أعربت خلود بن منصور، سفيرة الشباب لدي الاتحاد الأفريقي ممثلة عن شمال أفريقيا، عن فخرها بالدور الذي تقوم به مصر لمكافحة الإرهاب والتطرف، مشيدة بإطلاق مصر لمركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات وهو ما نوقش في منتدى شباب العالم، مؤكدة أن احتضان مصر للمركز يؤكد أهمية دورها في إحداث التغيير، خاصة أنها تمتلك موقعا استراتيجيا يمكن أن يستقطب عددا كبيرا من الشباب ليكون لهم دور في مكافحة الإرهاب.
وحول أبرز المشكلات التي تواجه شباب القارة السمراء، أوضحت خلود بن منصور في تصريحات خاصة لتليفزيون “اليوم السابع” على هامش النسخة الثالثة لمنتدى أسوان، اليوم الثلاثاء، أن أبرز المشكلات التي تواجه شباب شمال أفريقيا موضوعات الهجرة والفقر والتغيرات المناخية، وهى محرك أساسي لانتقال الشباب لظروف غير صحية.
وعن سبل مواجهة انخراط الشباب في الصراعات المسلحة، أشارت إلى أنهم كسفراء شباب يحاولون دائما نقل الدور الإيجابي والفعال للشباب داخل أفريقيا، وأن يكونوا صوتا فاعلا للشباب ويشجعون صانعي القرار بأن يعملوا لمنع الشباب من الانخراط في صراعات مسلحة، وضرورة تشجيع الدفع نحو الحوار كسبيل لحل يشمل كافة الأطراف خصوصا المرأة.
وانطلقت اليوم، الثلاثاء، فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين التي تستمر لمدة يومين، تحت عنوان “أفريقيا في عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخي: مسارات لقارة سلمية، قادرة على الصمود، ومستدامة”، ويأتي انعقادها انعكاساً لحرص مصر على الدفع بأجندة العمل الأفريقى خلال المرحلة الدقيقة التى تشهدها العلاقات الدولية.
وتتطرق نقاشات النسخة الثالثة -التي ستعقد بشكل (افتراضي وحضوري) في القاهرة- إلى عدد من الأولويات الهامة للقارة الأفريقية مثل دعم التعاون من أجل مكافحة الارهاب وتجاوز تداعيات جائحة كورونا وتحقيق الأمن الغذائي والدفع بجهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات.
وكان وزير الخارجية سامح شكري قد شارك اليوم، الثلاثاء، في فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، والتي تعقد يومي 21 و22 يونيو الجاري تحت عنوان “أفريقيا في عصر المخاطر المتتالية وقابلية تأثر المناخ: مسارات لقارة سلمية وصامدة ومستدامة”، بمشاركة عدد من الوزراء الأفارقة والعديد من المسئولين بالمنظمات الاقليمية والدولية ومختلف الشركاء الدوليين المعنيين بموضوعات تعزيز السلام وتحقيق التنمية المستدامة.
وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري ألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى والتي تناولت التحديات المختلفة التي تواجه القارة الأفريقية وسبل مواجهتها، حيث أكد في مستهل كلمته أن حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على توجيه كلمة مسجلة إلى المنتدى يؤكد على ما توليه مصر من أهمية لمنتدى أسوان الذي يجسد ملكية أبناء القارة لمصيرهم وريادتهم في طرح حلول شاملة وفعالة للتصدي للتحديات التي تواجه القارة بالتعاون مع مختلف الشركاء.
وأضاف أن النسخة الحالية من المنتدى توفر مجالاً لإجراء حوار معمق حول التحديات المتشابكة التي تهدد أمن واستقرار أفريقيا، مع التركيز على إيجاد حلول مبتكرة تحقق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030.
وتابع المتحدث الرسمى أن وزير الخارجية استعرض في كلمته كذلك رؤية مصر لمواجهة التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية في ظل تطورات استثنائية غير مسبوقة يشهدها العالم على مختلف الأصعدة خلفت الكثير من التداعيات السلبية، وعلى رأسها أزمة الغذاء العالمية وجائحة فيروس كورونا.
وأشار إلى الحاجة للعمل من أجل تنويع مصادر واردات الغذاء وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة، وضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم الدول الأفريقية عبر تقديم حزم تحفيزية لاقتصاداتها وتخفيف ما تواجهه من أضرار، بجانب أهمية تبني نهجاً شاملاً لمكافحة الإرهاب والعمل على بناء مؤسسات وطنية أفريقية قوية قادرة على مواجهة المخاطر الإرهابية المتتالية.
كما أكد وزير الخارجية حرص مصر، في ضوء استضافتها ورئاستها المقبلة للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، على التنسيق مع الدول الأفريقية الشقيقة من أجل خروج المؤتمر بنتائج محددة تعزز عمل المناخ الدولي، وخاصةً فيما يتعلق بخفض الانبعاثات ودعم قدرات الدول النامية والأفريقية على التكيُف مع تغير المناخ وتوفير تمويل المناخ بجانب تنفيذ تعهدات المناخ.
وأشار في هذا الصدد إلى تركيز النسخة الحالية لمنتدى أسوان على القضايا المرتبطة بتغير المناخ في ضوء تأثيراته المتزايدة على التنمية والسلم والاستقرار في أفريقيا، ومن بينها الترابط بين التكيُف مع تغير المناخ وبناء السلام وتداخل تغير المناخ مع الأمن الغذائي والمائي والعلاقة بين النزوح وتغير المناخ في أفريقيا.
واختتم حافظ تصريحاته بالإشارة إلى توجيه وزير الخارجية الشكر لكافة الشركاء، من دول ومنظمات إقليمية ودولية وقطاع خاص ومراكز بحثية، الذين حرصوا على دعم المنتدى بمختلف الأشكال، موضحاً أن ذلك يقدم مثالاً عملياً على التعاون البنّاء الذي يهدف إلى تمكين دول القارة من تحقيق آمال وطموحات شعوبها في إطار التضامن والتكاتف الدولى.