أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية، اليوم السبت، تجاوز نهر الدندر منسوب الفيضان (13.05)، حيث بلغ 13.56 مترا.
جاء في تقرير لجنة الفيضان التابعة لوزارة الري السودانية، أن “منسوب نهر النيل عند العاصمة الخرطوم، سجل 17.23 مترا، أقل من أعلى منسوب مسجل تاريخيا (17.66) بنحو 44 سم”، مشيرة إلى أن محطة شندي سجلت منسوب 18.05 متر، أقل من أعلى منسوب مسجل تاريخيا (18.44 مترا) بنحو 39 سم.
إيراد النيل الأزرق
وكشفت اللجنة، أن إيراد النيل الأزرق عند محطة الديم بالحدود السودانية الإثيوبية بلغ 560 مليون متر مكعب، ليتراجع عن معدل الفيضان (609 أمتار)، فيما سجل إيراد نهر عطبرة 238 مليون متر مكعب، بينما حافظ إيراد النيل الأبيض على استقراره عند 130 مليون متر مكعب.
من جهته، وجه وكيل وزارة الري السودانية، ضو البيت عبد الرحمن منصور، نداءا للمواطنين أعلن خلاله أن نهر الدندر بلغ منسوب الفيضان حيث سجل في السادسة من مساء الجمعة منسوب 13.50 متر، داعيا جميع المواطنين والجهات المختصة عمل كل الإجراءات اللازمة حفاظا على الأرواح والممتلكات.
وتؤكد التقارير الميدانية الواردة من السودان أن فيضان النيل غير المسبوق والذي ضرب البلاد هذا العام بدأ في الانحسار، ورغم الزيادة الكبيرة في منسوب النيل إلا أن خسائر هذا العام تقل كثيرا عن العام الماضي، نظرًا للإجراءات والتدابير الاستباقية التي تم اتخاذها.
17500 منزل
في سياق آخر تسببت سيول وفيضانات وأمطار غزيرة في تدمير كلي وجزئي طال نحو 17500 منزل في مختلف مناطق السودان، وأثرت بشكل مباشر على أكثر من 88000 شخص في 13 ولاية من أصل 18 ولاية منذ منتصف موسم الأمطار في يوليو، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوشا).
وأشار (اوشا) إلى أن معظم الأسر المتاثرة من الأمطار الغزيرة والفيضانات اضطرت إلى الإقامة مع الأقارب والانتقال إلى السكن داخل المباني الحكومية.
وتحولت معظم طرق وأحياء العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الجمعة، إلى برك مياه بعد هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة مساء الخميس. ووفقًا لمركز التنبؤات والتطبيقات المناخية التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) فمن المتوقع هطول أمطار غزيرة إلى غزيرة جدًا خلال الأيام الخمس المقبلة في معظم أواسط وجنوب ووسط وغرب السودان.
الفيضانات
ولفت تقرير نشرته “سكاي نيوز” أمس الجمعة انه لا تزال هناك مخاوف من تكرار فيضانات العام الماضي التي كانت الأكبر في تاريخ البلاد؛ والتي اجتاحت 16 ولاية من مجمل ولايات البلاد البالغة 18 ولاية، وأدت إلى مقتل نحو 117 شخصا ودمرت أكثر من 100 ألف منزل بشكل كامل أو جزئي، إضافة إلى مئات المدارس والمنشآت الخدمية والتجارية.
ووفقا لبيانات محدثة صادر عن وزارة الري السودانية، فقد استقر منسوب النيل في ولاية الخرطوم، يوم الجمعة، عند 17.22 مترًا، متجاوزًا منسوب الفيضان بـ 72 سنتمترًا ومبتعدا بمقدار 44 سنتيمترا فقط عن أعلى مستوى للفيضان في البلاد على الإطلاق والمسجل في أغسطس من العام الماضي.
تقديم المساعدات
قالت الأمم المتحدة إن الحكومة السودانية بدأت في تقديم المساعدات المنقذة للحياة للمتضررين؛ بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمات الإغاثة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن مواد الإغاثة التي كانت مخزنة لهذا الغرض قد استنفذت، وهناك حاجة ملحة لتجديد المخزونات، خاصة إذا تدهور الوضع الإنساني أكثر.
وتعتبر ولايات الجزيرة وجنوب دارفور والقضارف وغرب دارفور الأكثر تضررا. وما يزال العمل جار لتقييم الأضرار وتحديد الاحتياجات في ولايتي الجزيرة والقضارف.