أكد سفير أوزبكستان بالقاهرة منصور بيك كيليتشيف، أهمية دور الوساطة المصرية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة، موضحا أن بلاده تؤكد ضرورة التوصل إلى حل شامل للأزمة الحالية، يؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها (القدس الشرقية) وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
جاء ذلك في حوار لسفير باكستان، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 32 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأوزبكستان، والذي يوافق غدًا الثلاثاء.
وقال كيليتشيف إن بلاده تتضامن بقوة مع الشعب الفلسطيني، وتدعم حقوقه في إقامة دولته المستقلة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف خصص 5ر1 مليون دولار؛ لدعم أنشطة لوكالة الأمم المتحدة للشرق الأدنى لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة.
وعن علاقات أوزبكستان مع مصر، اعتبر كيليتشيف أن مصر شريك مهم لبلاده في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.. قائلا: “نحافظ على حوار سياسي وثيق وتعاون اقتصادي وتجاري متبادل المنفعة” مؤكدا أن المباحثات التي أجراها الرئيس ميرضيائيف -خلال زيارته للقاهرة في فبراير عام 2023- اكتسبت أهمية تاريخية، حيث أسهمت في رفع التعاون الثنائي إلى مستوى نوعي جديد، مشيرا إلى أن عام 2023 شهد ثلاثة اتصالات هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وميرضيائيف، تم خلالها التأكيد على أهمية العمل لتهيئة الظروف للتنفيذ الفعال للمشروعات المشتركة وتعزيز التعاون الثنائي.
وأشار إلى أن مصر وقعت مع أوزبكستان على 10 اتفاقيات -خلال زيارة ميرضيائيف- من بينها اتفاقيتان في مجالي تطوير البنية التحتية السياحية وصناعة الأدوية، فضلا عن مشروعات مشتركة في المجال الزراعي، إضافة إلى التوقيع على مشروعات استثمارية بقيمة 6ر1 مليار دولار، وذلك خلال منتدى رجال الأعمال، والذي عقد على هامش زيارة ميرضيائيف للقاهرة.
وعن الاجتماعات، أكد السفير على التعاون المثمر بين البرلمان المصري والأوزبكي، حيث أجرت رئيس لجنة الشيوخ للبرلمان الأوزبكي مليكة قادرخانوفا في ديسمبر الماضي، مباحثات مع نائبة رئيس مجلس الشيوخ فيبي فوزي حول سبل تعزيز التعاون البرلماني.. كما أجرى رئيس اللجنة البرلمانية لمجلس النواب ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية – الأوزبكية عبد الهادي القصبي، مباحثات في مايو 2023 بطشقند مع نائب رئيس الغرفة التشريعية للبرلمان الأوزبكي عادلجان تاجيوف، حيث تم الاتفاق على دعم الشراكة في إطار مجموعة الصداقة.
وحول الاتفاقيات بين البلدين، أفاد كيليتشيف بأنه يتم حاليا إعداد 11 وثيقة للتعاون سيتم التوقيع عليها خلال الاجتماع السابع للجنة الحكومية المصرية – الأوزبكية المشتركة، والتي ستعقد في النصف الأول من هذا العام بطشقند، موضحا أن مجلس الأعمال المصري – الأوزبكي عقد اجتماعه الأول في أكتوبر الماضي، وأعلن فيه عن أسماء الشركات المصرية المشاركة في هذا المجلس.. كما عقد اجتماع أخر العام الماضي بين اتحاد الغرف التجارية المصرية وغرفة تجارة القاهرة وجمعية رجال الأعمال المصرية وغرفة التجارة الأوزبكية ووزارة الاستثمار والتجارة والصناعة الأوزبكية؛ لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك.
وعن المشروعات، قال إن هناك عدة مشروعات مصرية تقام في أوزبكستان، وبدأت شركة “النيل للسكر” في تنفيذ مشروع استثماري لتنظيم دورة كاملة لزراعة البنجر وإنتاج السكر في بمنطقة جازان، ومن المخطط زراعة بنجر السكر على مساحة 50 ألف هكتار، وإقامة مصنع لإنتاج السكر على مساحة 100 هكتار بحجم إنتاج سنوي 200 ألف طن (بطاقة معالجة 12 ألف طن من بنجر السكر يوميا).
وأضاف أن شركة “اين. تو .متليز” بدأت في تنفيذ مشروع للقيام بأعمال التنقيب الجيولوجي في احتياطات المعدنية المحتملة في أوزبكستان، ولا سيما في إقليم (نافوي) فضلا عن مشروع أخر لشركة مصرية لإنتاج المحولات لإنتاج المحولات والمنتجات النحاسية للهندسة الكهربائية وإقامة مركز بيانات بقدرة 192 ميجاوات.
وعن التبادل التجاري، قال كيليتشيف “إن التبادل التجاري بين البلدين شهد زيادة تقدر بـ60 في المائة عام 2023، حيث بلغ 50 مليون دولار بالمقارنة ب30 مليون دولار عام 2022″، مشيرا إلى أن الصادرات المصرية لأوزبكستان تشمل الحمضيات، مثل البرتقال واليوسفي، والأدوية، بينما الصادرات الأوزبكية لمصر تضمنت المنتجات الغذائية والصناعية، ويعد توريد خيوط القطن والمنسوجات المكون الرئيسي في هذه الصادرات.
وعن السياحة، قال “إن نحو 40 ألف سائح أوزبكي زاروا مصر العام الماضي، بينما زار أوزبكستان ألفي سائح مصري عن نفس الفترة”، مشيرا إلى بلاده ترغب في الاستفادة من خبرة مصر لجذب المزيد من السائحين من خلال تبادل أفضل الممارسات وتوفير التدريب في ضوء استقبالها 7 ملايين سائح أجنبي في عام 2023.
وأوضح أن كلا الجانبين وقعا على خطة عمل مشتركة خلال الفترة من 2023 إلى عام 2025، وهي تغطي أهدافا محددة، تشمل تعزيز التعاون في مجال السياحة وتنظيم الاتصالات بين رجال الأعمال في صناعة السياحة والمشاركة في المعارض والأسواق السياحية الدولية، وتوفير دورات تدريبية متقدمة للمرشدين والمترجمين الفوريين وقادة الرحلات السياحية في البلدين.
كما تهدف الخطة إلى دعم الترويج للإمكانات السياحية في أوزبكستان ومصر، من خلال وسائل الإعلام الرائدة في البلدين، فضلاً عن زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة بين الجانبين.
وحول التعاون الثقافي، أشار السفير الأوزبكي إلى أن عام 2023 شهد تنظيما لأكثر من 30 فعالية في مجالات الثقافة والتعليم والفن والسياحة، وشاركت الفرق الفنية والموسيقية والفلكلورية المصرية في المهرجانات الدولية والوطنية بمختلف أنواعها في أوزبكستان، فضلا عن تنظيم لقاءات بين المسئولين المصريين في وزارت الثقافة والتعليم العالي والسياحة ومديري المتاحف والمكتبات الكبرى في البلدين.