دخلت المصالحة الفلسطينية من جديد في نفق مظلم بعد تأكيد رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، أن رد حركة فتح على الورقة المصرية للمصالحة كان سلبياً، بعد جولات من المباحثات التي أجراها وفدا الحركتين برعاية مصرية من أجل الموافقة على الخطة المصرية لتطبيق اتفاقات المصالحة بين الحركتين.
وقال السنوار خلال لقاء جمعه بمحللين سياسيين ونخب ثقافية فلسطينية، مساء أمس الأربعاء: “استلمنا رد فتح على الورقة المصرية وهو أسوأ من ردهم على الورقة الأولى”، مشيراً إلى أن مصر لديها سقف زمني لتطبيق اتفاقات المصالحة بين فتح وحماس.
وأضاف: “الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيخسر كثيراً إن فرض عقوبات جديدة على غزة لأنه سيعزز تجاوزه، وإن أي عقوبات جديدة بمثابة تكسير للأواني وكسر لقواعد اللعبة وعليه سيكون ردنا مغايراً”، على حد تعبيره.
بديل عن منظمة التحرير
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ24، أن اجتماعات جرت في قطاع غزة بين قادة في الفصائل الفلسطينية وقيادة حركة حماس خلال اليومين الماضيين، أفضت لاتفاق على تشكيل كيان فلسطيني للخروج بمواقف موحدة، بسبب تعثر المصالحة الفلسطينية فيما يبدو أنه كيان موازٍ لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وزعمت المصادر، المقربة من حركة حماس، إن هناك تعنتاً كبيراً من حركة فتح فيما يخص موضوع المصالحة الفلسطينية، والرد على الورقة المصرية للمصالحة، ما دفع حماس للالتقاء للفصائل من أجل الخروج بموقف موحد في ظل تهديدات من أكثر من مسؤول في السلطة الفلسطينية حول فرض عقوبات جديدة على قطاع غزة بسبب تفرد حماس في مفاوضات التهدئة غير المباشرة مع إسرائيل حول هدنة طويلة الأمد مقابل إقامة مشاريع تضمن فك الحصار عن غزة.
وأشار السنوار في تصريحاته رداً على مطالب حركة فتح بشأن تسليم قطاع غزة وتمكين الحكومة الفلسطينية من أداء مهامها بالقول: “لن نسلم غزة من الباب للمحراب وفوق الأرض وتحتها إلا لمجلس وطني توحيد ينبثق عنه لجنة تنفيذية تدير القطاع وفق أسس وطنية”.
تهرّب من المصالحة
ورد القيادي في حركة فتح، عبد الله عبد الله، على تصريحات رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، بالتأكيد على أن حركة حماس تريد تعزيز وجودها في قطاع غزة، وفقدت وجودها كحركة مقاومة.
وقال عبد الله، في تصريح خاص لـ24، إن “تصريحات السنوار تمثل محاولة للتهرب من المصالحة الفلسطينية ووضع عقبات جديدة على ملف إنهاء الانقسام، وإن النتيجة النهائية من تصريحات السنوار هي صفر”، على حد تعبيره.
وأضاف: “حماس تريد تعزيز وجودها حتى ولو كان على حساب القضية الفلسطينة، وحماس إن وافقت على هدنة لسنوات 5 أو 7 أو 10 تفقد مبرر وجودها كحركة مقاومة وبالتالي تريد التغطية على ذلك بمثل هذه الاتهامات”.
وتابع القيادي في حركة فتح، أن “حماس مقتنعة بكلام مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط جيسون غرينبلات أنه يمكن لها أن تكون بديلاً عن منظمة التحرير، ما يمثل خروجاً على الإجماع الفلسطيني والاعتراف الدولي بالشخصية القانونية لفلسطين”.
وقال عبدالله: “إذا أصروا على موقفهم عليهم أن يتحملوا كافة المسؤولية عن قطاع غزة، فمن يحكم يواجه احتياجات الناس، ففي حال إصرار حماس على السير في وهم ما يسمى الهدنة أو التهدئة، فعليها أن تتحمل كل المسؤولية كاملةً عن القطاع”.
حماس تتجه للتهدئة
وفي ملف التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، قال السنوار، إن “هناك نقاشاً وحواراً حول التهدئة وإمكانية الحصول على تثبيت لتهدئة 2014 مقابل كسر الحصار بشكل ملموس، وأن السقف الزمني للوصول للتهدئة ليس طويلاً وخلال أسبوعين سيكون هناك ورقة تتضمن كافة التفاصيل”.
فيما قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، إن “هناك جهتين رئيسيتين تلعبان دوراً هاماً في رفع الحصار عن غزة هما الأمم المتحدة ومصر”.
وأضاف الحية، خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة: “نطالب مصر والأمم المتحدة بإنجاز ما عرض على الفصائل، وسنقاتل من أجل كسر الحصار، وإذا فشلت المساعي سنواصل جهادنا ونضالنا”.