوط الحكومة، بخاصة بعد أن أظهرت العناصر الأولية للتحقيق العديد من الانتهاكات لقواعد السلامة، وبصفة خاصة وجود باب واحد مفتوح وعدم وجود مخارج أخرى للطوارئ، والعثور على مواد قابلة للاشتعال تستخدم لعزل الصوت.
وفي مصر، اختلف المشهد، فلم تخرج المظاهرات المنددة ولم يصدر أي قرار حكومي حتى الآن بشأن صرف تعويضات لأسر الضحايا والمصابين، رغم تأكيد خبراء القانون الجنائي بأن الأشخاص الموجودين داخل الملهى، أيًا كان سبب الوفاة، تم الغدر بهم، لذلك يمكن أن تحدد لهم وزارة التضامن الاجتماعي تعويضات عن الحادث.